تشغلها شركة فرنسية بعقد استثماري مدته ‬15 عاماً

حديقة لتماسيح النيل في دبي بـ ‬10 ملايين درهم

المشروع سيعتمد في تنفيذه على مقاربة بيئية. أرشيفية

أعلنت بلدية دبي، أمس، عزمها تنفيذ مشروع لإنشاء حديقة للتماسيح في دبي، على مساحة ‬20 ألف متر مربع في منطقة مشرف، بقيمة إجمالية للمشروع تقدر بـ‬10 ملايين درهم، لا تتضمن القيمة المالية للتماسيح نفسها، على أن يتم الانتهاء من إنجاز مراحل المشروع في مدة اقصاها ‬24 شهراً.

ووفقاً للمعلومات التي كشف عنها خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقدته البلدية مع الشركة الفرنسية «وايت اوريكس»، التي ستنفذ المشروع لمصلحة البلدية، فإن الحديقة ستضم نحو ‬200 تمساح من أطوار نمو مختلفة، ومن نوع تمساح النيل، أو التمساح النيلي المعروف علمياً باسم نيلوتيكس، وموطنها الأصلي مدغشقر، قبل ان تنتقل للعيش في مناطق أخرى متفرقة من العالم.

وقال مدير عام البلدية، المهندس حسين ناصر لوتاه، إن بلدية دبي وقعت العقد مع الشركة لتنفيذ المشروع بنظام الاستثمار، BOT وهو ما يعرف بالتعاقد بنظام البناء والتشغيل والتحويل، حيث يتم استثمار المشروع لمدة ‬15 سنة من الشركة ثم يتم تسليمه للبلدية لتتولى إدارته بعد ذلك.

وأوضح لوتاه أن موقع مشروع حديقة التماسيح يمتاز بمحاذاته لحديقة مشرف في الشمال الشرقي من دبي على بعد ‬10 كيلومترات فقط من مطار دبي الدولي.

وأضاف أنه يمتاز بأنه امتداد للمنطقة الصحراوية، حيث سيسهل الوصول إليه من جهات عدة، بما في ذلك شارع الشيخ محمد بن زايد وشارع الإمارات ومن شارع طرابلس وشارع الخوانيج، لافتاً إلى تكامله مع المناطق والأحياء السكنية المجاورة مثل المحيصنة ومزهر ‬1 ومزهر ‬2 ومردف والورقاء‬1 و‬2 و‬3 و‬4 و‬5 المجاورة والمحاذية لموقع المشروع.

وأشار إلى أن المشروع يهدف في مجمله إلى تطوير منطقة مشرف، وفي إطار جهود بلدية دبي لتقديم أفضل الخدمات للمتعاملين معها، إضافة إلى مساهمته في حماية الحياة البرية والطبيعية، وكذلك تنمية السياحة في إمارة دبي، وجذب أكبر عدد من السائحين، وإعطاء فرصة كبيرة من خلال المشروع للجمهور من داخل الدولة وخارجها، للتمتع بمشاهدة التماسيح الحية ضمن بيئة طبيعية وبيئة جاذبة جديدة.

من جهته، قال المدير العام للشركة المستثمرة، محمد ناصر الوسلاتي، إن المشروع سيعتمد في تنفيذه على مقاربة بيئية تضمن خصوصيات المنطقة عبر اختيارات هندسية، واستعمال مواد صديقة للبيئة واستغلال الطاقة المتجددة ومعالجة وفرز النفايات.

كما ستعمل على توفير احسن الظروف الملائمة لهذه الحيوانات في عمليات النقل والعناية والتناسل، ما يكفل الحفاظ عليها كفصيلة مهمة.

وأضاف أن الزائر، الذي سيتم تحصيل رسوم زهيدة منه لدخول الحديقة، سيحظى بجولة ممتعة، وباتصال مباشر مع الطبيعة، بمشاهدها ومناظر التماسيح التي ستنتشر حول الأحواض المائية المترامية في أنحاء الحديقة. وأوضح أن الزائر سيتمكن من اكتشاف مختلف مراحل الحياة الطبيعية للتماسيح من التفقيس والنمو والأكل والحياة الاجتماعية، وذلك في ظروف وأوضاع مختلفة تتباين بين الاسترخاء والزحف إلى السباحة والغوص. كما سيتمكن من الاطلاع على بيانات ومعلومات ومجسمات تفصيلية تعرض نمط عيش التماسيح. وسيعمل المشروع على استقطاب ثلاث فئات من الزوار تتضمن فئة الأطفال وفئة العائلات وفئة السياح العرب والأجانب. كما ستمثل تطبيقاً لمفهوم الحدائق المتكاملة السائد في كثير من دول العالم المتطور. وسيوفر فرصة كبيرة للمؤسسات التعليمة كافة، سواء في المدارس أو الجامعات ومراكز البحث لأجراء الأبحاث والبرامج العلمية وندوات متخصصة، لما لها من دور في زيادة الاهتمام بعلوم الطبيعة والأحياء والبيئة.

إلى ذلك، تتضمن فكرة المشروع العناية بمجموعة من التماسيح وتوفير أحسن ظروف النقل والتغذية والمتابعة الصحية للتكاثر والمساهمة في الحفاظ على هذه الفصيلة من الحيوانات وفق اتفاقية سايتس لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض، لتكون حديقة دبي للتماسيح محطاً ومقصداً جديداً ومتنوعاً في دبي للسائحين من داخل الدولة وخارجها، يتصف بروح المغامرة ويحاكي الطبيعة، إضافة إلى ان المشروع سيسهم من خلال مرافقه في تعزيز وتطوير آليات التعليم وزيادة الاهتمام من قبل الطلبة بالاهتمام بعلوم الطبيعة، فضلاً عن أنه سيعزز دور الإمارات العربية المتحدة في حماية الأصناف الحيوانية المهددة بالانقراض.

وقال الوسلاتي إن وجود المئات من التماسيح حول الأحواض المائية الطبيعية في الحديقة بطريقة تجعل زوار ومرتادي الحديقة الذين يتجولون في أرجاء المحمية كأنهم في غابات إفريقيا موطن التماسيح، وسيكتشفون مختلف المراحل الطبيعية.

وأوضح أن مساحات البناء الداخلية للمشروع تبلغ نحو ‬1300 متر مربع، فيما تبلغ الخارجية ‬170 مترا ستتضمن موقع الاستقبال والممرات والمسالك والاستراحات، إضافة الى كافتيريا ومراكز فنية للتماسيح، تضم مخزن واستقبال البضاعة الخاصة بها.

وأضاف أنه سيتم تجهيز الأرض والقيام بما يحتاجه الموقع من جرف وتسوية للتربة، ليصبح الموقع ملائماً للمشروع، وفق المواصفات الموضوعة له طبقاً للمواصفات العالمية الحديثة لمثل هذه المشروعات.

يذكر أن شركة «وايت أويكس» أو (المها الأبيض)، للاستثمار السياحي التي تستثمر المشروع، نفذت عدداً من حدائق التماسيح في كل من فرنسا وجربة في تونس.

تويتر