117 كائناً غازياً ودخيلاً في الإمارات
كشفت هيئة البيئة في أبوظبي، عن وجود 117 نوعا من الكائنات الدخيلة والغازية في دولة الإمارات، تتسب في أضرار بيئية وصحية واقتصادية خطرة، مشيرة إلى أنها أجرت مسحا للأنواع الدخيلة، التي تتمتع بقدرات متفاوتة، لكي تصبح غازية في الدولة.
الإضرار بالمحاصيل والصحة العامة انتهت هيئة البيئة، في أبوظبي، من مشروع خاص بدراسة الكائنات الغازية والدخيلة، وطرق مكافحتها في إمارة أبوظبي، وحصر تلك الأنواع على مستوى الدولة، وأظهر المشروع تسبب هذه الأنواع في منافسة الطيور المحلية وطردها من أعشاشها، ومنافستها في مصادر الغذاء ما يحد من أعدادها، وافتراسها الطيور الصغيرة، والحيوانات الصغيرة المحلية وبيضها، ما يحد من تكاثرها والتأثير في التنوع البيولوجي، والإضرار بالمحاصيل الحقلية، من خلال مهاجمة الثمار ومحاصيل الحبوب، والإضرار بالصحة العامة، حيث تعد من الكائنات الناقلة لمسببات الأمراض الخطرة، أو المشتركة مع الإنسان، مثل الملاريا، وأنفلونزا الطيور، والإضرار بجمالية المدينة، حيث تعمل على طرح الفضلات في الأماكن المختلفة، ونشر أعشاشها في الأماكن العامة، إضافة إلى الإضرار بالبنية التحتية، من خلال تكوين الأعشاش على الهوائيات، والأسلاك الكهربائية، ونوافذ المنازل والمصانع، وتُعد مصدر إزعاج للأهالي، ومن أخطر المشكلات في مدارج الطائرات. |
وقالت المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة، الدكتورة شيخة سالم الظاهري، لـ«الإمارات اليوم»، إن تلك الأنواع تدخل إلى البلاد عبر طرق مختلفة، بعضها مع الشحنات التجارية والبضائع بطريق الصدفة، وبعضها يدخل عن طريق الاستيراد بغرض الزينة، أو لأسباب اقتصادية، وغيرها. مشيرة إلى الأضرار البيئية والاقتصادية المختلفة، المترتبة على تسلل هذه الكائنات ودخولها الدولة، لقيامها بمنافسة الأنواع المحلية الطبيعية في الغذاء والضوء، وتسبب تزاحماً في بيئاتها الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور وتناقص مستمر للأنواع المحلية الطبيعية.
وشددت الظاهري على أن وجود تلك الأنواع وانتشارها يخلفان آثارا اقتصادية غير مرغوب فيها، إذ يمكن لتلك الأنواع الانتشار في المزارع والإضرار بالنباتات الموجودة بها، إضافة إلى أن وجود أعداد كبيرة من الطيور الدخيلة والغازية قرب المطارات، له تأثير في حركة الطيران، إضافة إلى ما تسببه سوسة النخيل الحمراء، التي تصيب أشجار النخيل، من خسائر مالية كبيرة تتمثل في كلفة المكافحة وصعوبتها، إضافة إلى قضائها على شجرة النخيل بشكل كامل.
وأشارت إلى أن أشهر الأنواع الغازية في الطيور: الحمام الصخري، و«الماينا» الهندي، ومن الثدييات: الجرذ الأسود، والفأر المنزلي، ومن أسماك المياه العذبة البلطي (المشط)، ومن اللافقاريات سوسة النخيل، ومن النباتات الغويف.
وأكدت الظاهري وجود مشروع لمكافحة الطيور الدخيلة والغازية في إمارة أبوظبي، يستهدف أربعة أنواع بشكل أساسي، هي: الحمام الصخري، «الماينا» الهندي، الغراب المنزلي، والببغاء المطوق الهندي، مشيرة إلى أن المشروع يهدف الى حماية التنوع البيولوجي والصحة العامة في الإمارة، من خلال التخلص من أهم أنواع الطيور الدخيلة في أبوظبي، والحد من أضرارها في البيئة، باستخدام أحدث وسائل المكافحة الصديقة للبيئة.
ولفتت إلى أن مسؤولية مكافحة ومنع تسلل هذه الكائنات، موزعة على العديد من الجهات والأفراد، بما فيها الأفراد العاديون من مواطنين ومقيمين، حيث يجب على الجهات الحكومية ذات العلاقة، وضع الضوابط والسياسات، وتبنيها، وتفعيلها، ووضع خطط المكافحة لها، إضافة إلى إصدار التشريعات اللازمة، المحددة والمانعة لإدخال وتداول تلك الأنواع.
وقالت الظاهري إنه على المستوى التجاري يجب على أصحاب محال بيع الحيوانات، والمتعاملة في الأحياء الحيوانية والمشاتل المختلفة، ضرورة العمل على الالتزام بعدم الاتجار في تلك الأنواع، وجلبها إلى الدولة بطرق مختلفة، كما تقع مسؤولية كبيرة على المستوى الشخصي للأفراد، تتسم بضرورة عدم التعامل وتداول تلك الأنواع، وفي حال حيازتها يجب عدم التخلص منها بإطلاقها في المدن أو البرية.