موظفة في «الدفاع المدني».. وقائدة في فريق «ساند» التطوّعي

مواطنة تنقذ حياة 4 مصابين بحادث مروري

شريفة البلوشي وسط مُسعفين لمصابي حادث في شارع الشيخ خليفة بن زايد. من المصدر

أنقذت المواطنة شريفة محمد البلوشي، حياة أربعة أشخاص من جنسيات آسيوية، تعرّضوا لحادث في شارع الشيخ خليفة بن زايد بالمنطقةالشرقية، أول من أمس.

وقالت شريفة البلوشي، التي تسكن في مدينة خورفكان التابعة لإمارة الشارقة، وهي أم لستة أبناء، وموظفة في «الدفاع المدني» برتبة مساعد أول، وقائدة في فريق «ساند» التطوّعي، إنها «وصلت إلى مكان الحادث ولم تجد أي أدوات تساعدها على الإسعاف، لكنها لم تتردّد في أخذ غُترة من شاب كان يقف لمشاهدة الحادث، واستخدمتها رباطاً لوقف نزيف رأس أحد المصابين».

وتفصيلاً، ذكرت البلوشي لـ«الإمارات اليوم» أنها «كانت في طريقها لإمارة أبوظبي، وعند الساعة السابعة صباحاً رأت أمامها الحادث، حين انحرفت السيارة وارتطمت بالجبل بقوة»، وقالت: «حين شاهدت مشهد المصابين متناثرين على الطريق الترابي سارعت إلى مساعدتهم، وعلى الرغم من تدريباتي في فريق (ساند) إلا أنني لأول مرة أُشارك في حادث حقيقي وحدي».

ولفتت إلى أنها «حين وصلت إلى المصابين لم تكن تملك أي أدوات تساعدها على إسعافهم»، قائلة: «اضطررت إلى استخدام غُترة شاب كان يقف لمشاهدة الحادث، وحاولت بها أن أُثبّت رأس المصاب الذي كان ينزف بغزارة، وأوقفت النزيف، وطلبت منهم الاتصال بالإسعاف والشرطة للحفاظ على حياة المصابين الأربعة»، وأضافت: «كنت أطمئن المصابين بأن حالتهم جيدة، وأنني سأساعدهم قدر الإمكان، وحين وصلت سيارة الإسعاف أشهرت بطاقتي للمُسعف وبدأت أستخدم أدوات الإسعاف لأوقف نزيف المصاب الآخر، الذي خسر من دمه كثيراً، وكان يعاني كسراً في يده اليمنى ورجله اليسرى».

وقامت البلوشي بجبر كسور المصاب الثالث، وجمع قطع اللحم المتساقطة من رجله، وأعادتها إلى مكانها، ولفّتها برباط طبي لوقف النزيف، فيما كانت حالة المصاب الرابع متوسطة، وتمكنت بسرعة من تضميد جروحه النازفة.

وأشارت البلوشي إلى أنها «شاركت في دورة (ساند) للعمل التطوّعي في نهاية عام 2009، ومنذ ذلك الوقت وهي لا تتردّد في السعي إلى الالتحاق بالدورات المتقدمة، التي تزيد من معرفتها بالعمل التطوّعي، وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة»، موضحة: «التحقت بأول دورة لفريق (ساند) في مدينة خورفكان، ولم أكتفِ بحصولي على المستوى الأول، بل اجتهدت والتحقت بدورات عدة في مختلف إمارات الدولة، وبالتدريبات الوهمية للتعامل مع إسعاف الحوادث والإطفاء والإخلاء والإنعاش الرئوي، وغيرها من التدريبات».

وأكملت البلوشي جميع المستويات المطلوبة من فريق «ساند» التطوّعي، حتى أصبحت الآن في مستوى مدرب، وتقول: «أنا الآن في مستوى مدربة، وقائدة لفريق (ساند) في مدينة خورفكان»، ولفتت إلى أنه «تم تكريمها عام 2012 من قِبل سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لحصولها على جائزة المتطوّع المتميز».

وطالبت البلوشي جميع أبناء الإمارات بالالتحاق بمثل هذه الدورات التطوّعية، التي تُكسب الإنسان مهارات الإسعافات الأولية التي يحتاج إليها كل إنسان، مؤكدة أن «الشخص الذي يمتلك مهارات الإسعاف الأولية يسهم بفاعلية في استقرار الحالات الصحية للمصابين في حوادث مختلفة من أجل إنقاذ حياتهم».

ودعت الأشخاص الموجودين أثناء الحوادث إلى «عدم التجمهر عند الحوادث المرورية، أو محاولة إسعاف المصابين من دون الالتحاق بدورات الإسعافات الأولية، لخطورة ممارستها، حتى لا يتعرّض المصاب لأي مضاعفات قد تودي بحياته».

تويتر