الأم تخلّت عن الطفلتين وتزوجت

امرأة تحتضن طفلتَي ضرّتها بعد وفاة زوجها

سجلت امرأة عربية قصة وفاء نادرة لزوجها الذي عاشت معه قصة حب قوية، قبل أن يُتوفى تاركاً طفلتين له من زوجة ثانية، أبت أن تحتضنهما بعدما اختارت الزواج، وفقاً لرئيس قسم الأحوال الشخصية في محاكم دبي، الدكتور عبدالعزيز الحمادي.

وسرد الحمادي لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل القصة، إذ عاشت المرأة مع زوجها في وئام تام مدة عامين، لكنهما لم يرزقا بأطفال، فبدأت معاناتهما من ضغوط الأهل، خصوصاً مع دخولهما السنة الثالثة من الزواج من دون إنجاب أطفال.

وتابع: «أخذت الزوجة تلحّ على زوجها بضرورة الذهاب إلى الطبيب للكشف عن السبب، ومعرفة ما يعوق الحمل، ففوجئ بنتائج الفحص، عندما أبلغهما الطبيب بأن العقم من الزوجة، التي دخلت في موجة حزن عميق، إلا أن الزوج أخذ يخفف عنها الصدمة، ويخبرها بأن عليهما الصبر».

وقال الحمادي: «إن الضغوط زادت على الزوج من أهله، فقرر، أخيراً، أن ينتهي من هذه الضغوط، كونه يحب زوجته ولا يفكر في الزواج بأخرى، على الرغم من عدم إنجابها الأطفال، فجمع أهله وأبلغهم بأن زوجته تعاني العقم».

وتابع أن «هذه حياته الخاصة، وأن العقم الحقيقي في الروح والمشاعر وليس في الإنجاب، إلا أن ذلك لم يطفئ نار الزوجة التي كانت تشعر بأنها تظلم زوجها وتحرمه من (زينة الحياة الدنيا)».

وأضاف: «أخذت الزوجة تعرض على زوجها فتيات للارتباط بهن ليكون أباً، وأنها لا تريد أن تكون سبباً في حرمانه من نعمة الأولاد، إلا أن زوجها كان يسكتها بلغة لا تخلو من الغضب، ويقول لها أنا لم أشتكِ لك فكفّي عن هذا الحديث».

وتابع أن «الزوجين استمرا في علاقتهما 12 عاماً في بيت غمره الحب والتضحية في آن، إلى أن فوجئ الزوج في أحد الأيام بزوجته تبلغه بأن أمامه خيارين، إما الطلاق أو قبوله الزواج بأخرى، فأخذ يبكي بعد أن غمرها، وقال لها كيف أقبل بأحد هذين الخيارين وأحلاهما مرّ، إلا أن إصرارها جعله يقبل بأحدهما وهو الزواج بأخرى، بعد أن اشترط عليها أن تختار له زوجته الثانية بنفسها».

وقال: «إنه للخلاص من تأنيب الضمير الذي ظل يرافق الزوجة، وجدت له أخرى مناسبة، وقالت له اذهب وتقدم لعائلة الفتاة، بعد أن كلمتها ووافقت، فذهب وخطبها ثم تزوجها، وبعدها بشهور أنجبت له بنتاً، أحبتها الزوجة الأولى حباً شديداً كأنها هي من وضعتها، وبعد بضع سنوات رُزق أيضاً بطفلة أخرى، وأخذت الزوجة الأولى تدللهما وتتعامل معهما كأنهما ابنتاها، إلى أن جاءت الصدمة الكبرى بوفاة الزوج الذي لم يفرح كثيراً برؤية طفلتيه وهما كبيرتان، فتولت الزوجة الأولى رعايتهما وتربيتهما، ورفضت أن ترتبط بزوج آخر احتراماً وإخلاصاً لزوجها وابنتيه، فيما قبلت الزوجة الثانية، أم البنتين، بعد انقضاء العدة، بالزواج من رجل آخر، وتركت تربية ابنتيها للزوجة الأولى، وتنازلت عن حضانتهما، وتم توثيق ذلك في المحكمة».

 

تويتر