سوريانو: النجاح لا يتعلق بالحظ بل بالإدارة الجيدة

قارن الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي والمدير العام السابق لنادي برشلونة فيران سوريانو بين ميدان الأعمال ونوادي كرة القدم، مشيراً الى وجود لاعبين وادارة في المجالين، مؤكداً أن النجاح لا يتعلق بالحظ بل بالادارة الجيدة.

وأكد سوريانو خلال جلسة بعنوان «روح المنافسة وتحقيق النتائج.. ما الذي يمكن ان تتعلمه الحكومات من كرة القدم»، خلال فعاليات القمة الحكومية الثانية، عدم وجود وصفة جاهزة للنجاح، وإلا لاحتفظ صاحبها بها لنفسه، غير أنه لا بد من توافر عناصر نجاح أساسية، أهمها الالتزام والتوازن.

وأوضح أن الالتزام يعني الالتزام بالفوز أو تحقيق الهدف في قلب كل لاعب أو موظف، بغض النظر عن الربح المادي، وهو ما حقق النصر لكثير من الفرق التي خسرت كل شيء فيما بعد بسبب تراخيها قليلاً في الالتزام، كون شراسة المنافسين لا تترك للمتراخين مجالاً.

أما بالنسبة للتوازن ـ يتابع سوريانو ـ فهو العمل الجماعي وقبول جميع الأطراف بالقرارات أو طريقة العمل، من حيث تأدية جزء من الفريق للعمل في مقابل عدم عمل الجزء الآخر من الفريق، مثل جلوس الهداف مدة طويلة من المباراة على دكة الاحتياط، والعمل لدقائق ومن ثم العودة، وهو ما يثير استياء بقية الفريق الذي يجد نفسه يقوم بالعمل وحده، وهو ما يجب أن يعوض للفريق من خلال معرفة دور كل منهم وإظهار التقدير لهذا الدور، والتنبه الى حجم العمل المنجز.

وقال سوريانو، إن على كل قائد أو مدير فريق أن يسأل نفسه ما هي المواهب التي أملكها في فريقي، وهل هم ملتزمون؟ وفي حال وجود المواهب فعلى المدرب أو المدير وضعها في إطار الالتزام، وفي حال وجود الالتزام عليه صياغته بطريقة فاعلة من خلال وضع الخطة بدقة لضمان تنفيذها من اللاعبين، أما في حال عدم وجود أي مواهب أو التزام فإن على المدرب أو المدير تغيير فريقه.

وأكد سوريانو أن مدرباً لفريق ريال مدريد قال للاعبيه في إحدى المرات، خلال مواجهة بين فريقه وفريق برشلونة: «لن نفوز بناء على المواهب بل بناء على الشجاعة والالتزام».

وأوضح سوريانو، أنه في بعض الاحوال يكون الالتزام والموهبة موجودين، لكن أصحابهما لا يعرفون طريقة استخدامهما، وهنا يكمن دور المدير في إدارة فريقه.

وقال إن نموذج الادارة المتبع يختلف باختلاف نوعية الفريق، لافتاً إلى أن التعليمات يجب أن تكون مباشرة مع الفريق الملتزم المنفذ للتعليمات، بينما يجب وضع التعليمات في إطار النصيحة والتجريب مع الفريق الموهوب.

وأكد سوريانو ضرورو وجود ثلاثة أعمدة رئيسة في كل فريق: أولها الشخص الذي يتمتع بالمبادرة والحماسة، والشخص الحذر والمرتاب دائماً، فضلاً عن الشخص الذي يسمى العود القوي، الذي يتحمل المسؤولية ويضحي في سبيل الفريق.

وأضاف أن الفوز هدف الفريق لكن عدم الفوز أو تأخره يجب ألا يعني تغيير الخطة، مشيراً إلى تسجيلٍ أظهر مدرباً لفريق برشلونة قبل الشوط الإضافي الأول بعد انتهاء وقت المباراة الأساسي وهو يوجه لاعبيه بقوله: «لا تقلقوا سنستمر في القيام بما نفعله وسنفوز، سنقوم بما نقوم به عادة»، لافتاً إلى أننا نهاجم مرات عدة في لعبة كرة القدم كما في الحياة، لتسجيل هدف، ومع أننا لا ننجح في كل مرة إلا أن الاهداف تسجل في النهاية.

وأكد سوريانو أهمية وجود منظومة القيم الأساسية المتفق عليها اجتماعياً، لأنها تشكل الاتساق العاطفي والنفسي للاعبين، وينبغي العودة إليها في حال الفشل في التسجيل، أو لدى حدوث أي اضطراب، لأنها تمثل مصدراً للثبات الوجداني.

الأكثر مشاركة