مشاركون أكدوا ضرورة سن قوانين لمعاقبة منتحلي الشخصيات العامة
ندوة رمضانية تحذر من «فتاوى الـ 140 حرفاً»
اتفق مشاركون في جلسة رمضانية تناولت التجاوزات والفتاوى التي لا تتحرى الدقة ولا تستند في حقيقتها إلى مصادر موثوقة ودقيقة عقدت في دبي، أمس، على انه ليس كل ما ينشر من تغريدات في «تويتر» يجب الاخذ به، معتبرين أن المتلقي هو المسؤول الأول والأخير عن الوصول إلى المعلومة الصحيحة من المصدر الموثوق على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر»، مؤكدين ان هناك تغريدات لبعض المستخدمين تشبه في شكلها الفتاوى الشرعية، لكنها في الحقيقة رأي المستخدم، لافتين إلى ان هناك كثيراً من التجاوزات التي لا تتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف والشريعة السمحاء، فضلاً عن حملات تشويه واغتيال معنوي لمؤسسات وأفراد، لافتين الى أن هناك أشخاصاً من ضعاف النفوس ينتحلون شخصية دعاة ومشايخ ومسؤولين حكوميين ويتكلمون على ألسنتهم.
وتفصيلاً، أفاد مدير إدارة الإفتاء بدبي الدكتور أحمد الحداد، بأن مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا «تويتر» عالم افتراضي يستطيع المستخدم كتابة ما يشاء فيه دون رقيب عليه، وبالتالي يكتب أموراً لا يفقهها ولا يعلم بأمورها، ويفتي دون دراية بأنها قد تهدم مجتمعات وتضلل مستخدمين كثرا، لافتاً إلى انه لا يجوز على مستخدم «تويتر» الافتاء في أمور لا يعلمها، خصوصاً إذا كانت في الدين.
وفرق الحداد بين الرأي والفتوى، وقال إن الرأي يكون في مسائل عادية مطروحة في المجتمع، ولكل منا رأي قد يكون صوابا - أو خاطئا - وهو ما يكون في مجال التعايش بين الناس دون الدخول في مسائل الحلال والحرام والقضايا الشرعية.
وأكد انه لا يجوز على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«واتس اب» أو غيرها تلقي اخبار وروايات من هذه المواقع، حيث انها تفتقر للصدقية إلا بعد التحري عن مصدرها، لافتاً إلى ان مستخدمي «تويتر» يخاطبون ملايين الاشخاص.
وحذر الحداد من المزج في المسائل المتعلقة بالرأي والفتوى، وقال إن بعض مستخدمي «تويتر» لا يفرقون بين الرأي والفتوى.
وذكر الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في «اتصالات» علي الأحمد، أن موضوع الفتاوى من غير أهلها ليس جديداً، ولكنه اكتسب أهمية وانتشاراً أكبر مع تزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، بعد تصاعد الأخذ والرد حول مثل هذه الموضوعات نتيجة لعدد من الأسباب، أهمها سهولة استخدام هذه المواقع واستغلال البعض لإمكان إنشاء حسابات مزيفة أو وهمية بأي اسم يريدون واستخدام بعض من يدعون العلم لهذه الشبكات بهدف زيادة شعبيتهم وطبيعة هذه الشبكات الاجتماعية، إذ يتم تناقل المعلومات والأخبار بسرعة كبيرة وتحظى الموضوعات الساخنة بتداول كبير من المؤيدين والمعارضين لها.
وأكد أن كثيراً من الفتاوى المثيرة للجدل بدأت من خلال مقابلات على التلفاز تداولها أشخاص على «يوتيوب» ونشأ حولها نقاش على «تويتر».
وأضاف «تعد اللغة العربية إحدى أسرع اللغات نمواً من حيث الاستخدام على (تويتر)، لافتاً إلى أن 80٪ من مستخدميه أقل من 25 عاماً، لذلك تحظى موضوعات الترفيه والرياضة بنسب أعلى من اهتمامات جمهور الموقع لسهولة الوصول لهذه المواقع». وأصبح تأثيرها كبيراً في المجتمع، لأن هناك مستخدمين يدخلونها ويعملون حسابات بأسماء مسؤولين وينشرون أفكارهم وفتاوى غير صحية ويتعين على المتلقي التمييز بين الفتوى والرأي.
