«السيكوباتيون» يعانون اضطراباً في الشخصية وبحاجة إلى خطط علاجية لمنع تكرار جرائمهم. الإمارات اليوم

«اجتماعية الشارقة» تدعو إلى رعاية «السيكوباتيين» نفسياً في المنشآت العقابية

دعت مديرة واحات الرشد في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أمينة الرفاعي، إلى تأمين الرعاية الاجتماعية والنفسية الملائمة للشخصيات المضادة للمجتمع أو ما تسمى «السيكوباتي» داخل المنشآت الإصلاحية والعقابية، مشيرة إلى أن دور الإيواء غير قادرة على احتواء هذا النوع من الاضطراب، بسبب عدوانية أصحابه.

تلصّص على الأزواج

كشفت مديرة واحات الرشد في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أمينة الرفاعي، أن أحد الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع دخل غرفة نوم مسنّة، وشغل لها التكييف في المنزل خلال نومها، كما كان يدخل غرف نوم الأزواج ويتلصّص عليهم ليلاً، مشيرة إلى أنه يقضي عقوبة السجن.

وأشارت إلى أن التصرفات قد تبدو طريفة، غير أنها تسبب ذعراً اجتماعياً كبيراً، مشيرة إلى أن حالات «السيكوباتي» قليلة للغاية، لكنها تحتاج إلى رعاية خاصة.

وأوضحت الرفاعي لـ«الإمارات اليوم» أن أغلبية «السيكوباتيين» مطلوبين في قضايا جنائية ويحكم عليهم بالسجن فترات طويلة، مشيرة إلى أن حالات وردت إلى الدار متهمة باغتصاب، وتلصّص على الفتيات، فضلاً عن اقتحام غرف نوم منازل خلال نوم أصحابها، وغيرها من قضايا الإيذاء والاعتداء.

وقالت إن أحدهم كان يرتدي زياً اسود ويتسلل إلى المنازل، ويظن نفسه مسؤولاً عن الفتيات، فيدخل غرف نومهن ليلاً، للتأكد من وجودهن فيها بمفردهن وفق أقواله، وخلق حالة من الذعر في الجوار، إلى أن تم القبض عليه، لافتة إلى أن «السيكوباتيين» ميالون إلى العدوانية، ومخالفة القانون، ويعتبرون الشرطة والمجتمع أعداءهم، كما أنهم ليس لديهم شعور بالألم والعاطفة، فمن الممكن أن يعذبوا شخصاً حتى الموت من دون أن يشعروا.

وأشارت الرفاعي إلى أن هؤلاء بحاجة إلى رعاية خاصة لا يمكن تأمينها في دور الإيواء، التي عادة ما تستقبل الحالات المستقرة، داعية إلى تأمين الرعاية اللازمة في السجون أو في أي مكان تحت اشراف الشرطة، كون «السيكوباتيين» متورطين في قضايا جنائية، ولديهم الاستعداد للتورط في قضايا أخرى.

وأضافت أن سجن «السيكوباتيين» سنوات لا يعدل شخصياتهم، خصوصاً أنهم يعانون اضطراباً في الشخصية، وبحاجة إلى خطط علاجية لحمايتهم من تكرار أفعالهم، مطالبة الأسر بالتنبه إلى تصرفات أطفالها، حيث تظهر العلامات على الأطفال من خلال تعذيب الحيوانات والاعتداء على الأقران في الصغر، مشيرة إلى أن الأسر لها دور كبير في اكتشاف ميول أطفالها ومحاولة تعديلها.

وأشارت الرفاعي إلى أن تشخيص أعراض اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع غير ممكن قبل سن الـ18 عاماً، لكن من الممكن استشعار الحالة من قبل الأهل ومحاولة تعديل السلوكيات في سنّ مبكرة، في حال لاحظوا قيام الطفل بأعمال عدوانية أو تعذيب للحيوانات أو غيرها من الميول غير الطبيعية.

وقالت «تابعنا حالات كانت على وشك الخروج من السجن ووجدنا أنها لاتزال على الحالة نفسها من العدائية على الرغم من قضاء عقوبات طويلة»، لافتة إلى أن مشرفي الدار غير مهيئين للتعامل مع حالات عدائية، قد تصل إلى حد الايذاء خصوصاً أنهم لا يمتلكون سلطة الضبط بالقوة.

 

الأكثر مشاركة