«حسن» واجه إعاقة رباعية بمشروع لتوصيل الموظفات

«حسن» أصيب بحادث سير أقعده منذ 20 عاماً. الإمارات اليوم

تمكن المواطن حسن أحمد صابر ـــ الذي يبلغ من العمر 37 عاماً، من سكان منطقة قدفع بإمارة الفجيرة ـــ من تخطي حاجز اليأس والعزلة، بعد أن تعرض لحادث مروري، تسبب في كسر بعموده الفقري، وإصابته بإعاقة رباعية.

وأصيب حسن أحمد بحادث سير قبل 20 سنة، حينما كان خارجاً من عمله مع مجموعة من أصدقائه، وأثناء سير المركبة انحرف تجاهها وارتطمت بجبل، ما أدى إلى وفاة أحد أصدقائه، وإصابته بكسر في العمود الفقري.

وخضع (حسن) للعلاج فترة طويلة خارج الدولة، وبالتحديد في بريطانيا، وأثناء فترة علاجه فقد عمله، وتعرض بسبب ذلك لظروف قاسية، لكنه على الرغم من ذلك قرر أن يواجه الظروف، وألا يسمح لليأس بالتسلل إليه، فرسم خريطة مستقبله، بعد أن تماثل للشفاء، واعتبر أن الحياة التي يبدأها الآن حياة جديدة وهبة من الله، ولابد أن ينتج بها ويكمل مسيرتها، من دون أن يشوهها بالعجز والتذمر.

وقال (حسن)، لـ«الإمارات اليوم»، إنه بحث عن عمل قريب من أسرته، لأنه بحاجة إليها بالقدر الذي هي بحاجة إليه، لكنه لم يجد، على الرغم من محاولاته الحثيثة، وجولاته على الدوائر الحكومية المختلفة، ورفض أن يخضع للظروف، أو أن يستسلم للعجز والإعاقة، فأسرته المكونة من ثلاثة أفراد، تنتظر منه الرعاية، ولابد من أن يستجمع قواه، ويؤمّن لها الحياة الكريمة.

ويتقن (حسن) الحديث بأربع لغات، هي: العربية، والإنجليزية، والهندية، والفلبينية، لكنها لم تشفع له لدى العديد من الجهات الحكومية، التي زارها طالباً الحصول على وظيفة.

وظل على حاله إلى أن طرح على صندوق خليفة لدعم المشاريع، فكرة توصيل الموظفات، إذ استشعر حاجة الموظفات من النساء إلى وجود وسيلة، لتوصيلهن من وإلى أماكن العمل، فوافق الصندوق على تمويله، ضمن مبادراته لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فمول له سيارة تتسع لسبعة ركاب، ووظف عليها سائقة آسيوية، فبدأ مشروعه ينجح شيئاً فشيئاً، ويدر عليه أرباحاً جيدة، مكنته من التوسع في المشروع وشراء مركبات جديدة، وتوصيل عدد أكبر من الموظفات بالمناطق الشرقية من الدولة، إلى جانب عدد كبير من طلبة المدارس والجامعات، والتوصيلات الداخلية والخارجية التي تشمل إمارات الدولة، لافتاً إلى تكريمه قبل شهرين من الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، لفوزه بجائزة أفضل مشروع تنموي صغير.

تويتر