إماراتية معتمدة مترجمة فورية من الاتحاد العربي للصُم

عبير: لغة الإشارة لسان ناطق بين الأصابع

عبير: أريد أن أُخرج الصمّ من عالمهم الصامت لعالم أكثر إنجازاً وأملاً. الإمارات اليوم

تعد عبير راشد زيد الشحي، وهي من سكان مدينة خورفكان، أول إماراتية تُعتمد مترجمةً فوريةً بلغة الإشارة من قِبل الاتحاد العربي للصُم.

وتكرّس عبير وقتها وجهدها من أجل أن تخرج الصُم من عالمهم الصامت إلى عالم أكثر إنجازاً وأملاً، وإبعادهم عن العزلة والانطواء، ليصبحوا شريحة فاعلة ومنتجة في المجتمع، أهّلها لذلك دخولها في دورات عدة داخل الدولة وخارجها، بينها دورات متقدمة في عُمان وقطر، إلى أن وصلت إلى الاعتماد مترجمة للغة الإشارة في الإمارات.

وقالت الشحي لـ«الإمارات اليوم» إنها «منذ الصغر كانت تشاهد أصمّ من أبناء الجيران في البقالة يتحدث بلغة الإشارة، وكانت في ذلك الوقت لا تفهم ماذا تعني لغة الإشارة، وماذا كان يقصد، لكن صاحب البقالة أدهشها بتفاعله معه وفهمه لغة الإشارة»، متابعة: «منذ ذلك الوقت وأنا أختلس النظر كلما رأيتهم يتحاورون مع بعضهم، فولّد الحلم لدي بأن أكون مترجمة بلغة الإشارة»، ولفتت إلى أنها «التحقت بمهرجان المعاقين في الجامعة وشاهدت مسرحية للصُم»، فشعرت بشيء يجذبها إلى هذا العالم الصامت، وما أن انتهت المسرحية حتى سارعت إلى معلمة الصُم لتسألها عن لغتهم ومكان تعلمها.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/09/24976.jpg

«انخرطتُ في عالم الصُم، وكنت أشعر بمشكلاتهم وهمومهم، وعدم قدرتهم على توصيل أفكارهم، فقررت تعلم لغة الإشارة، لأنها لسان ناطق بين الأصابع، وإخراجهم من عزلتهم وإشراكهم في حياتنا الطبيعية.

وقالت: «حببتني المعلمة بالمعاقين وبلغة الإشارة، فعزمت على تعلمها، وبعدها ذهبت إلى السكن الجامعي، وبحثت عن الطالبات اللواتي يدرسن تخصص تربية خاصة وسألتهن عنه، وفوراً أجريت مقابلة وقبلت في التخصص». ولفتت إلى أن «توافر الرغبة والطموح لدى الإنسان يسهل عليه كثيراً في رحلته لتحقيق حلمه، ويواجه بهما كل الصعوبات المتوقعة في الطريق»، وأضافت: «التحقت بدورات تعلم لغة الإشارة خلال أيام دراستي في الجامعة، على الرغم من انشغالي بالدراسة، واشتركت فيها وأتقنتها بسرعة، وترجمت بعض المحاضرات خلال سنوات الدراسة بتشجيع من أساتذتي».

وعملت الشحي بعد تخرجها متطوّعة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ثم وظفت في مركز الفجيرة لتأهيل المعاقين، قائلة: «انخرطت في عالم الصّم، وكنت أشعر بمشكلاتهم وهمومهم وعدم قدرتهم على توصيل أفكارهم، فعزمت على مواصلتي تعلم لغة الإشارة لأكون لسانهم الناطق، وإخراجهم من عزلتهم، وإشراكهم في حياتنا الطبيعية، لأنهم لا يعانون إعاقة ذهنية تفقدهم قدرتهم على التفكير، أو تجعلهم عاجزين عن الإنجاز وتحقيق أحلامهم».

وذكرت الشحي أن «وزارة الشؤون الاجتماعية، ومركز الفجيرة لتأهيل المعاقين، توليا تدريبها على الترجمة الفورية بلغة الإشارة، لتكون أول مواطنة إماراتية تُعتمد في الاتحاد العربي للصُم».

وعن توحيد لغة الإشارة عالمياً قالت: «لغة الإشارة الأميركية لغة كاملة موحدة لها قواعدها النحوية، فالأصم في غرب أميركا يستطيع التواصل مع مثيله في شرقها، لكن لغة الإشارة العربية مجموعة من المصطلحات لا ترتقي لمستوى اللغة، لكن تم توحيدها في عام 1999 في القاموس الإرشادي العربي».

ولفتت الشحي إلى أن «الإمارات تعاني قلة المترجمين والمراكز المؤهلة، لذلك أعدت وزارة الشؤون الاجتماعية مشروعاً لتوفير مراكز ومعاهد متخصصة»، واعتبرت أن «على المترجم أن يكون محايداً في عمله، ويتفادى إدخال أفكاره الخاصة ما لم يطلب منه ذلك، وأن يكون على خلق، وأميناً، ويحفظ الأسرار».

كما طالبت أي شخص يدرب على لغة الإشارة قبل حصوله على الاعتماد، بالتوقف عن عمل دورات تدريبية، لأن ذلك يخلّف تشويشاً للإنسان الأصم الذي يتلقى المعلومة بطريقة مختلفة عن الطريقة الصحيحة».

ودعت الشحي وسائل الإعلام إلى التفاعل أكثر مع الصُم والبكم، قائلة: «نتمنى أن تكون محطاتنا التلفزيونية حافلة بترجمة لغة الإشارة في جميع برامجها، ولا يقتصر الأمر على نشرة الأخبار، وعلى الدوائر الحكومية أن تحذو حذو دائرة الجمارك بدبي، لأنها تدرب أكثر من 100 موظف على لغة الإشارة، ولاحظت انجذاب الموظفين إليها وحرصهم على التقدم في مستوياتها، الأمر الذي فعلته أيضاً الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي».

تويتر