منصــــور بن زايـــد: 715 ألف وظيفة في «الخاص» يمكن للمواطنين شغلها
أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أهمية المواطن الإماراتي في نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ومدى حرصه على توفير الحياة الكريمة لأبنائه المواطنين، وتعزيز الاستقرار الوظيفي لهم، بما يلبي طموحات الجيل الواعد في خدمة الوطن.
مبادرات رئيس الدولة
أجاب سموه عن أسئلة ومداخلات الطلاب والطالبات، وكان من بينها حول تجربته في العمل مع الوالد الشيخ زايد، وتوقعاته من الشباب الإماراتي، فقال سموه إن تجربة العمل مع الوالد الشيخ زايد، كانت ثرية ونوعية، فقد تعلم من الوالد العمل لساعات طويلة وبذل الجهود والحرص على الإنجاز النوعي مهما كان العمل بسيطاً، وذكر سموه أن الشيخ زايد، كان يصطحبهم إلى جزيرة صير بني ياس في العطلات المدرسية، فيقومون بزراعة الأشجار وسقيها بأنفسهم، وذلك للشعور بشعور العاملين وتعبهم، وقال سموه إنه يثق بالشباب الإماراتي مؤكداً أهمية الإرشاد الأكاديمي الذي يوجههم لدراسة التخصصات التي تحتاج إليها سوق العمل. ورداً على سؤال حول تقييم سموه للمراتب المتقدمة التي احتلتها الدولة في المؤشرات العالمية، قال إن النتائج مهمة وتمنح الحوافز لتقديم الأفضل في العمل الحكومي، مؤكداً سموه أن الدولة تتطلع إلى أن تكون من بين أفضل خمس حكومات في العالم، وتسعى على المدى البعيد، إلى أن تكون الرقم واحد. وتحدث سمو الشيخ منصور عن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة لمشروعات البنية التحتية، مشيداً بما تحقق من إنجازات على صعيد المشروعات التنموية، وأشار سموه إلى أن قيمة إجمالي المشروعات التي تم التعاقد الفعلي على تنفيذها بلغت تسعة مليارات درهم، وقيمة المشروعات قيد الدراسة أو التصميم أو الطرح بلغت 11 مليار درهم، أما قيمة المشروعات التي تم الانتهاء من تنفيذها وتم الاستلام الفعلي لها بلغت ثلاثة مليارات درهم، منوهاً بالقائمين على المبادرة إنشاء لجان من أهالي المناطق التي تحتاج إلى مشروعات تنموية، مقدماً الشكر للأهالي للمشاركة في هذه اللجان والإسهام في اتخاذ القرارات التي تساعد على تطوير البنية التحتية في مناطقهم المختلفة. ورد سموه على سؤال حول دور القطاع الخاص في دعم مشروعات الحكومة، قائلاً إن القطاع الخاص يستفيد كثيراً من الحكومة، ويمكن أن يرد هذه الفائدة عن طريق المشاركة في مبادرات توظيف المواطنين وتسهيل برامج التوطين، مطالباً من جهة ثانية بتعزيز ثقافة العمل في القطاع الخاص، وكسر جليد الخوف من العمل في هذا القطاع، وتجاوز الحساسية من المسميات، وهي قابلة للتغيير. |
وقال سموه إن المواطنين يفضلون العمل في القطاع الحكومي، إذ بلغت نسبة العاملين فيه من المواطنين 80%، في الوقت الذي يوجد في القطاع الخاص نحو 290 ألف وظيفة في فئة المديرين، و425 ألف وظيفة في فئة الاختصاصيين، ويمكن للمواطنين شغل هذه الوظائف وهم قادرون على ذلك، وطالبهم سموه ببذل الجهود وتجاوز المعوقات للعمل في القطاع الخاص، وذكر سموه أسباب إحجام المواطنين عن العمل في القطاع الخاص التي تشمل ساعات العمل والعلاوات والمزايا والنظام التقاعدي.
جاء ذلك، في الجلسة الحوارية التي عقدت في جامعة الإمارات بمدينة العين أمس، ضمن فعاليات حملة التوعية لطلبة الجامعات لنشر ثقافة العمل في القطاع الخاص، التي تندرج ضمن مبادرة «أبشر»، واستكمالاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بشأن مبادرة «أبشر»، لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتفعيلاً للمحور الاستراتيجي الخاص بالتوجيه والإرشاد المهني.
