الإجراءات الجديدة تكبد مكاتب الحج خسائر مالية
توسعات الحرم تخفض تأشيرات المعتمريـــن في رمضان
قال مسؤولون في مكاتب حج وعمرة بالدولة إنهم تكبدوا خسائر مالية على خلفية الإجراءات الجديدة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية أخيراً، بالنسبة لتأشيرات العمرة لهذا العام، التي ترتب عليها انخفاض أعداد تأشيرات المعتمرين المقيمين في الدولة بنسبة تصل إلى 60٪، فضلاً عن تقليص مدة إقامتهم خلال فترة أداء مناسك العمرة.
وأكدوا أن كثيراً من الشركات المنظمة لرحلات العمرة خلال شهر رمضان فوجئت بالإجراءات الجديدة بعد أن أنهت في وقت مبكر استعدادها لهذا الموسم، إذ تعاقدت مع الفنادق السعودية وحجزت تذاكر الطيران لعملائها من المعتمرين.
بصمة الوجه ذكرت سفارة المملكة العربية السعودية في أبوظبي، أخيراً، أن وزارة خارجية المملكة العربية السعودية تعاقدت مع شركات عالمية متخصصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحصول على الخصائص الحيوية (بصمة اليدين وصورة الوجه أو غيرهما) لطالبي تأشيرات الدخول للمملكة، بمن فيهم الحجاج والمعتمرون، قبل منحهم تأشيرة الدخول للمملكة. ومن بين هذه الشركات شركة (في إف إس تسهيل الدولية) التي ستتولى تشغيل مراكز في الدولة، ستحل محل مكاتب الخدمات الحالية، وسيكون لهذه المراكز مهمة تسجيل الخصائص الحيوية (بصمة اليدين والوجه) لجميع طالبي التأشيرات. وقالت السفارة في بيانها، إن هذا الإجراء يهدف الى تقليل وقت الانتظار على المنافذ الحدودية للمملكة، خصوصاً الحجاج والمعتمرين وسيكون هذا بعد انتهاء المرحلة التجريبية، وتحسين اداء وتنظيم مكاتب خدمات التأشيرات، وذلك عبر حصول المتقدم على مستوى عالٍ من الخدمة عند التقديم على طلب التأشيرة. |
ولفتوا إلى أن أعداداً كبيرة من المقيمين في الدولة ربما لن يتمكنوا هذا العام من أداء مناسك العمرة خلال الـ10 الأواخر من شهر رمضان، إذ حددت الإجراءات التنظيمية الجديدة صلاحية تأشيرة العمرة بـ15 يوماً، ومدة الإقامة بـ15 يوماً، وهو ما يتطلب الحصول على التأشيرة في أول شهر رمضان، في حين أنه يتم إغلاق نظام تقديم التأشيرات في الـ10 الأواخر من شهر شعبان.
وأكدوا أن الإجراءات التنظيمية الجديدة وتقليص أعداد التأشيرات للمقيمين، أديا إلى رفع كلفة رحلة العمرة خلال رمضان بنسبة 30٪، إذ تبدأ أسعار عمرة رمضان من 10 آلاف درهم وتصل إلى 30 ألف درهم، مشيرين أيضاً إلى تأثر الأسعار بقلة المعروض من الفنادق حول الحرم المكي بسبب التوسعات الجديدة، وارتفاع أسعار تأجيرها، فضلاً عن ارتفاع أسعار الطيران خلال موسم الصيف.
وبدأت المملكة العربية السعودية في وقت سابق توسعات كبيرة في الحرم المكي، التي من المنتظر أن يستغرق تنفيذها نحو ثلاث سنوات، وهي تعد السبب الرئيس الذي دفع السلطات السعودية إلى خفض عدد تأشيرات العمرة هذا العام، وخفض المدة الزمنية للتأشيرات المصدرة للمعتمرين على مستوى العالم.
