«الشؤون»: توجه المجتمع لدعم الأحداث الجانحين ضعيف

إهمال الأحداث يسهم في استمرار معاناتهم. تصوير: تشاندرا بالان

أفاد رئيس قسم الأحداث في إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، عبدالعزيز سالم ناصر، بأن توجه المجتمع من مؤسسات وأفراد لدعم الأحداث الجانحين «ضعيف للغاية»، بينما ينصب مجمل اهتمام الجهات المتبرعة على المعاقين والأيتام، مشيراً إلى أن «الوزارة أطلقت العديد من المبادرات الخاصة بالأحداث، التي بقيت في إطار المكافآت والهدايا الرمزية، لعدم وجود جهات راعية لتلك المبادرات».

وأوضح ناصر أن الوزارة تواصلت مع شركات قطاع خاص، بغية الاجتماع معها وتعريفها بأهمية رعاية الأحداث، وتوعية تلك الجهات بأن الحدث ضحية لأسرة ومجتمع وظروف حياتية معينة، وإهماله يعني زيادة انحرافه، بينما من الممكن تقويمه من خلال الرعاية المستمرة.

وأشار إلى أن منشآت قطاع خاص تجاهلت جميع النداءات، ولم ترد على طلبات الوزارة حتى بالاعتذار عن عدم الحضور، مشيراً إلى أن ضعف وعي المجتمع بقضايا الأحداث، وإهمال وسائل الإعلام لهذه الفئة، يسهمان في استمرار معاناتها.

وأكد ناصر أن الحكومة ملتزمة بتأمين متطلبات الأحداث كافة، وأن دور الرعاية في الدولة تعد من الأفضل عالمياً، وتراعي أحدث الوسائل المتبعة في العالم، غير أن إحجام المجتمع عن دعم الأحداث يشير إلى عدم الاهتمام والوعي بظروف هذه الشريحة من الأطفال. وعبر ناصر عن أمله في أن تتجه الشركات العاملة في الدولة نحو المسؤولية الاجتماعية، كونها تعمل ضمن مجتمع الدولة وتحقق مكاسبها من العمل فيه، لافتاً إلى أهمية رعاية الأحداث واستمرارهم في عملية التعليم، أو في حصولهم على فرص عمل في تلك المؤسسات، تدعم عدم عودتهم إلى الانحراف، وتغطية أوقات فراغهم في أمور صحية.

وأضاف أن الأحداث يعانون قبل تورطهم، وبعده أيضاً، بسبب النظرة الاجتماعية، ونظرات الرفض والشبهة التي تلاحقهم، على الرغم من أن عودة الاحداث إلى الانحراف قليلة للغاية ولا تشكل نسبة على الإطلاق في الدولة.

وقال ناصر إن الإدارة مستمرة في تنفيذ مسابقة الحدث المتميز للشهر الثالث، إذ سيعلن عن أسماء الحدثين الفائزين للشهر الثالث قريباً، موضحاً أن المسابقة تعتمد على التزام الحدث ببرامج التأهيل وبالأنظمة والقوانين في الدار، إذ يتم تقييمهم بناء على استمارات دقيقة من قبل مشرفي الدار، مشيراً إلى أن المسابقة تشمل دور الرعاية الخمسة التابعة للوزارة، وأن المنافسة قائمة بينها (فتيان وفتيات)، وستعرض النتائج على الوزارة ليتم فرز الفائزين في كل شهر.

وتابع أن الوزارة تكرم الفائزين بقسائم شرائية بقيمة ‬100 درهم، قدمتها جمعية الشارقة التعاونية، وتمنحهم مكالمة هاتفية مجانية، وتقيم وجبة عشاء على شرف الفائز في كل دار، فضلاً عن زيارة ميدانية للحدث إلى منزل أهله، وشهادة شكر وتقدير، ويعلن عن أسماء الفائزين في جميع الدور.

وأكد أن المبادرة، على الرغم من نقص الجهات الداعمة، والمكافآت الرمزية، بدأت تؤتي ثمارها الإيجابية من خلال المنافسة بين الأحداث، وزيادة الالتزام بالبرامج، ما يؤدي تلقائياً إلى تحسن حالة الحدث، مبيناً أن الأحداث أطفال يميلون إلى السلام والخير، غير أنهم نشأوا في ظروف أدت بهم إلى الانحراف. وذكر ناصر أن هدف المسابقة الأساسي هو دعم الخطط العلاجية ومشرفي الدور بمحفزات للأحداث، للالتزام بالخطط العلاجية، وتعويد الأحداث على الالتزام، وخلق جو من المنافسة الإيجابية، مؤكداً أن الإدارة عملت على العديد من المبادرات لدعم تعافي الأحداث من المؤثرات السلبية.

وذكر أن المسابقة أطلقت في شهر أبريل الماضي، إذ فاز فيها مركز فتيان أبوظبي، ومركز فتيان الشارقة، وفاز بالمركز الأول في شهر مايو فتيان الشارقة، وفتيان الشارقة (مكرر)، وسيتم الإعلان عن الفائزين نهاية الشهر الجاري.

وأشار إلى أن فكرة المبادرة كانت موجودة، وفعلّتها الإدارة التي عملت على تصميم استمارات التقييم، والتي تدرس شهرياً لتعديلها وفق الاحتياجات، لتشمل النواحي السلوكية والعلاجية للحدث، وتؤدي الهدف المطلوب منها.

تويتر