مخيّم إماراتي «5 نجوم» في الأردن يضــم 3790 لاجئاً سورياً
يمثل المخيم الإماراتي- الأردني في منطقة «مريجيب الفهود» بالقرب من مدينة الزرقاء (وسط المملكة) ذروة الجهود الإنسانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي لغوث اللاجئين السوريين في الأردن.
يجسد تشبيه صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية للمخيم، الذي نشرته أخيراً وتناقلته وسائل الإعلام المختلفة «مخيم 5 نجوم»، الوصف الأمثل للمخيم الأحدث في المملكة، وذلك بفضل معاييره العالية المستوى وإمكاناته المختلفة، فضلاً عن مرافقه المتعددة وباقة خدماته المنوعة، وسبل الرفاهية التي يندر وجودها في المخيمات الأخرى، مثل الملاعب وقاعة تلفزيون للأطفال وأخرى للنساء، بالإضافة إلى مركز طبي يضم عيادات متخصصة ومنطقة تجارية ومطبخاً، ومدارس قريباً، إلى جانب مجموعة من برامج وفعاليات ومبادرات إنسانية، يصعب على إثرها التسليم بالفترة الزمنية التي شهـدت ولادة الـمخيـم، التـي لا تتـعدى الشهـرين.
فريق الإغاثة الإماراتي الموحد في الأردن
يعكس فريق الإغاثة الإماراتي الموحد في الأردن جهود الهلال الأحمر الإماراتي الذي ينطوي تحت مظلته، وذلك عن طريق المهام المنوعة التي يقوم بتأديتها لخدمة اللاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية. تتوزع مهام الفريقٍ الذي يتراوح عدد أفراده من المتطوعين (30-40) مع القائد، ما بين المستشفى الميداني الثابت والمتحرك، وتوزيع المؤن الغذائية وتأثيث مرافق المخيم الإماراتي الأردني «مريجيب الفهود« والإشراف عليه. يتكاتف أعضاء الفريق عادةً في إنجاز المهام المخولة إليهم، الأمر الذي ولد علاقة مميزه بين أفراده، لاسيما بعد أن جمعتهم الغربة بحلوها في تقديم الخير ومرها في البعد عن الأهل والأحباب. قسوة الظروف التي يعايشها يومياً أعضاء الفريق ولدت لديهم شجاعة كبيرة في مواجهة أحلك الظروف، والتعامل مع المتضررين منها وضحاياها بصبر وحلم، تجلى بشكلٍ كبير في علاقتهم مع الأطفال اللاجئين الذين غدوا أصدقاء مقربين منهم يحنون عليهم كأطفالهم الصغار من الممكن التعرف عليه بسهولة، الامر الذي يمكن التعرف عليه بسهولة عن طريق إلقاء نظرة سريعة على الجولات الميدانية الصباحية والمسائية التي يقوم بها يومياً قائد الفريق مع أعضاء منه يتغيرون باستمرار. يمثل شهر رمضان الكريم فرصة مثالية للفريق للاجتماع يومياً على مائدة الإفطار وتبادل الأحاديث في خيمة نصبوها في المخيم يتسامرون فيها حتى موعد صلاة التراويح التي يأدونها جماعة في مسجد المخيم، يليها المشاركة في فعاليات الدورة الرمضانية الأولى التي تشمل مسابقات رياضية وثقافية ودينية تضم مسابقات حفظ أجزاء من القرآن الكريم لجميع الفئات العمرية، فضلاً عن كرنفال للأطفال لنشر الفرح والسرور والبهجة بينهم بمناسبة الشهر الكريم. مخيم بـ 36 مليون درهم يقع المخيم الإماراتي الأردني في منطقة «مريجيب الفهود» بالقرب من مدينة الزرقاء، ثاني أكبر المدن الأردنية سكاناً، وأقيم بكلفة وصلت إلى 36 مليون درهم (سبعة ملايين دينار أردني) بتمويل من الإمارات. وعينت إدارة المخيم مفتش وقاية صحية للتفتيش على نظافة المخيم ومرافقه العامة إلى جانب المطبخ وسلامة الغذاء، وعليه دعت اللاجئين إلى التعاون للعمل على تحقيق ذلك. كما تستعدّ إدارة المخيم لافتتاح عدد من المدارس خلال الفترة المقبلة، تستوعب نحو 4000 طالب وطالبة، من أبناء اللاجئين وذلك بعد استكمال كادر المدرسين، وبالتنسيق مع منظمة «اليونيسيف»، التي باشرت عملها مع إدارة المخيم لاستكمال جميع المتطلبات، وتخصيص المناهج الدراسية. |
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمخيم نحو 25 ألف لاجئ، ودشن رسمياً في 23 مايو الماضي، وبات مدينة اصطناعية متكاملة تقع على مساحة 250 ألف متر مربع تصل طاقتها الاستيعابية إلى استقبال 25 ألف لاجئ على خمس مراحل، تضم الأولى 3790 لاجئاً، ويتوافر فيها 770 بيتاً جاهزاً (كرفان)، وزعت على مناطق يحمل كل منها رقماً خاصاً، يسهل على إثره الوصول إليها والتعرف إلى أصحابها.
