شباب أكدوا أن الأعراس الجماعية مفتاح ذهبي لبيت الزوجية من دون بذخ. الإمارات اليوم

مواطنون: الأعراس الجماعية حل ناجع للعنوسة.. والاقتراض

أكد عدد من الشباب المواطنين الذين تزوجوا حديثاً، ضرورة نشر الوعي بأهمية الأعراس الجماعية، وتشجيع المشاركة فيها للقضاء على ظاهرة الاقتراض من أجل حفل الزفاف، مشيرين إلى أنها الحل الأمثل للقضاء على العنوسة، والطريق إلى بيت الزوجية بأقل التكاليف، إضافة إلى أهميتها في زيادة نسبة زواج المواطنين بمواطنات، خصوصاً أن العديد من الشباب يتزوجون بأجنبيات للهروب من كلفة حفل الزفاف المرتفعة، فيما أكدت مؤسسة صندوق الزواج، أن تنظيم حفلات العرس الجماعية يساعد على التوعية بضرورة التفكير السليم قبل إقامة حفلات تتسم بالبذخ والإسراف، ما يترتب عليه ديون يتحملها العروسان في بداية حياتهما.

شروط الأعراس الجماعية

تضع الجهات المعنية عدداً من الشروط للمشاركة في الأعراس الجماعية، وهي:

■ أن يكون المتقدم وزوجته من مواطني الدولة.

■ ألا يكون المشارك قد استفاد من منحة الزواج كاملة في وقت سابق، أو شارك في عرس جماعي سابق.

■ عدم الدخول بالزوجة.

■ الأولوية لغير المستفيدين من منحة صندوق الزواج وذوي الدخل المحدود.

■ ألا يكون المتقدم قد سبق لـه الـزواج، إلا في حالات: وفاة الزوجة الأولى، أوعدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب، أو انتهاء الزواج الأول بالطلاق قبل الدخول.

وتفصيلاً، قال أحمد مطر «أعمل مهندساً، ومتزوج منذ عامين، وشاركت في العرس الجماعي الذي نظمه صندوق الزواج»، مشيراً إلى أن كلفة مصروفات عرس النساء كانت مرتفعة، لكن مشاركة الرجال في العرس الجماعي قللت كثيراً من التكاليف، وساعدته على عدم الاقتراض، وبداية حياة زوجية مستقرة.

وطالب مطر بنشر الوعي بالقيمة الاجتماعية والوطنية للأعراس الجماعية، لما تمثله من تعارف وترابط بين أفراد المجتمع، إضافة إلى إسهامها بشكل كبير في القضاء على ظاهرتي العنوسة بين المواطنات والاستدانة من البنوك قبل الزواج، وما يترتب عليهما من مشكلات كثيرة، تؤدي في كثير من الحالات إلى فشل الزيجة والطلاق.

ورأى راشد البلوشي أن الأعراس الجماعية تعد حلاً مناسباً لتأخر سن الزواج بين الشباب والفتيات، خصوصاً أن قيمة حجز قاعة الأعراس من دون التجهيزات الأساسية تتجاوز 50 ألف درهم، ومع إضافة قائمة الطعام والمشروبات وزينة العرس والإضاءة والصوت والتصوير والفرق الموسيقية تصل إلى 200 ألف درهم، وفي بعض الأحيان إلى أكثر من ذلك، وهو ما يضاعف من أعباء المقبلين على الزواج، ويزيد مشكلة تأخر الزواج عند الشباب، وعنوسة الفتيات.

وأشار البلوشي إلى أن الأعراس الجماعية تقلل من نسب العنوسة، وتشجع الشباب على الزواج وتأسيس أسرة، وأنها تقضي على الفكرة الخاطئة المنتشرة بين الشباب التي تربط الزواج بالديون، بسبب تكاليف الأعراس الخيالية.

وأكد يوسف الخيري أن الأعراس الجماعية هي المفتاح الذهبي لبيت الزوجية، وتعد خير مساندة للشباب، إذ توفر عليهم كثيراً من التكاليف التي تكون شغلهم الشاغل قبيل إتمام الزواج، ما يشجع الشباب على الزواج من دون أعباء ترهق كاهلهم.

