«الهلال الأحمر» أطلقت مشروعاً لحفظ القرآن في مخيم «مريجيب الفهود». تصوير: علياء الشامسي

مدينة إماراتية متكاملة لغوث اللاجئين السوريين

على مساحة ‬250 ألف متر مربع في مدينة الزرقاء وسط الأردن، يمتد المخيم الإماراتي ـ الأردني في منطقة «مريجيب الفهود»، ويمثل ثمرة جهود طويلة ومضنية بذلتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي أنشأت في هذا المكان الصحراوي مدينة صناعية، متكاملة الخدمات والمرافق، في مستوى متطوّر من مستويات الغوث الإنساني، جعل صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تصفه، أخيراً، بأنه «مخيم خمس نجوم».

دشن المخيم رسمياً في ‬23 مايو الماضي، وتصل طاقته الاستيعابية إلى ‬25 ألف لاجئ، على خمس مراحل، تضم الأولى منها الآن ‬3790 لاجئاً، ويتوافر فيها ‬770 بيتاً جاهزاً (كرفانات) ضمن نظام ترقيم متطور، يسهل بموجبه الوصول إلى عناوين الساكنين فيه.

وَصْفُ صحيفة «فايننشال تايمز»، الذي تناقلته وسائل إعلام أخرى، جاء بفضل معاييره العالية المستوى، وإمكاناته وتسهيلاته التي تخفف من ظروف اللجوء الصعبة، مثل وجود الملاعب، وقاعة تلفزيون للأطفال، وأخرى للنساء، إضافة إلى مركز طبي يضم عيادات متخصصة، ومدرسة ومنطقة تجارية، ومدارس ينتهي تجهيزها قريباً.

تسود المخيم، الذي يستقبل الأسر مع الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ‬18 سنة، حالة استثنائية من الأمن، يعزز حضورها فريق الإغاثة الإماراتي الموحد في الأردن، الذي لم يكتف بتوفير الخدمات والمرافق المتعددة التي تلبي احتياجات اللاجئين، بل عمد إلى إشراكهم فيها في محاولة لخلق لاجئ منتج يعيل نفسه ويسعى إلى التخلص من الضغوط عن طريق الاختلاط بالآخرين والعمل على مساعدتهم.

تنعكس أوجه المشاركة التي تتيحها إدارة المخيم للاجئين في أشكال مختلفة، أسهمت بشكلٍ كبير في تغيير المفهوم السائد حول اللاجئ من متلقٍ مستفيد يحصل على إعانة شهرية، كما هي الحال في المخيم، إلى منتج مؤثر، ومن أبرزها إتاحة الفرصة للراغبين منهم في العمل بمحال المنطقة التجارية التي تقدم خدمات مجانية لزبائنها من اللاجئين كالحلاقة والخياطة، وذلك مقابل أجر أسبوعي يعين اللاجئ على إعالة أسرته، إضافة إلى الإسهام في اختيار قوائم الوجبات الرئيسة التي يتم إعدادها في مطبخ المخيم وفق معايير عالية المستوى.

في هذا السياق، لعبت المبادرات الإنسانية، والبرامج والفعاليات التي تحرص على إطلاقها وتنظيمها بشكلٍ دوري إدارة المخيم الذي تحرسه قوات الأمن الأردنية، في تعزيز مفهوم الأمن في المخيم وإشاعة جو من الألفة والمودة بين اللاجئين والتخفيف من الضغوط التي يعانونها، وفي مقدمتها مبادرة «لم الشمل» التي نجحت في جمع شتات عائلات، وزع أفرادها على مخيمات مختلفة في المملكة، تحت سقف المخيم، إضافة إلى مشروع حفظ كتاب الله، فضلاً عن توفير مكاتب خاصة بمنظمات وجمعيات دولية تُعنى بالحقوق، تعمل مع إدارة المخيم في تناسق تام، كل حسب تخصصه، كمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التي تتابع مهامها في داخل المخيم.

كما أسست إدارة المخيم «فريق الدعم النفسي» من متطوعات مواطنات للإسهام في التقليل من الضغوط النفسية التي تؤثر سلباً في الحياة، وتحول دون تحقيق الأهداف المتوقعة والإنجازات المأمولة.

وقال قائد فريق الإغاثة الإماراتي الموحد في الأردن، سيف علي الظاهري، لـ«الإمارات اليوم» إن «إدارة المخيم تعمل على إنجاز البنية التحتية من المرحلة الثانية للمخيم، تحقيقاً لهدفه المتمثل في استقبال ‬25 ألف لاجئ على خمس مراحل، والإسهام في التخفيف عن المخيمات الأخرى».

 

الأكثر مشاركة