البلوشي واجه إعاقته البصرية بالزواج. الإمارات اليوم

كفيف يتزوّج مبصرة.. ويتـــجاوز اليأس

لم يفقد المواطن (الكفيف)، وليد رستم البلوشي (27 عاماً)، من سكان إمارة عجمان الأمل في البحث عن زوجة توافق على الارتباط به طوال السنوات الماضية، إذ تعرض للإحباط أكثر من مرة، بعد رفض أسر تزويج بناتها بكفيف، إلى أن وجد مبصرة ساعدته على تخطي اليأس.

فقد تزوج البلوشي، الخميس الماضي، بإحدى قريباته من خارج الدولة، في واقعة اعتبرها معجزة، بعدما وصل إلى قناعة بأن الكفيف لا أمل له في الزواج.

البلوشي حاصل على شهادة دبلوم في إدارة الموارد البشرية، من المعهد الوطني الفني، وفقد بصره قبل الولادة، بسبب زواج الأقارب.

وروى لـ«الإمارات اليوم» معاناته في البحث عن زوجة، طوال العامين الماضيين، قائلاً «أعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي، وحاولت توفير راتبي، من أجل البحث عن زوجة، وتكوين أسرة مستقرة».

وأوضح أنه بدأ مع والده بالبحث عن زوجة مواطنة طوال عام ونصف العام، وذهبا إلى مختلف إمارات الدولة، وزارا الكثير من الأسر، لطلب الزواج، لكن جميع الأسر رفضت قبوله زوجاً لبناتها، بسبب فقدانه البصر.

وأضاف «بعد الرفض المتتالي من قبل جميع الأسر، بدأت أعاني تصرفات غير مسؤولة من قبل بعض الأسر تجاهي، إذ تعتبرني شخصاً ناقصاً، ولا يجوز التعامل معه».

وأشار «شعرت بالحزن الشديد طوال الفترة الماضية، لعدم تقبل الأسر المواطنة الأشخاص الأكفاء، ورفضت الذهاب مع والدي للبحث عن زوجة، حتى لا يتم إحراجنا مرة أخرى».

وتابع «بدأ أبي يبحث لي عن زوجة بمفرده، وقرر أن يذهب إلى إحدى الدول المجاورة لزيارة أحد أقاربه، للبحث عن زوجة».

مستطرداً أن «إحدى الفتيات وافقت على مشاركته الحياة الزوجية، إلا أنه لم يصدق أنه سيخرج من حالة اليأس التي عاشها، خلال السنوات الماضية».

وأضاف «كنت أتوقع أن ترفض زوجتي الارتباط بي فور مشاهدتي كفيف البصر، وراودني شعور بأنني مازلت في منتصف الطريق، وأن الفتاة لم توافق نهائياً على الزواج بي».

وذكر «قابلت الفتاة مع أسرتها قبل الزواج بفترة قليلة، وسألتها أكثر من 10 مرات، إن كانت ترغب في الزواج بشخص كفيف، والاستمرار معه طوال حياته، وتحمل معاناته في المنزل، وتوفير احتياجاته الشخصية، ومساعدته في التنقل داخل المنزل، وقيادة المركبة لتوصيله إلى عمله بشكل يومي».

وقال إن زوجته أكّدت أنها موافقة على الزواج، ولا ترى أي مشكلة في الارتباط بشخص كفيف، ثم بدأ بالتحضير للزواج، وساعده أفراد أسرته وأصدقاؤه على توفير الاحتياجات الأساسية للزواج، ولم يقترض أي مبالغ مالية، لتوفير مصروفات الزواج.

الأكثر مشاركة