30 % من المتوحدين قابلين للدمج في المدارس
أفادت رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد، سارة باقر، بأن نحو 30% من الأطفال المتوحدين قابلون للدمج في المدارس العادية، في حال تلقوا الدعم والتأهيل المناسبين في مراكز التوحد، خصوصاً التدخل المبكر بين سن ثلاث وخمس سنوات، داعية المجتمع إلى الإسهام في تأمين الرعاية اللازمة للمتوحدين، التي تكفل اندماجهم في المجتمع في ما بعد، مؤكدة أهمية وجود مراكز متخصصة في مجال رعاية التوحد تناسب قدرات الأسر المختلفة.
دعم جمعت حملة «نتوحد من أجلهم» 12 مليوناً و500 ألف درهم حتى أمس، بعد مرور نحو تسعة أيام على انطلاقها، ما يعتبر أمراً إيجابياً، لكنه غير كافٍ لنجاح الحملة بالطريقة اللازمة. ودعت اللجنة المشرفة على الحملة رجال الأعمال إلى المشاركة بقوة في إنجاح الحملة، مشيرة إلى أن التوحد إحدى أهم الإعاقات المكلفة، التي تسبب تغيراً حقيقياً في حياة الأسرة، فضلاً عن عدم قدرة العديد من الأسر على تحمل الرسوم المالية لعلاج التوحد. وأوضحت اللجنة أن التوحد اضطراب غير قابل للشفاء، لذلك فإن رعاية المتوحدين أمر مستمر وطويل، وان الوصول إلى دمجهم في المدارس أو بالعمل يحتاج إلى مراكز كافية ومجهزة، مؤكدة حاجة الحملة إلى دعم إضافي لتقديم خدمة أساسية للمجتمع، وهي رعاية إحدى الفئات الضعيفة والمهمشة بسبب جهل المجتمع بآلامها وآلام أسرها. نجاح الحملة أكدت رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد، سارة باقر، أهمية نجاح حملة «نتوحد من أجلهم» التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع المركز، وذلك لاستيعاب نحو 270 متوحداً موجودين على قوائم المركز، لافتة إلى أن نجاح الحملة واستكمال بناء المركز الجديد من شأنهما أن يعيدا الاستقرار إلى عدد كبير من الأسر، خصوصاً أن أسر المتوحدين تكون مرتبطة ببرامج ابنها المتوحد وحالته. لافتة إلى أن الحملة نجحت في جمع 12 مليوناً و500 ألف درهم حتى أمس. |
وأكدت باقر ثقتها بنجاح حملة «نتوحد من أجلهم»، التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع مركز دبي للتوحد، لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي، التي أطلقت منذ نحو 10 أيام وتستمر شهراً كاملاً.
جدير بالذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كان أول المتبرعين للحملة، من خلال تقديمه أرض المبنى وقيمة الأساسات التي تقدر بنحو 100 مليون درهم.
وقالت باقر إن حالات المتوحدين تختلف في شدتها ما بين خفيفة ومتوسطة وشديدة، لافتة إلى أن نتائج التشخيص تظهر أن نحو 20% من حالات التوحد يمكن تصنيفها بالخفيفة، بينما نحو 60% يمكن تصنيفها بالمتوسطة، بينما تصنف بقية الحالات التي تشكل نحو 20% بالشديدة، مشيرة إلى أن الحالات الخفيفة الأكثر قدرة على الاندماج، فضلاً عن نسبة من الحالات المتوسطة في حال الحصول على التأهيل الكافي، بينما من الصعوبة دمج أصحاب الحالات الشديدة، الذين لا يمكنهم مجاراة أقرانهم الطلبة حال دمجهم.
وأشارت إلى أن 10% من المتوحدين عباقرة، غير أنه في الحالة العادية فإن العديد من المتوحدين في العالم أنهوا دراساتهم الجامعية، فضلاً عن متوحدين نمطيين آخرين يدرسون في الجامعات، مؤكدة أنه من الظلم تهميش إمكانات هذه الشريحة من أصحاب الإعاقة القادرة على العطاء.
وأوضحت باقر أن التوحد إعاقة عصبية وليست عقلية، عبارة عن اضطراب تنجم عنه سلوكيات من الممكن تعديلها، لذلك في إمكان المتوحد الإبداع في مجالات كثيرة رياضية وعلمية، موضحة أن اشد ما يؤثر سلباً في حالات المتوحدين الخجل الاجتماعي، وبقاء المتوحدين في منازلهم، وعدم إظهارهم أمام الأصدقاء والأقارب، ما يجعلهم عصبيين اعتادوا لقاء أشخاص محدودين، وهو ما يظهر عند استقبال المركز لمتوحدين جدد، حيث يكونون دائمي الصراخ والبكاء، إلى أن يعتادوا الواقع الجديد، والتعامل مع الآخرين ومن هنا تظهر أهمية دمج المتوحدين في المجتمع عموماً والمدارس خصوصاً.
وقالت إن دمج المتوحد في المدارس ضمن صفوف خاصة يمنحهم فرصة التعامل مع الآخرين في دروس الرياضة والموسيقى والنشاطات المختلفة.
للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط. |
وقدمت باقر أمثلة عدة تؤكد أهمية الدمج، منها أحد الأطفال المتوحدين كان يرفض ركوب المصعد، إلى أن خرج برفقة المركز في رحلة جماعية إلى أحد مراكز التسوق، حيث صعد أقرانه في المصعد بينما استخدم الدرج برفقة المشرفين، غير أنه عند انتهاء النشاط وفي طريق العودة تقدم مسرعاً وصعد المصعد مع أقرانه، على الرغم من أن المشرفين كانوا يسيرون معه نحو الدرج، وذلك كونه رأى جميع أصدقائه يقومون بالعملية بشكل طبيعي.
وروت باقر قصة متوحد آخر كان لا يتمكن من سماع أي ضجيج، أو البقاء في مكان مظلم، واليوم يحضر أفلاماً سينمائية كاملة في دار السينما العادية من دون أي مشكلات.
وقالت إن وجود نسبة 30% من المتوحدين قابلة للدمج، من دون أن تكون مفعلة فعلياً في المدارس، يشكل ظلماً لهذه الشريحة، مشيرة إلى أن المركز تمكن من دمج متوحدين في الصفوف العادية، وفي طريقه لدمج مجموعة جديدة بعد منحها التأهيل اللازم، فضلاً عن أن وزارة التربية منحت موظفيها العديد من الدورات في التعامل مع أصحاب التوحد تمهيداً لدمجهم في المدارس.