النظام الرقمي عصب جديد يسيّر العالم
أكد مذيع الأخبار في قناة «بي بي سي العالمية» نيك غاوينغ، خلال جلسة «تجارب حكومية في الفضاء الجديد للمعلومات العامة»، أن النظام الرقمي الجديد هو نظام عصبي جديد يسيّر العالم، شارحاً أن الجمهور تحول من متلق تقليدي للأخبار، وانتظار النشرات التقليدية لفهم الأزمات التي يعلم بوقوعها حول العالم، أو في دولته، إلى مسؤول عن نشر هذه الأحداث.
وأوضح أن بعض الحكومات تعيش في العالم التقليدي، حيث يمكنها أن تنكر الأخبار التي تنتقل عبر وسائل التواصل، في حين أنها فقدت السيطرة على سيل المعلومات بين الناس.
وذكر غاوينغ أن المعلومات المتداولة على وسائل التواصل تحتمل الخطأ، وقد تكون شائعات، ويجب على وسائل الإعلام المختلفة أن تتأكد من المعلومات قبل استخدامها.
وعرض قضية الحراك الشعبي في أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية، وعن مقاطع الفيديو الصغيرة التي شارك بها الشعب في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن الأشخاص العاديين هم من يسجلون هذه الوقائع ويتشاركونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تختصر الوقت والمكان وتقرب الأشخاص جميعهم من الدول الأخرى، وتعرفهم بالأحداث التي تحصل في الوقت الحالي.
وأوضح أن سرعة مشاركة هذه المعلومات سرعت الأحداث والتظاهرات في أوكرانيا، لتصل إلى مساءلة رئيس الحكومة نفسه، مضيفاً أن أصحاب السلطة كانوا يتوقعون أنهم يستطيعون السيطرة على المعلومات التي يطلع عليها العالم، لكنهم وقفوا عاجزين أمام سرعة إنتاج الصور في الهواتف الذكية، مؤكداً أن «تغييراً كبيراً ما كان ليحصل لولا وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة». وأضاف غاوينغ أنه لا يمكن بناء المستقبل على ما حدث في السابق «كل شيء يتغير بسرعة».
وتحدث عن إنكار بعض الحكومات لما يتم نقله في وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً أنهم «لا يريدون أن يقروا بقوة العالم الافتراضي، ولا يعترفون بوجوده».
وأوضح أن الحكومات تواجه ثلاثة تحديات في ظل وجود العالم الافتراضي، هي هشاشتها، إذ يتحدث الجميع عن القضايا ويتناقلونها في ما بينهم، ويطالبون بالرد على الاستفسارات التي يطرحونها، وبوضع خطة للتعامل مع الطوارئ.
وأضاف أن الحكومات يجب أن تواجه المساءلة الجديدة المفروضة عليها، إذ إن الوسائل الحديثة تجعل جمع المعلومات بالنسبة للمجتمعات الدولية أمراً سهلاً لمساءلة الحكومات المخطئة.
وتابع غاوينغ أن التحدي الثالث الذي تواجهه الحكومات الحالية هو العجز في الشرعية، إذ إنهم يعتقدون حتى الآن أنهم مسؤولون عن الشرعية في هذه الدول، وهو أمر غير صحيح، إذ إن الشعوب لها الحق في صنع القرار، وتستطيع أن تنتزع منهم هذه الشرعية، لأنهم يمتلكون جميع المعلومات المهمة.