خلال الجلسة الأولى من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي

قرقاش: لو كانت الدول العربية مستقرة لحققنا نجاحاً أكبر في الاستثمار

الإمارات حققت نجاحاً في مجال الاستثمار الاقتصادي بسبب السمعة الطيبة. من المصدر

أكد مشاركون في أولى جلسات حوار الدورة الثالثة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2014، أهمية الدور الذي يقوم به الاتصال والعلاقات العامة في إدارة السمعة واجتذاب الاستثمارات المباشرة، مشيرين الى أن الدراسات الحديثة أثبتت وجود علاقة وطيدة ومباشرة بين السمعة والمال، لافتين الى أن السمعة الطيبة عالمياً تعمل على جذب رؤوس الأموال للاستثمار والسياحة والإقامة في البلد.

وأضافوا أن «الدول التي ترفع مستوى سمعتها بخمس درجات فقط على مؤشر السمعة الدولية يمكن أن تحظى بمداخيل سياحية إضافية سنوياً، ما دامت تحافظ على مستوى هذه السمعة.. فالسمعة الطيبة عالمياً تعمل على جذب رؤوس الأموال للاستثمار، والسياحة والإقامة في البلد، وشراء المنتجات الوطنية، والدراسة، والعمل، والتمتع بالخدمات الأخرى».

جاء ذلك، في جلسة بعنوان «دور الاتصال الحكومي وإدارة السمعة في جذب الاستثمارات المباشرة»، التي أدارها الإعلامي تيم سباستيان، بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، ورئيس المكسيك السابق فيليبي كالديرون، ورئيس البنك الدولي الأسبق جيمس ولفنسون.

بناء الصدقية

قال رئيس المكسيك السابق فيليبي كالديرون، إن «تحسين المفاهيم العامة من خلال آليات الاتصال الشفافة والنزيهة وتعزيز الكفاءة الاقتصادية، من خلال خلق الفرص الاستثمارية سيؤدي إلى تعزيز جاذبية الدولة، وقدرتها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية».

ولفت إلى أن تواصل الحكومة المكسيكية مع الشعب عام 2013 حقق سمعة جيدة للدولة، إذ تم تسجيل 28 مليار دولار من الاستثمارات.

وشدد كالديرون على ضرورة فتح قنوات للتواصل مع الشباب لوضعهم في صورة الاستراتيجيات، إضافة إلى بناء هيكلية للحوار من خلال الفعاليات والمنتديات والقنوات الإعلامية.

وأضاف: «شهدنا قبل 40 عاماً فترة سيئة جداً، وعانينا تالياً عدم الاستقرار الاقتصادي الذي أدى إلى تدهور اقتصاد البلد، ولمعالجة هذه المشكلة كنا بحاجة إلى التفاعل مع مختلف المؤسسات لاستقطاب الاستثمارات الاقتصادية، ما دفع الحكومة لتحسين السياسات المتبعة».

واشار كالديرون الى أهمية الاستثمار في الجامعات: «لدينا استثمار تقني في قطاع التعليم في المكسيك، فقد انشأنا 140 جامعة تقدم خدمة التعليم المجاني من دون رسوم»، موضحاً أن هذه الجامعات تخرج 100 ألف مهندس سنوياً، للإسهام في عملية الاستثمار الاقتصادي».

وتفصيلاً، تحدث وزير الدولة للشؤون الخارجية خلال الجلسة الدكتور أنور قرقاش، حول التحديات والدروس المستفادة من تجربة دولة الإمارات، قائلاً: «يعتبر الاتساق مع السياسة والاستمرارية من أهم الركائز الأساسية في تحسين السمعة، وقد اختارت الإمارات طريقاً واضحاً لتحقيق ذلك».

وأشار إلى أن «لكل دولة نصيبها من التحديات والمسائل المختلفة، وأيضاً الفرص الاستثمارية، وقد حققنا في الإمارات تميزنا الخاص في هذا الصدد. وأعتقد بأن أساليبنا في التعامل مع التحديات ومواجهتها في تحسن مستمر، خصوصاً في التواصل الداخلي وإيصال رسالة واضحة إلى العالم».

ولفت قرقاش إلى وجود تصور خاطئ عن الإمارات، نسعى لتغييره من خلال الحوار البناء، مضيفاً أن «الاتصال الحكومي أمر ضروري، لأن الحكومة لديها جوانب عدة من الرسائل الرئيسة التي تسعى لإيصالها من خلال الحوار الذي ستبني عليه رسالة محددة تسهم في خلق تصور سليم وذي صدقية عالية».

وأوضح «أن الإمارات حققت نجاحاً في مجال الاستثمار الاقتصادي بسبب السمعة الطيبة، نافياً ما يروجه البعض عن خلق الامارات لسمعة اقتصادية طيبة من خلال الاستفادة مما يدور من أحداث سياسية سيئة في دول المنطقة العربية»، موضحاً أن الإمارات اتخذت مسارات مفتوحة ومتعددة لتوسيع اقتصادها.

وتابع: «لو كانت الأحداث مستقرة في الدول العربية لاستطاعت دولتنا أن تحقق نجاحاً أكبر في مجال الاستثمار الاقتصادي».

وأضاف: «نحقق نجاحاً أفضل وتقدماً في جميع المجالات، كالمسائل القانونية والاقتصادية وغيرها، ومسألة التقدم هذه عملية مستمرة سترافقنا لـ20 أو 30 سنة مقبلة، لكونها عملية ديناميكية طويلة الأمد» متابعاً: «تبين تجربتنا أننا من خلال الأشواط التي أتبعناها نمضي قدماً إلى الأمام».

وعلق قرقاش قائلاً «لدي حساب على (تويتر) أتابعه وأعتبره أداة راسخة في التواصل بالغة الأهمية، لافتاً الى ان الإمارات مترسخة في مجال التواصل الاجتماعي، خصوصاً عبر تويتر، لكونه يبرز ما يحدث للعالم بشكل سريع، وينفي الشائعات والقصص غير الدقيقة، فضلاً عن أنه فعال، إذ يتميز بالسرعة في الحصول على المعلومات أكثر من وكالات الأنباء».

وذكر قرقاش أن «الشركات في الإمارات هي من تقرر سياستها الخاصة التي تجعلها تحدد مكان استثمارها، وليست الحكومة هي ما تفرض على هذه الشركات اين تستثمر أموالها».

وقال: «لا أعتقد أن أهمية المنطقة العربية ستتقلص في مجال الطاقة، ولكن يجب على الحكومات معرفة الأولويات، وما هي حصة المنطقة من النفط، لكونه يلعب دوراً مهماً في مستوى الإنفاق العام».

وحول وجود متحدثين للرد على الاستفسارات العامة، قال قرقاش «نقوم بعمل جيد في هذا المجال»، معتبرا أن «الاتصال الحكومي بين الشعب والحكومة ممارسة تتطور، إذ إن الاتصال الحكومي ضرورة نروج من خلالها لبلدنا لدى الآخرين لخلق سمعة طيبة» مضيفاً: «نتلقى هجمات من دول إسلامية متطرفة في المنطقة، لكوننا دولة معتدلة»، لافتاً الى ضرورة توحيد الرسالة و«أن تكون منقولة بطريقة واضحة وصريحة».

وأضاف: «لا نحتاج الاتصال كبروبجندا، لذا علينا ان نقر بأخطائنا وأن نغير من طريقة سردنا عن أنفسنا»، مشيراً الى أن «الاتصال الحكومي مهم وضروري جداً حتى لو تم انتقاده».

تويتر