يشترط في المرشحين للجائزة الجديدة أن يكونوا من الحاصلين على درجات علمية عليا وأعمارهم لا تتعدى الـ40. تصوير: مصطفى قاسمي

«زايد الدولية للبيئة» تستحدث «الفئة الرابعة» لدعم العلماء الشباب

استحدثت مؤسسة زايد الدولية للبيئة فئة رابعة جديدة في الجائزة التي تقيمها المؤسسة، لتحفيز ودعم العلماء الشباب (الذين لم تتعد أعمارهم الـ40 عاماً) ممن أسهموا في مجال علوم البيئة والتكنولوجيا، وتحقيق استدامة التنمية في مناطق مختلفة في العالم، وسيكرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الفائزين بالجائزة في حفل سيقام في مايو المقبل.

وأعلنت اللجنة العليا للجائزة، خلال مؤتمر صحافي، أمس، أسماء وإنجازات الفائزين في الدورة السادسة، التي تكرّم شخصيات أسهمت في التمييز البيئي والتنمية الخضراء حول العالم، والقيادات البيئية، ومجالات البحث، العلمية والتكنولوجية المهتمة بالبيئة.

وتفصيلاً، أفادت الأمين العام للجائزة، الدكتورة مشكان العور، بأن استحداث الفئة الرابعة المقرر قبول الترشيحات لها الدورة المقبلة، هدفه تحفيز ودعم العلماء الشباب الحاصلين على درجات علمية عليا (درجة الماجستير أو الدكتوراه)، مضيفة أن الجائزة ستمنح للمرشحين «الذين قدموا أفكاراً أو أعمالاً تسهم في حماية وتنمية البيئة وتغيير المسار نحو التنمية الخضراء، بهدف فتح المجال للشباب الذين يشاركون في إنقاذ الأرض من الكوارث البيئية، ويتطلعون إلى المنافسة على الجوائز العلمية».

3 فئات

قيمة الجائزة مليون دولار، مقسمة إلى ثلاث فئات، الأولى نصف مليون دولار (نحو ثلاثة ملايين و675 ألف درهم)، والثانية 300 ألف دولار، (نحو مليون و837 ألف درهم)، والثالثة 200 ألف دولار، (نحو 735 ألف درهم)، بالإضافة إلى استحداث الفئة الرابعة التي تمنح الفائز 50 ألف دولار (نحو 183 ألف درهم).

وأكدت هيئة التحكيم الدولية في اجتماعها لاختيار الفائزين أهمية مؤسسة جائزة زايد الدولية للبيئة، والدور الرائد الذي تلعبه بفاعلية على الساحتين الإقليمية والدولية في دفع الجهود المحلية والإقليمية والدولية لرعاية البيئة، والسعي إلى تنفيذ مقررات المجتمع الدولي عبر مقررات القمم التي انعقدت. وقد أشادت هيئة التحكيم الدولية بتقرير اللجنة الاستشارية الفنية وبجهود الأمانة العامة للجائزة، وبالعمل الضخم الذي أنجزته جائزة زايد خلال العقد الأول من عمرها.

وأشارت إلى أن الفائز في الجائزة سيحصل على 50 ألف دولار أميركي، عن إسهامه في مجال علوم البيئة والتكنولوجيا، التي يجب أن تحقق تحسناً ملحوظاً في البيئة العالمية واستدامة التنمية.

وأعلنت اللجنة العليا لجائزة زايد الدولية للبيئة أسماء وإنجازات الفائزين بالجائزة في دورتها السادسة، التي حصل فيها أمير موناكو، ألبرت الثاني، على جائزة القيادة العالمية في البيئة، حيث أنشأ «مؤسسة الأمير ألبرت الثاني» في 2006، بعد رؤيته التغير المناخي الحاصل في القطب الشمالي، وتناولت المؤسسة قضايا بيئية عدة لمكافحة التغير المناخي وآثاره، من بينها الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتحقيق الأمن المائي، والكفاءة في استخدام الطاقة، كما تبنت حماية أسماك التونة زرقاء الزعانف، وإيقاف صيد الأسماك في موناكو لحين استعادة أعدادها، بعد الانخفاض الذي شهدته بنسبة 75%، وإدراجها ضمن القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض.

وتقاسم عضو اللجنة العلمية الاستشارية للأمين العام للأمم المتحدة، الدكتور زاكري عبدالحميد، من ماليزيا، والدكتور آشوك خوسلا من الهند، جائزة الإنجازات العلمية والتكنولوجية في البيئة، باعتبار عبدالحميد من القيادات التي شاركت في تعزيز أهمية التنوع البيولوجي، وكان نائباً لرئيس مشروع «تقييم الألفية للنظم البيئية»، الذي أفاد بأن التدهور أصاب النظم البيئية في نصف القرن الماضي، بأسرع مما حدث في أي حقبة من تاريخ البشرية.

في حين، شارك خوسلا في تصميم أولى المساقات الجامعية في البيئة بجامعة هارفرد الأميركية، في ستينات القرن الماضي، وتأسيس مجموعة منظمات «بدائل التنمية»، التي أسهمت في إدخال 15 تقنية جديدة صديقة للبيئة وذات جدوى تجارية في الهند، مثل انتاج الورق المعاد تدويره في الهند وتطوير مواد قليلة الكلفة لسقوف المباني، إضافة إلى توفير 300 ألف وظيفة في مجال التنمية المستدامة في الهند.

وتقاسم عالم الطيور، الدكتور لوك هوفمان من سويسرا، ومديرة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بوزارة الخارجية الكولومبية، بولا كاباليرو قوميز، جائزة الإنجازات البيئية التي تنعكس إيجاباً على المجتمع، حيث كان هوفمان من مؤسسي الصندوق العالمي للحياة البرية، الذي أسهم في إطلاق وحيد القرن الأبيض في دول شرق إفريقيا، وله دور مهم في التصديق على اتفاق حماية الأراضي الرطبة، وبموجبها ساعدت على إنشاء 75% من محميات الأراضي الرطبة حول العالم.

واستطاعت بولا كاباليرو قوميز استحداث أهداف التنمية المستدامة والترويج لها، وكانت كولومبيا أول المؤيدين لهذه الأهداف التي أصبحت في ما بعد من أهم مخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

ومن جانبه، أكد وزير البيئة والمياه الدكتور راشد أحمد بن فهد، خلال المؤتمر، أهمية جائزة زايد التي تعكس صورة مشرقة للدولة ودورها الرائد على الساحتين الإقليمية والدولية، واهتمامها برعاية البيئة، والسعي إلى تنفيذ أهداف الألفية.

وأوضح أن الجائزة تهدف إلى دعم وتشجيع الأعمال البيئية والمبادرات الفردية والجماعية الدولية المتميزة التي من شأنها الإسهام في تحقيق استدامة الموارد الطبيعية والطاقة، إلى جانب تحفيز الأفراد والمؤسسات في كل الدول على التميز في البحث والابتكار الذي يوفر حلولاً لقضايا البيئة أو يسهم في ترسيخ مفهوم استدامة التنمية وإبراز جهود المؤسسات الملتزمة بالمعايير.

الأكثر مشاركة