الكفيف سعيد: أرى الأشياء بقوة الإحساس
تحدّى المــواطن سعيد راشد القراعة، البالغ من العمر 36 عاماً ويعمل في وظيفة حكومية في عجمان، فقده البصر بالعمل والزواج، وتمكّن من الخروج من عزلة اجتماعية، كادت تعصف تماماً بحياته إثر إصابته بالعمى على نحو مفاجئ.
وفقد القراعة بصره إثر تعرّضه لحادث تدهور مركبته أثناء رحلة سفاري، عام 2002، ما أسفر عن إصابته بنزيف في المخ، انتهى بإزالة عينيه وفقده البصر تماماً، فأصبح يواجه مشكلات كثيرة، جعلته يترك دراسته الجامعية، إذ كان يدرس الحقوق في السنة الثالثة، ويغير نظام عمله، وبدأ يعيش حالة من العزلة عن المجتمع.
وقال القراعة الذي يؤمن بأن «الأشياء تُرى بقوة الإحساس وليس بالعين فقط»، لـ«الإمارات اليوم»، إن فقدانه البصر عقب الحادث، غيّر حياته بشكل كامل، وجعله عاجزاً عن تحقيق أمنيته في إكمال دراسة الحقوق، والعمل في مهنة المحاماة، والوصول إلى وظيفة تناسب شهادته الجامعية.
وتابع «حاولت إجراء العديد من الجراحات في لندن لاستعادة بصري، إلا أن وضعي الصحي كان خطراً جداً، وقرر الأطباء إزالة عيني لتفادي إصابتي بالغرغرينا».
وقال إن هذا الحادث جعله يفكر ملياً ويقرر ألا يستسلم للظروف، فبدأ رفض المساعدة من أي شخص، حتى من إخوانه، في قضاء احتياجاته، وبدأ الاعتماد على نفسه في كل شيء. وطلب من أسرته البحث عن زوجة توافق على الارتباط به، فكانت زوجته التي قالت إنها غيرت حياته بالكامل، وأدخلت السعادة إلى قلبه، وبدأ يرى الأشياء بها ومن خلالها.
وأضاف «زوجتي جعلتني أخرج من العزلة الاجتماعية وساعدتني كثيراً على الاستمرار في مكان عملي، وفي بناء منزلي، ورزقني الله بثلاثة أطفال أدخلوا السعادة إلى حياتي».
وقال: «زوجتي وأطفالي جعلوني أنسى إصابتي بالعمى، والأيام الصعبة التي عشتها بعد الحادث لم أعد أتذكرها»، وأكد أنه كان يتمنى أن يتزوج قبل وقوع الحادث، حتى يتمكن من رؤية زوجته وأطفاله، إلا أن القدر كان أسرع منه.
وأكمل «بعد الزواج بدأت أمارس حياتي الطبيعية والذهاب إلى العمل، بمساعدة سائق من جنسية آسيوية، أعتمد عليه في كثير من الأمور، ولم أعد أشعر بأنني عاجز عن التحرك والتنقل إلى مختلف مناطق الدولة. وأضاف «بدأت تطوير مستوى وظيفتي من خلال حضور ورشات العمل والمحاضرات لاكتساب المزيد من الخبرة، للحصول على ترقية تشعرني بأنني متساوٍ مع بقية زملائي في العمل».
ويتمنى سعيد استكمال دراسته الجامعية بعد توقفها 11 عاماً، والحصول على شهادة بكالوريوس في الحقوق، والعمل في المحاكم، وذلك لتحقيق أمنيته التي كان يحلم بها قبل فقدانه البصر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news