أحمد الزبيدي: تخصّص الطب «حلم طفولتي»
أدرك المواطن الشاب أحمد عيسى الزبيدي (21 عاماً)، بشكل جلي، حجم المسؤولية الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتقه، ونظرائه من الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج، وذلك بعد «اللقاء المثمر» الذي جمعهم وسموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في العاصمة الأيرلندية دبلن، خلال نوفمبر الماضي، حيث وصفهم بالسفراء «وعليهم إظهار الصورة المشرفة للدولة التي تتطلع إلى أبنائها المتسلحين بالعلم والمعرفة، ليسهموا بخبراتهم في مسيرة التقدم والرقي التي تشهدها الدولة في الميادين كافة».
استثمر أحمد اللقاء، وتحديداً مقولة سموه المميزة «دولتكم ما تعطيكم وعود.. لكن حلول»، حين استمع إلى مشكلات الطلاب، في السعي بجد واجتهاد للتغلب على عراقيل وصعوبات الغربة، لاسيما «بعد أن أكد سموّه وشدد على اهتمام الدولة، الذي طالما عهدناه، وحرصها على متابعة أوضاعنا التعليمية، وتوفير كل السبل والوسائل التي تساعدنا على بذل المزيد من الجهد والمثابرة، لتحقيق أهدافنا في الحصول على الشهادات العليا لخدمة الوطن»، وفقاً لأحمد.
آثر أحمد، المبتعث من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا، التسلح بالمثابرة والعمل الدؤوب لتحقيق حلم الطفولة بالحصول على بكالوريوس الطب «أسوةً بوالدي الدكتور الذي أعتبره قدوتي ومثلي الأعلى في الحياة، خصوصاً بعد أن لمست عن كثب الطابع الإنساني لهذه المهنة، المتمثل بوضوح في تقديم يد العون للمرضى ومساعدتهم على التماثل للشفاء، لتعود الفرحة إلى قلوبهم وترتسم البسمة على شفاههم من جديد».
ازداد إعجاب أحمد بـ«حلم الطفولة»، بعد أن شق الطريق نحو تحقيقه باجتياز المرحلة التمهيدية خلال عام، الأمر الذي يرجع، كما ذكر، «إلى الأسلوب الدراسي المميز، الذي يعتمد على تقديم الكم الدراسي الضخم الخاص بمجال الطب بطريقة متدرجة، تسهم بشكل فاعل في زيادة عملية الاستيعاب والفهم اللازمين للعملية التعليمية والدراسية، على حد سواء».
يبذل أحمد الطالب في السنة الثانية ـــــ تخصص الطب ـــ جهوداً حثيثة في دراسته، ويخصص لها أوقاتاً محددة حتى لا يهضمها حقها، وبالتالي فهو لا يتردد في تخصيص عطلات نهاية الأسبوع والإجازات «للاستمتاع مع الأصدقاء بقضاء أوقات مميزة تقلل من عناء الدراسة وتعبها».
يقصد أحمد، بشكل دوري، ورفاقه من الطلبة، لاسيما الإماراتيين، في التخصص نفسه «الأماكن الطبيعية التي تزخر بها أيرلندا المعروفة بجغرافيتها المميزة، إذ تكثر فيها السهول والهضاب، وعدد كبير من البحيرات والمحميات الطبيعية»، وأضاف «عادةً ما نحرص على تنظيم تجمعات منزلية نقوم فيها بإعداد بعض الوجبات التقليدية التي نستعيد من خلالها الأجواء الأسرية في الوطن، كما نناقش خلالها أمورنا التعليمية وتحصيلنا الدراسي، هذا إلى جانب تنظيم مواعيد لإجراء مباريات للعبة كرة القدم التي تتقدم الهوايات التي ندأب على ممارستها».
وأضاف أحمد أن «الرفقة في الغربة تعد غنيمة وافرة وظفراً كبيراً، يصعب التفريط فيها بأي حال من الأحوال، فوجودها له أهمية قصوى، فهي تسهم في تحمّل صعاب حياة الاغتراب ومشقاتها، وكذلك تخفيف آلامها الناجمة عن البعد عن الوطن، وغياب الأهل والأحبة والأصدقاء الذين نفتقدهم بشدة».
وفي الجانب ذاته، يرى أحمد أن سفارة الدولة تعد «جزءاً لا يتجزأ من رفقة الغربة، إذ إنها تحرص دوماً على توفير كل السبل التي من شأنها أن تثري عمليتنا التعليمية، وتذلل الصعوبات التي قد تعتريها».