«إقامة دبي» دعمته معنوياً ومالياً لتطوير ابتكاره

المالح يبتكر طائرة للتصوير من الجو

المالح يفكر في تطوير طائرته للحصول على صور أكثر دقة. تصوير: أحمد عرديتي

تمكن الرقيب سعود المالح الذي يعمل في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، من تطوير «طائرة من دون طيار» صممها بنفسه للتصوير من الجو، واستخدمها في التقاط صور احتفالات الإدارة بمناسبة اليوم الوطني، وفوز دبي باستضافة «إكسبو 2020» أخيراً.

ويرجع شغف المالح بهواية التصوير إلى عام 1996 حين كان لايزال مشغولاً بتصنيع الطائرات الورقية، ولم يخطر بباله تطويرها واستخدامها في التصوير الجوي الا بعد ظهور الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات تصور فيديو في 2002، ففكر في تثبيت هاتف في جسم طائرة ألعاب يتم تحركيها بجهاز تحكم عن بعد «ريموت كونترول».

لكن طموح المالح الذي التقته «الإمارات اليوم» بمقر عمله في دبي، لم يتوقف عند ذلك الحد، وبدأ منذ ثلاث سنوات تنفيذ مشروع تصنيع طائرة صممها بنفسه ليستخدمها في التصوير من الجو.

وتتكون طائرة المالح من ست أذرع موزعة بشكل أخطبوطي يحمل كل منها محركاً مروحياً، وتتصل تلك الأذرع بقاطعين مركزيين علوي وسفلي، ثبت على كل منها كاميرا صغيرة من طراز «Gopre» يمكن تحريك اتجاه كل منها باستخدام جهاز التحكم عن بعد، ما يسمح بالتقاط زوايا وجهات متعددة للمشهد المصور، بالإضافة الى بطاريتين يمكن أن تعمل كل منهما أكثر من ثماني دقائق، لتصل الفترة الزمنية المتواصلة للتصوير إلى نحو 15 دقيقة، فضلاً عن صحن لا يزيد قطره على سنتيمترين لالتقاط إشارة الـ«GPS» المرسلة عبر الأقمار الاصطناعية.

وقال المالح إن مشروع الكاميرا «الطائرة» لايزال في مرحلته الأولى، وان لديه عدداً من المراحل اللاحقة التي سينفذها خلال الأسابيع المقبلة ستمكنه من أداء تصويري أفضل خلال فترة زمنية أطول، مضيفاً أنه في غضون الأسابيع المقبلة سينجز المرحلة الثانية من مشروعه، إذ سيتمكن من التصوير الحي على ارتفاع 1.5 كيلومتر بدلاً من ارتفاع 300 متر وفق ما تسمح به إشارة الإنترنت.

وتابع أنه سيتم كذلك استقبال التصوير مباشرة على جهاز عرض مثل التلفزيون، الأمر الذي سيسمح لمستخدم الكاميرا بأن يرى المواقع ويحدد الزوايا واللقطات التي يرغب في تصويرها.

وأضاف أنه سيتمكن أيضاً من تحديد المواقع والمسارات قريباً، عبر تحميل الخرائط على الكمبيوتر، وربطه بنظام الكاميرا، بما يسمح بتخزين المواقع والمسارات المطلوبة من دون الحاجة إلى وجود مصور للتحكم في حركة الكاميرا.

استعمل المالح كاميراته الطائرة في تغطية الاحتفالات التي نظمتها الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، أخيراً، بمناسبة اليوم الوطني وفوز مدينة دبي باستضافة إكسبو، ليقوم بعمل تصل كلفة الساعة منه إلى 100 ألف درهم إن تم الاستعانة بشركة تصور بطائرة مروحية.

وأكد المالح أنه ما كان يمكن له تحقيق أمله لولا تشجيع مدير الإدارة، اللواء محمد المري، الذي منحه دعماً معنوياً ومالياً بمجرد أن سمع عن موهبته ومحاولاته تصنيع طائرة من دون طيار، ليستخدمها في أغراض التصوير، مضيفاً أنه حصل على كل التسهيلات والمورد المالي المطلوب لتصنيع الطائرة وتزويدها بالمكونات المكملة التي لم تقتصر فقط على البطاريات والأذرع ونظام الـ«جي بي إس» ونظام التحكم عن بعد فحسب، بل أيضاً بإضافة مصدر اضاءة للتصوير الليلي، وكذلك إعداد قاعدة لتثبيت هيكل الطائرة كاملاً عليه لخلق مساحة من الارتفاع تمنع ظهور أذرع الطائرة في مرمى عدسة التصوير.

وأشار إلى أن الإدارة تبدي اهتماماً كبيراً بأصحاب الأفكار والمساهمات المبدعة، وتوفر لهم البيئة والإمكانات التي تساعدهم على تحقيق مشروعاتهم المتميزة.

تويتر