يسود المخيم الذي زارته «الإمارات اليوم»، ويستقبل الأسر مع الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة، حالة من الأمن والهدوء الناجمة عن التخطيط الاستراتيجي لإدارة المخيم بقيادة «فريق الإغاثة الإماراتي الموحد في الأردن»، الذي لم يكتفِ بتوفير الخدمات والمرافق المتعددة التي تلبي احتياجات اللاجئين فحسب، بل عمد على إشراكهم فيها في محاولة لخلق لاجئ منتج يعيل نفسه، ويسعى للتخلص من الضغوط عن طريق الاختلاط بالآخرين والعمل على مساعدتهم.
وتتجسد أوجه المشاركة التي تتيحها إدارة المخيم للاجئين في أشكالٍ مختلفة، أسهمت بشكلٍ كبير في تغيير المفهوم السائد حول اللاجئ كمتلقٍ مستفيد يحصل على إعانة شهرية، كما هو الحال في المخيم، إلى منتج مؤثر، ومن أبرزها إتاحة الفرصة للراغبين منهم في العمل في محال المنطقة التجارية التي تقدم خدمات مجانية لزبائنها من اللاجئين، مثل الحلاقة والخياطة، وذلك مقابل أجر أسبوعي يعين اللاجئ على إعالة أسرته، بالإضافة إلى الإسهام في اختيار قوائم الوجبات الرئيسة التي يتم إعدادها في مطبخ المخيم، وفق معايير عالية المستوى.
أمن وألفة
لعبت المبادرات الإنسانية والبرامج والفعاليات التي تحرص على إطلاقها وتنظيمها بشكل دوري إدارة المخيم، الذي تحرسه قوات الأمن الأردنية، دوراً في تعزيز مفهوم الأمن في المخيم، وإشاعة جو من الألفة والمودة بين اللاجئين فيه والتخفيف من الضغوط التي يعانونها، وتقف في مقدمة الفعاليات مبادرة «لم الشمل» التي نجحت في جمع شتات عائلات وزع أفرادها على مخيمات مختلفة في المملكة تحت سقف المخيم، بالإضافة إلى مشروع حفظ كتاب الله، فضلاً عن توفير مكاتب خاصة بمنظمات وجمعيات دولية تعنى بالحقوق، تعمل مع إدارة المخيم في تناسق تام، وكل حسب تخصصه، كـمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) التي تتابع مهامها في داخل المخيم، ويمكن أن يقصدها اللاجئون متى شاؤوا.
وتقديراً للظروف النفسية التي يعانيها أطفال ونساء لاجئون إثر الظروف العصيبة التي عاشوها قبل قدومهم للمخيم كخسارة الأهل والممتلكات، أسست إدارة المخيم «فريق الدعم النفسي» من متطوعات مواطنات للإسهام في التقليل من الضغوط النفسية التي تؤثر سلباً في الحياة، وتحول دون تحقيق النتائج المتوقعة والإنجازات المأمولة.
في السياق نفسه يحرص فريق الإغاثة في المخيم بقيادة مدير المخيم، على القيام بجولات يومية صباحية وأخرى مسائية للتعرف الى الأوضاع السائدة واحتياجات اللاجئين وملامستها عن قرب.
وتعمل إدارة المخيم اليوم على البنية التحتية من المرحلة الثانية للمخيم الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى استقبال 25 ألف لاجئ على خمس مراحل، وفقاً لقائد فريق الإغاثة الإماراتي الموحد في الأردن، سيف علي الظاهري.
المرحلة الثانية
وقال الظاهري لـ«الإمارات اليوم»، إن إدارة المخيم تعمل على إنجاز البنية التحتية من المرحلة الثانية للمخيم، تحقيقاً لهدفه المتمثل في استقبال 25 ألف لاجئ على خمس مراحل، والإسهام في التخفيف عن المخيمات الأخرى.
وكان عدد اللاجئين في المخيم وصل إلى 4500 لاجئ، إلا أن جزءاً منهم عاد أدراجه إلى سورية، والآخر تمت كفالته من قبل أسر أردنية، وعليه وصل عددهم إلى 3790 لاجئ.
ولفت الظاهري إلى أن «توافد أعداد من اللاجئين في الأيام المقبلة أمر وارد يجب الاستعداد له، كما أن مبادرة (لم الشمل) التي أطلقها المخيم، والتي تعمل على لم شمل لاجئين في مخيمات أخرى مع عائلات في المخيم، تسهم في زيادة أعـداد اللاجـئين فــيه».
وأضاف «أنشأ المخيم منطقة خاصة باستقبال اللاجئين فور قدومهم للتعرف إليهم والعمل على تسجيلهم، ويقوم متخصصون بإجراء فحوص طبية للكشف عليهم إذا ما كانوا يعانون أمراضاً معدية، وذلك قبل توزيعهم على (البيوت الجاهزة) التي تقع كل مجموعة منها تحت منطقة واحدة».
وتابع «يفتح المخيم أبوابه منذ انطلاقه في مايو الماضي لاستقبال الأسر مع الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة، ومنهم أفراد ينتمون إلى فئة كبار السن، فضلاً عن ذوي الاعاقة، الذين تحرص إدارة المخيم على متابعتهم بشكلٍ دوري، وتوفير العناية اللازمة لهم أسوة ببقية أفراده من اللاجئين».