وقال مسؤول في شركة الراية للعمرة والحج، علي أسعد، إن هناك آثاراً سلبية لحقت بشركات الحج والعمرة هذا العام على خلفية الإجراءات السعودية الجديدة، خصوصاً أنه تم الإعلان عنها في وقت متأخر بعد أن تعاقد بعض الشركات مع الفنادق السعودية وحجزت تذاكر طيران لعملائها من المعتمرين، مشيراً إلى أن الإجراءات الجديدة خفضت عدد التأشيرات المخصصة لكل مكتب بنسبة تصل إلى نحو 60٪، وبلغ عدد تأشيرات العمرة المقدمة يومياً خلال شهر شعبان 20 تأشيرة مقارنة بـ 50 تأشيرة العام الماضي.
وأشار إلى أن تقليص صلاحية تأشيرة العمرة من شهر إلى 15 يوماً، وكذا مدة الإقامة إلى 15 يوماً، من شأنه أن يحرم كثيراً من المقيمين في الدولة، أداء مناسك العمرة في الـ10 الأواخر من شهر رمضان، إذ إن نظام تقديم التأشيرات يغلق تقريباً في 20 من شهر شعبان الجاري، ومن ثم سيكون من الصعوبة الحصول على تأشيرة بتاريخ الأول من رمضان لتمكين المعتمر من البقاء في المملكة في الـ10 الأواخر.
ولفت أسعد إلى أن مستوى إقبال الأفراد على أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المقبل لايزال أقل من المستوى المعتاد عليه في الأعوام السابقة، مرجعاً ذلك إلى تخوف البعض من الإصابة بفيروس «كورونا»، فضلاً عن الإجراءات التنظيمية الجديدة التي قد تحرمهم أداء مناسك العمرة في الأيام الأخيرة من رمضان.
وأفاد مسؤول في شركة التوحيد للعمرة والحج، محمد فاعور، بأن الشركات المنظمة للحج والعمرة تأثرت بشكل كبير بالإجراءات السعودية الجديدة، إذ إن شركات كثيرة منها أبرمت عقوداً وحجوزات مسبقة في فنادق وشركات طيران وفقاً للأعداد المتوقعة خلال شهر رمضان، لكنها فوجئت بالقرارات التنظيمية الأخيرة وما تضمنته من تقليص لأعداد المعتمرين ومدة التأشيرة، ما اربك حساباتها وتسبب في خسائر مالية.
وأشار إلى تراجع التأشيرات المخصصة لكل مكتب من نحو 2500 تأشيرة العام الماضي إلى 150 تأشيرة خلال العام الجاري، لافتاً إلى أنه كان من الأهمية الإعلان عن الإجراءات التنظيمية الجديدة في وقت مبكر من العام، لأخذ الاحتياطات المناسبة وتجنب أية أضرار وخسائر تلحق بتلك المكاتب.
وقال إن بعض المعتمرين الذين استعدوا مبكراً، ولن يتمكنوا من السفر بسبب الإجراءات الجديدة، ستلحق بهم خسائر مالية بسبب رفض بعض شركات الطيران رد قيمة تذكرة العمرة وفقاً لعقد شرائها، مضيفاً أن مستوى الإقبال مازال ضعيفاً مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال مسؤولون آخرون في مكاتب حج وعمرة إنهم تعاقدوا مع شركات طيران وفنادق ووكلاء سعوديين منذ وقت مبكر من هذا العام على برامج العمرة وفقاً لإجراءات الموسم الماضي، ومن ثم تعاقدوا مع عملائهم المعتمرين، مشيرين إلى أن تعديل هذه الإجراءات سيتسبب في مشكلات مالية لهم، سيما أن كثيراً من المعتمرين يفضلون السفر في الـ10 الأواخر من شهر رمضان المبارك.
ودعوا المقيمين الراغبين في أداء مناسك العمرة هذا العام إلى الإسراع بتقديم طلبات، إذ إن آخر موعد لاستقبال تأشيرات المقيمين هو 24 يونيو الجاري.
يذكر أن السلطات السعودية ناشدت في وقت سابق المسلمين حول العالم إلى تأجيل الحج أو العمرة هذا العام، بسبب أعمال الإنشاء والتوسعة التي تجرى حالياً في المسجد الحرام، منعاً لحدوث زحام شديد داخل الحرم، ويمتد القرار الذي اتخذته الحكومة السعودية بتخفيف أعداد المعتمرين والحجاج لأعوام مقبلة قد تمتد إلى عامين أو ثلاثة أعوام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news