المرشد الأسري
يقول القارئ أبوفراس: كلما حدثت خلافات بيني وبين زوجتي بادرت بالتحدث عنها مع زميلاتها في العمل بقصد الصلح.. ما يزيد الأمر بيننا سوءاً فتكثر الخلافات في يومياتنا.
يرد المستشار الأسري عيسى المسكري:
الزوجة بطبيعتها ترغب في أن يشاركها غيرها حل مشكلاتها، فإذا لم تجد من يفهمها ويسمع شكواها، فقد تلجأ إلى صديقاتها، والمشكلة تكمن في طرح الزوجة مشكلاتها الزوجية على من لا خبرة لها ولا مهارة، فهناك من تسعى في الخير، ولكن تفسد أكثر ما تصلح، وهناك من تظهر المحبة ولكنها قد تكون حاسدة أو حاقدة، وهناك من تهوى نشر الأخبار، ففي ساعة واحدة ينتشر خبرها عند الجميع، وتصبح مشكلاتها بين ألسنة الناس، فتكثر الحلول الخاطئة والآراء المضللة، إذاً فإن حل أي مشكلة بطريقة خاطئة تجعلها كخيوط متشابكة يصعب تحليلها.
كم مرة تحاول الزوجة أن تجد من زوجها حلاً لمشكلاتها أو معرفة أسبابها، ولكن قد لا تجد منه إلا الصمت القاتل، أو تجاهل استفساراتها، أو الانزعاج من كلامها، فالزوجة قد تكون بحاجة إلى الاهتمام العاطفي بحسن الإنصات لها والتفاعل معها، ومشاركتها همومها وأحزانها، وما تقوم به في التحدث عن مشكلاتها في الخارج ما هي إلا وسيلة للتفريغ العاطفي أو التراكمات السلبية النفسية.
نصحيتي أيتها الزوجة بعدم عرض مشكلاتك الزوجية، إذا كنت راغبة في حلها، إلا عند أصحاب التخصص، وهناك مراكز متخصصة لها دورها الإيجابي في حل مثل هذه المشكلات، وكلما كانت المبادرة بينكما في حل مشكلاتكما بطريقة ودية فهي عين الصواب وغاية الفضيلة، فجلسة دافئة تتخللها بسمة عاطفية ونسمة رومانسية أفضل ألف مرة من صخب القول، وعقم الجدال، وضجيج الحوار.
ونصيحتي لك أيها الزوج بأن زوجتك لا تكون دائماً باحثة عن حلول لمشكلاتها، ولكن قد تكون متعطشة، تبحث عن كلمة طيبة، أو معاملة حسنة، أو عاطفة دافئة.