وأشار إلى ان موقع «تويتر» يعد أحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح أسرعها نمواً لسهولة استخدامه، وبشكل خاص من خلال الهواتف المتحركة والأجهزة اللوحية، وشهد خلال النصف الثاني من عام 2012 زيادة في عدد المستخدمين بلغت 40٪ حيث وصلت أعداد المستخدمين إلى ما يقرب من نصف مليار مستخدم، منهم أكثر من 288 مليون مستخدم نشط حول العالم.
وتابع أن مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت بالغة الأهمية للمؤسسات للتواصل والتفاعل والترويج، إذ أصبحت مواقع الشركات على «تويتر» بمثابة الناطق الرسمي للمؤسسات العامة والخاصة، الذي من خلاله يتم الإعلان والتواصل مع الجمهور والرد على استفساراتهم.
وقدر عدد مستخدمي تويتر في العالم العربي بنهاية مارس 2013 بـ 37 مليون مستخدم منهم 400 ألف شخص يستخدمون الموقع في الإمارات، وارتفع عدد مستخدمي تويتر في الإمارات من ما يقرب من 90 ألفاً عام 2011 إلى أكثر من 410 ألف مشترك بزيادة تتجاوز ثلاثة أضعاف خلال ثلاث سنوات، مشيراً إلى ان المنطقة العربية تضم أكبر عدد من المغردين النشطين بعدد 1.9 مليون مستخدم، ويقدر عدد التغريدات من العالم العربي خلال مارس 2013 بـأكثر من خمسة ملايين ونصف يومياً ونصف هذه التغريدات تقريباً (47٪) مصدرها السعودية، بينما جاءت مصر والكويت في المرتبة الثانية بـ 12٪ والإمارات ثالثة بـ 11٪.
وأكد المحامي الدكتور حبيب الملا، أن هناك قوانين تحكم وسائل التواصل في هذا الفضاء الرقمي، ومنها قوانين للجرائم الإلكترونية، وهناك توجه لإيجاد قوانين أكثر صرامة لتنظيم هذا الفضاء مع اتساع انتشاره.
وقال إنه من المستحيل أن يكون هناك رقابة مسبقة على شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة، لافتاً الى ضرورة وضع القوانين التي تأتي في إطار العقوبات على التجاوزات، دون أن نفرض على رواد هذه الشبكات سلوكاً يحد من تفكيرها، والناس ستعود إلى الصواب بفضل ذكاء الجيل الجديد الذي سيكتشف الصحيح من تجربته الخاصة. وقالت الكاتبة في صحيفة الاتحاد عائشة سلطان، إن الموضوع له علاقة بجدلية الحرية في العالم العربي، إن هناك إساءة في استخدام الحرية بسبب عدم نضج بعض مجتمعات الوطن العربي لاستيعاب هذا المفهوم، ومازلنا في مرحلة الانبهار من تويتر. وأضافت أن الخبر الذي يصاغ على «تويتر» يحتاج إلى درجة كبيرة من الوعي والنضج، ونحن لا نبذل جهداً لتغيير الواقع ولكننا نوصّفه، كما أن الأسر لا تلعب أي دور في ترشيد انفتاح الأبناء على المعلومات.
ورأت مساعد المدير العام في المكتب التنفيذي لحكومة دبي الدكتورة عائشة بن بشر، أن «تويتر» هو مرآة للمجتمع. وقد نجح في مجالات مختلفة كالتسويق والتواصل بين الأشخاص ونقل المعلومات، ولكنه سطح المعلومات، فلا يمكن أن تعطى فتوى في 140 حرفاً. وتابعت أن هناك حسابات وهمية تطبع بأسماء شيوخ علم، والغرب ينقل عنها من دون التحقق من مصدرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news