عقدت الجلسة الحوارية بحضور الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزيرة دولة رئيسة جامعة زايد، الدكتورة ميثاء سالم الشامسي، ورئيس مجمع كليات التقنية العليا محمد حسن عمران الشامسي، ومدير جامعة الإمارات الدكتور علي راشد النعيمي، ومدير كليات التقنية العليا الدكتور طيب كمالي، ووكلاء وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من ممثلي الجهات المشاركة في مبادرة أبشر، ومشاركة 2000 طالب وطالبة من جامعات الإمارات، وزايد، وخليفة، وكليات التقنية العليا.
وأشار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إلى أن لقاءه بالطلبة يتزامن مع بدء الحملة الوطنية للاحتفاء بيوم العلم ورفعه خفاقاً في كل مكان تعبيراً عن حب الوطن وامتناناَ لمؤسسي الدولة، الذي يوافق ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة، حيث قدم سموه التهنئة لشعب الإمارات متمنياً الخير والصحة للمواطنين والمقيمين.
وعبر سموه، عن سعادته لوجوده في جامعة الإمارات، وافتخاره بالمستوى العلمي الذي وصلت إليه، لاسيّما أنها أول جامعة في الدولة أمر بتأسيسها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وواصل بعد ذلك دعمه اللامحدود للتعليم بأنواعه ومراحله كافة، وأشاد سموه بالرعاية الاستثنائية التي يحظاها التعليم على يد رئيس الدولة، الأمر الذي خلق جيلاً قادراً على الإسهام في بناء الوطن ومواصلة التنمية.
وشملت الجلسة الحوارية المفتوحة التي تحدث فيها سموه إلى الطلبة ستة محاور رئيسة أهمها: قيمة العمل في المجتمع في الماضي والحاضر، ونظرة عامة على الكوادر الوطنية في الدولة، والوضع الحالي لسوق العمل في الدولة، ودور القطاع الخاص في دعم جهود التوطين، ونظرة مستقبلية لسوق العمل في الدولة، ومبادرة «أبشر» وجهود الحكومة في تسهيل انضمام المواطنين إلى القطاع الخاص. وأكد سموه مدى أهمية السواعد الإماراتية الشابة في خلق طموحات واعدة، من خلال الانخراط في العمل بالقطاع الخاص، حيث حققت الإمارات مراكز متقدمة عالمياً في مؤشر التنافسية، ومؤشر الازدهار، وضمن قائمة أكثر الدول سعادة.
وقال سموه إن الفضل في وضع الإمارات ضمن المراكز الأولى، يعود إلى حرص الحكومة، من خلال رؤيتها السديدة واستراتيجياتها الاقتصادية المستدامة، على أهمية استثمار رأس المال البشري، بما يحقق تلك الطموحات.
وإستشهد سموه خلال الجلسة الحوارية بالأقوال المأثورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي أوصى فيها بأهمية أن يصنع ابن الإمارات حياته ومستقبله بساعده، مؤكداً سموه أن الدولة تقاس برجالها لا بمصانعها.
وأشار سموه إلى أن المفاهيم الراسخة في الذهنية الإماراتية، بأن المستقبل الوظيفي الحكومي أكثر أمناً من القطاع الخاص، تشكل عقبة رئيسة أمام الكثير من المواطنين بشأن الانخراط في العمل بالقطاع الخاص، مؤكداً سموه أن وزارة العمل تعكف على بحث الحلول الجذرية التي من شأنها معالجة هذه التحديات خصوصاً في ما يتعلق بساعات العمل، والإجازات والنظام التقاعدي، بحيث تكون قريبة مما تقدّمه مؤسسات العمل في القطاع الحكومي والاتحادي. مقترحاً إنشاء صندوق للتقاعد في القطاع الخاص.
ووجّه سموه خلال الجلسة الحوارية الطلبة بالتوجّه للعمل في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية، قائلاً إن الدراسات الأخيرة حول مستقبل سوق العمل، أوضحت أن هناك فرص عمل واعدة ستخلق للمواطنين، لاسيما في قطاعات النفط الخام والغاز الطبيعي، والنقل والتخزين، والاتصالات، والمؤسسات المالية، والكهرباء والغاز والماء، والعقارات وخدمات الأعمال.