محمد بن راشد: الإمارات لا تقـدم مساعدات مشروطة.. ولا تنتظر مصالــح مقابلها
اطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على تقرير المساعدات الخارجية للدولة في العام الماضي، الصادر عن وزارة التنمية والتعاون الدولي، وذلك من خلال عرض تقديمي شامل قدمته الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، في قصر الرئاسة في أبوظبي، مؤكداً سموه أن الإمارات لا تقدم مساعدات مشروطة، ولا تنتظر مصالح مقابلها، إذ إن الوازع الوحيد وراء تقديمها تلك المساعدات الإنسانية، هو حرصها العميق على المساهمة في تحقيق الخير والاستقرار والحياة الكريمة للبشر، أينما كانوا وأياً كان عرقهم أو دينهم.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال العرض، الذي حضره الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، عن ارتياحه لما ورد في «تقرير المساعدات الخارجية» للإمارات للعام 2012، مؤكداً سموه أن «حجم المساعدات الإنسانية التي يوثّقها التقرير، البالغة 5.8 مليارات درهم في العام الماضي، يعكس القيم الإنسانية النبيلة التي رسّخها الآباء المؤسسون للدولة، وحث عليها الدين الإسلامي الحنيف، فيما وصلت مساعدات الإمارات خلال العام الماضي إلى 137 دولة ومنطقة جغرافية حول العالم، محرزةً المرتبة الـ16 عالمياً بين الدول الأكثر عطاءً في 2012.
وقال سموه «أخي الشيخ خليفة بن زايد هو رائد العمل الإنساني بلا منافس، والمساعدات التابعة لسموه هي الأعلى بين مؤسسات الدولة كلها سواء كانت حكومية أو خاصة».
وأكدّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن الإمارات تقدم للعالم نموذجاً حياً يُحتذى به في مدّ يد العون لكل محتاج في بقاع العالم المختلفة، التزاماً بتعاليم ديننا الحنيف، وترسيخاً لقيم التكافل والتآزر، التي تحرص بلادنا على تأصيلها كركائز مهمة لتقدم المجتمع الإنساني، وضمان مستقبل أفضل للبشرية كلها.
ونوه سموه بالتزام بلادنا الكامل برسالتها الإنسانية ودورها كعضو فاعل في المجتمع الدولي، بما تحمله تلك المكانة من مسؤوليات أدبية تجاه المشاركة الإيجابية المؤثرة في تحقيق الأهداف المنشودة لمستقبل العالم، وضمن الأطر الأشمل التي وضعتها منظمات التنمية والإغاثة الدولية، بما في ذلك الأهداف التنموية للألفية الثالثة، كما حددتها منظمة الأمم المتحدة، وفي مقدمتها مكافحة الفقر والمرض، ونشر التعليم الأساسي، وتخفيض معدلات الوفيات بين الأطفال.
حضر العرض التقديمي حول المساعدات الخارجية للدولة، وزير شؤون مجلس الوزراء، محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ومدير مكتب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الفريق مصبح راشد الفتان، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، خليفة سعيد سليمان.
وقالت الشيخة لبنى القاسمي، إن تقرير «المساعدات الخارجية 2012»، هو الأول الذي تصدره وزارة التنمية والتعاون الدولي بعد سبعة أشهر من تأسيسها، فيما يُعدّ التقرير الرابع الصادر عن مكتب تنسيق المساعدات الخارجية، الذي تم دمجه في الوزارة، مشيرة إلى أن التقرير يوضح بيانات تفصيلية عن المنح والقروض الإماراتية التي قُدمت من قِبل 43 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية خيرية إماراتية، من بينها 22 جهة حكومية.
وعن تفاصيل المساعدات الخارجية للدولة، قالت إن قيمة تلك المساعدات بلغت 5.8 مليارات درهم خلال العام الماضي، إضافة إلى التزامات من «صندوق أبوظبي للتنمية» بتقديم مساعدات تصل إلى 5.59 مليارات درهم لصالح مشروعات تنموية في دول عدة.
ويأتي التقرير السنوي حول المساعدات الخارجية لدولة الإمارات ليكون مرجعية دقيقة للمنظمات المحلية والإقليمية والعالمية، العاملة في مجال المساعدات الإنسانية والتنموية، إذ يتضمن عرضاً تفصيلياً لحجم وتوزيع المساعدات بأشكالها المختلفة، إنسانية وتنموية وإغاثية، من حيث الجهات الإماراتية المانحة، وكذلك الدول المستفيدة.
ووفقاً لما أورده التقرير، جاءت 10 دول عربية بين أكثر دول العالم استفادة من المساعدات الخارجية التي قدمتها الإمارات خلال العام الماضي، إذ وصلت نسبة المساعدات التنموية إلى أكثر من 86% من إجمالي القيمة الكلية للمساعدات، فيما بلغت قيمة المساعدات الحكومية نحو 45% من الإجمالي.