مصادر التعلم بالمدارس أصبحت تعتمد على الأجهزة الحديثة . تصوير :مصطفى قاسمي

هدايا النجاح تزيد أعباء ذوي الطلبة مالياً

أكد ذوو طلبة أن هدايا نجاح أبنائهم أصبحت تمثل عبئا ماليا على نفقات المنزل، خصوصا أنها تحولت من هدية إلى طلبات محددة مقترنة بشروط معينة، مع رفض أي بدائل، مشيرين إلى أن أبناءهم لم يعودوا يرضون بالهدايا البسيطة، إذ يحددون الهدية ونوعها، وبعضها يتخطى الامكانيات المالية للأسر. فيما أكد أصحاب محال إلكترونيات زيادة الإقبال على شراء الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، عقب نهاية الدراسة في كل عام، وأفاد طلبة بأن معظم هدايا النجاح حالياً هواتف ذكية حديثة، وذلك لعدم اقتناء أو تغيير هواتفهم القديمة، بسبب انشغالهم في المذاكرة خلال العام الدراسي.
وتفصيلاً، قالت أم لطالب في الصف الثالث الابتدائي، (أم سعيد)، إنه «رغم صغر سن ابني وتفوقه، إلا أنه منذ أن أنهى الدراسة وهو يطالبني يومياً بكمبيوتر لوحي هدية نجاحه، ولم يقتنع نهائياً بأي هدية بسيطة يمكننا تقديمها إليه، لافتة إلى أنها رضخت في نهاية الامر لطلبه، واشترت الكمبيوتر اللوحي له حتى لا يصاب بالإحباط».
فيما اشترط الطالب (عبدالله) على والده، بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة وحصوله على 87%، شراء سيارة دفع رباعي، هدية النجاح، مشدداً على أن هذه هي الهدية الوحيدة التي يمكن ان يقبلها، خصوصا أنه سيلتحق بالجامعة، وكل اصدقائه يمتلكون سيارات مماثلة.
وقالت عبير أحمد، والدة طالبة بالصف الحادي عشر، إن ابنتها اشترطت عليها يوم ظهور النتيجة شراء هاتف ذكي جديد، ثمنه 4000 درهم، ولم ترتضِ أي موديل غير الذي حددته، بالإضافة إلى طلبها بعض الاكسسوارات الخاصة به. وذكرت إيناس حسين أن ابنتها حددت هدايا نجاحها قبل ظهور النتيجة، وأعلنت أنها لن تكتفي بهدية واحدة، وأنها تريد من كل فرد في الأسرة هدية مستقلة، لافتة إلى أنها طلبت من والدها هاتفاً ذكياً، وكاميرا حديثة، وأن ثمن الهديتين يتعدى 7000 درهم.
فيما كشف الطلبة محمد عمران، وسلطان سالم، وعبدالرحمن العنسي، أنهم وأصدقاءهم اتفقوا مع ذويهم في أن تكون مكافأة نجاحهم رحلة إلى أوروبا، وأنهم استعدوا قبل الامتحانات بالأمور الخاصة بالسفر كافة، وتحديد البلاد والاماكن التي سيزورنها، واستخرجوا تأشيرات شينغن. وأشاروا إلى أن كلفة الرحلة ومدتها 10 أيام، لن تتعدى 20 ألف درهم، ما شجع ذويهم على الموافقة، إضافة إلى رغبتهم في التعرف إلى بلاد وثقافات مختلفة، قد تساعدهم على اختيار تخصصاتهم الجامعية.
من جانبه، أكد صاحب محل لبيع الهواتف النقالة، أنور كلدان، وجود نمو في حجم مبيعات الهواتف الذكية، والموديلات الحديثة خصوصا خلال شهر يونيو الماضي، مرجعاً ذلك إلى انتهاء الدراسة، ورغبة الطلبة في تغيير هواتفهم، وشراء هواتف جديدة بمناسبة النجاح. وأوضح أن المبيعات لا تقتصر على الهواتف وحدها، بل تتضمن الإكسسوارات المرافقة لها، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، مشيراً إلى أن معظم الطلبة يقبلون على الماركات المشهورة فقط. وقال البائع جمعة العومي إن إقبال المسافرين على شراء الهواتف ساعد أيضا في إنعاش السوق، بداية من يونيو الجاري، بغية شراء هدايا للأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى أن معظم العائلات حاليا أصبحت تقدم الهواتف النقالة الحديثة هدايا لأبنائها الطلبة الناجحين، من قبيل الآي باد والآي فون، وغيرهما من الهواتف.
إلى ذلك، أفاد الاختصاصي الاجتماعي عبدالله سعد، بأن معظم هذه الطلبات طبيعية لجيل هذا العصر، خصوصا أن التعليم نفسه تحول من التعليم التقليدي إلى التعليم الذكي، وأصبحت مصادر التعلم بالمدارس تعتمد على الإنترنت وأنواع الأجهزة التي تحوي برامج عدة، تجذب العقول وتفتح الأذهان لكل ما هو جديد وعصري، مشيراً إلى أن المقارنة بين الجيل الحالي والاجيال السابقة غير منصفة، لأن لكل عصر أدواته.
وقال «ينبغي على الأهالي أن يقربوا وجهات النظر مع أبنائهم، ويلبوا الطلبات المعقولة والمقبولة، طالما كانت في استطاعتهم، حتى لا يشعر الطلبة بالإحباط بعد عام من المذاكرة والاجتهاد، وفي الوقت نفسه لا يلبون الطلبات المبالغ فيها والغريبة، كالسيارات الحديثة أو السفر بمفردهم إلى أوروبا، حفاظاً عليهم. وأضاف «يجب على الابناء طلب هدايا معقولة ومبررة من ذويهم مكافأة نجاح، خصوصا أن الاهل شركاء في هذا النجاح، وبذلوا جهداً مالياً ومعنوياً طوال العام، ووفروا لهم سبل الراحة كافة، وأن يعوا أن الهدية عندما تقدم من الشخص يكون لها معنى كبير، على عكس طلب الهدية وتحديد شروطها.

الأكثر مشاركة