مسن لم يتعرف إلى نفسه في المرآة

كشفت القائم بأعمال مديرة دار المسنين في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة شريفة عبدالله آل علي، أن أخصائيي الدار فوجئوا بعدم تعرف رجل مسن على نفسه عند رؤية صورته في المرآة، بعد نقله من منزله إلى دار المسنين ليتلقى الرعاية اللازمة، إذ تبين أنه لم ير وجهه منذ سنوات.

وأوضحت أن الدائرة تلقت معلومات بوجود مسن يعيش في عزلة، بسبب عدم وجود أقرباء له في الدولة، فتوجه أخصائيو الدائرة إلى منزله، وأقنعوه بالانتقال إلى دار المسنين مؤقتاً، ريثما يستعيد صحته، وتتم تهيئة المنزل، مضيفة أنه كان يعيش في مسكن غير مؤهل، ولا يوجد فيه خدمات، فضلاً عن أنه لم ينظف أو يرتب منذ سنوات.

وتابعت أن الصدمة بدت عليه عند وصوله إلى الدار، ورؤية نفسه في المرآة، إذ أخذ يتلفت ظناً منه أن الصورة لشخص آخر بجانبه، لافتة إلى أنه استغرق وقتاً ليتأكد من أنها صورته. وأوضحت أنه استغرب الحالة التي وصل إليها، وتغير شكله، حيث إنه لم يرَ نفسه منذ نحو خمس سنوات. ومن خلال المتابعة تبين عدم وجود مرآة في منزله، فضلاً عن أنه قضى سنوات من دون أن يخرج منه، لأنه يعاني صعوبات في الحركة، وكان يعتمد على بعض الأشخاص لتأمين الطعام. وأكدت آل علي أن حالات المسنين المهملين نادرة في الدولة، بسبب القرب الاجتماعي والعادات الاجتماعية، غير أن عدم وجود أقرباء لبعضهم يؤدي إلى إهمالهم، داعية المجتمع إلى الإبلاغ عن أي حالة من هذا النوع، ليتسنى تقديم الرعاية لها.

وأشارت إلى أن الدائرة تدرس حالة المسن وقدرته على خدمة نفسه، وتعيد تهيئة مسكنه، وتأمين متطلباته الأساسية، وادراجه ضمن الزيارات الميدانية الدورية لكبار السن للتأكد من استقرار حالته، أما في الحالات التي يعجز فيها عن خدمة نفسه فتؤمن له الإيواء، وتهيئ مسكنه وتؤجره، لإدخال ريع مالي له، فضلاً عن ادارة أمواله، أو معاشه إن وجد.