وأفادت فاطمة السويدي (أم لفتاتين) بأن الأعراس الجماعية تعد حلاً ناجعاً لمواجهة التكاليف الباهظة والإسراف والتبذير في حفلات الزواج، والتي أصبحت تؤرق الكثيرمن الشباب المقبلين على الزواج، الذين يجدون أنفسهم مضطرين للجوء إلى الاقتراض من البنوك وتحمل الديون سنوات طويلة.

وأضافت «أسهمت الأعراس في ترشيد النفقات، والتوفير على الشباب المقبلين على الزواج، وأصبحت هذه المناسبة الاجتماعية المهمة ذات دلالة مميزة لأبناء الدولة المقبلين على الزواج، وترجمة عملية لمكاسب عدة حققتها النهضة التنموية الشاملة التي شهدتها الدولة خلال السنوات الماضية»، مشيرة إلى أن «الأعراس الجماعية تعد من أهم علامات نجاح الاستراتيجية الاجتماعية، التي تهدف إلى تشجيع زواج المواطنين بمواطنات وخفض نسب الطلاق».

في المقابل، أكد عدد من الأزواج ندمهم على عدم المشاركة في الأعراس الجماعية، لما يتحملونه حالياً من أقساط وديون، سببها التكاليف الباهظة لحفل الزفاف، وما تخلله من مظاهر وبهرجة من دون أي فائدة.

وقال سعود حامد العارف «كلفني حفل زواجي أكثر من 400 ألف درهم، نصفها كانت كل مدخراتي من عملي ثلاث سنوات عقب تخرجي وعملي مهندساً، والنصف الآخر حصلت عليه عن طريق قرض من البنك، لازلت أسدده حتى الآن»، مشيراً إلى أنه واجه صعوبات كثيرة بسبب هذا القرض الذي أنفقه، فضلاً عن مدخرات ثلاث سنوات من العمل في ليلة واحدة.

وذكر سيف جمعة أنه ترك عمله وانتقل إلى العمل في منطقة بعيدة، وأصبح يرى عائلته في نهاية الأسبوع فقط، من أجل الحصول على راتب أعلى يساعده على تسديد مديونيته للبنك، التي أنفقها كلها على حفل الزفاف، مشيراً إلى ضرورة نشر ثقافة الأعراس الجماعية، للتخفيف عن الشباب، وبناء أسر إماراتية متماسكة ومترابطة.

وقالت مدير عام صندوق الزواج بالإنابة، حبيبة الحوسني، إن «تنظيم حفلات العرس الجماعية ساعد على التوعية بضرورة التفكير السليم قبل إقامة حفلات تتسم بالبذخ والإسراف، ما يترتب عليه ديون يتحملها العروسان في بداية حياتهما، وتعرضهما لمشكلات عدة»، مشيرة إلى أن «الهدف من تنظيم الأعراس الجماعية هو تخفيف معاناة الشباب المقبلين على الزواج، وتيسير أمور زواجهم، للإسهام في بناء أسر متماسكة».

عادات سلبية

حذّرت دراسة استطلاعية لصندوق الزواج، خاصة بنسبة وعي الشباب المواطنين بكلفة الزواج، من العادات السلبية، وأهمها الانفاق ببذخ، إذ رأى ‬86.8٪ منهم أن كلفة الزواج الباهظة هي السبب الرئيس للعنوسة بين بعض الإماراتيات.

وأشار ‬86.1٪ ممن بحثتهم الدراسة إلى أن الزواج الجماعي يسهم في خفض كلفة الزواج، وأكد ‬85.6٪ أن ارتفاع تكاليف الزواج يؤدي إلى الزواج بأجنبيات، فيما رأى ‬73.3٪ منهم أن تكاليف الزواج الباهظة لا تتناسب مع ظروف الحياة المعاصرة، ولفت ‬72.6٪ إلى أنه لا مانع من قبول شباب من ذوي الإمكانات المالية المحدودة.

كما بينت الدراسة أن نسبة وعي الشباب المواطنين بالمشكلات المترتبة على البذخ في الأفراح بلغت أكثر من ‬73٪.

الأكثر مشاركة