دراسة تحذّر من تجاهل خطورة الحدث الجانح

كشفت دراسة أعدتها الباحثة المواطنة في مركز دعم واتخاذ القرار بشرطة دبي، علياء حسين مبارك، أن الأحداث الجانحين هم مشروعات مجرمين خطرين في المستقبل.

وأفادت الدراسة، التي صدرت تحت عنوان «الأحداث شديدو الجناح والإجرام المحتمل»، بأن هؤلاء الأحداث يمثلون تحدياً مجتمعياً خطيراً، فإما أن تنجح جهود إصلاحهم وتقويمهم، أو أن يستمروا في انحرافهم، ويتعاظم خطرهم، ويحولون إلى مجرمين عتاة يرهبون المجتمع.

وقالت الباحثة إن هناك دراسات تتبعية طويلة المدى، أجريت في عدد من الدول المتقدمة، أشارت إلى أن نسبة كبيرة من شديدي الانحراف في الصغر يتحولون إلى مجرمين عتاة عند الكبر، وأن النصيب الأكبر من جرائم العنف المرتكبة يتركز في هذه الفئة.

وأضافت أن الأمن الوقائي لحل هذه المشكلة، يقوم على أساس إبطال تأثير وتفاعل العوامل والأسباب المؤدية إلى ارتكاب الجرائم، وبذل الجهود الرامية إلى إصلاح المسارات المؤدية إلى تفاقم الظروف، وتدهور الأوضاع. وأشارت الدراسة إلى أن سمات وتصرفات الأحداث شديدي الانحراف، بمثابة مؤشرات واضحة تنبئ بالانزلاق نحو الجنوح، والاتجاه نحو الإجرام، لذلك فإنه من الأهمية بمكان الكشف المبكر عن الميول العدوانية والنزعات الإجرامية لدى الصغار، حتى يتسنى للمسؤولين العمل على احتوائها ومعالجتها، وتعديل مسارها ووقف اتجاهها.

وأوضحت الدراسة أن المجرم يحمل بين طياته نوازعه الإجرامية منذ نعومة أظفاره، وأن هذه النوازع تتزايد بمرور الأيام، وتشتد بتفاعلها مع تأثيراتها الخارجية، فتتحول النوازع الكامنة من حالة السكون إلى الحركة، حيث تتجسد في صورة جريمة يرتكبها في ما بعد. كما أشارت الدراسة إلى النظريات العلمية المفسرة للإجرام المحتمل، ومن أهمها نظرية «الحتمية البيولوجية»، و«المجرم المطبوع»، و«نظرية الاستعداد الإجرامي»، و«نظرية الكروموسومات»، و«نظرية الخلل الدماغي»، و«الحمض النووي»، و«جينة الإجرام الموروثة»، إضافة إلى نظرية «ردود الفعل البيوكيميائية».

واستعرضت الدراسة مفهوم الأمن الوقائي ودوره في تعزيز الأمن في المجتمع، وأهمية الحيلولة دون تداعي شدة الانحراف، إلى جانب طرق الكشف المبكر عن الأحداث شديدي الانحراف، إلى جانب محاور استراتيجية التعامل الشرطي ومرتكزاته، مع الأحداث شديدي الانحراف، وآليات التنفيذ.