«المـعـلا» و«ســباق السيارات».. قصة عشق من الهـوايـــة إلى الاحتراف
تعدّ هواية «سباق السيارات»، العشق الأول للشيخ مروان بن راشد المعلا، رئيس دائرة الأراضي والأملاك في أم القيوين، فمنذ طفولته تعلق بها، وراح يتابع أخبارها، وكل ما هو جديد عنها، وكان سفره إلى بريطانيا لاستكمال دراسته في مجال إدارة الأعمال، فرصة ليتابع عن قرب نجوم السباقات العالمية، وخلال تلك الفترة حرص على اقتناء أحدث السيارات الرياضية والكلاسيكية. وبعد عودته إلى أرض الوطن، راودته فكرة إنشاء أول نادٍ متخصص في سباقات السيارات، وبالفعل أنشأ «الإمارات موتور بلكس للسيارات»، كما استحدث سباق «الدراج ريس» للمرة الأولى في الدولة، ولاقى اهتماماً هائلاً من أوساط الشباب في الدولة، يماثل شعبية السباق في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
• «أعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قدوتي في العمل والجد والاجتهاد، والإخلاص في أداء العمل، كما أنه قدوتي في الرياضة، من حيث ممارسته ودعمه لها». الشيخ مروان بن راشد المعلا |
كان هذا الجانب الآخر لقصة نجاح موازية بدأها الشيخ مروان بهوايته، بتوليه مهمة إدارة الأملاك الخاصة لوالده، حتى وصل إلى رئيس دائرة الأراضي والأملاك في الإمارة.
وعن البداية، يقول الشيخ مروان بن راشد المعلا، لـ«الإمارات اليوم»: «ولدت في دبي، ففي هذه الفترة لم تكن هناك مستشفيات في أم القيوين، وبعد دراستي في الإمارة، ابتعثت للدراسة في الجامعة الأميركية في بريطانيا، ثم حصلت على البكالوريوس في إدارة الأعمال، وبعد التخرج عدت إلى الوطن، حيث عُينت رئيساً لدائرة الأملاك الخاصة المتعلقة بأملاك والدي، المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن أحمد المعلا، ثم تدرجت في العمل من رئيس دائرة المياه إلى مدير عام البلدية، وحالياً رئيس دائرة الأراضي والأملاك في الإمارة».
ويضيف: «النجاح لا يمكن أن يتحقق دون متابعة ورقابة ومحاسبة، فالجولات الميدانية لمواقع العمل أسهمت في تطوير العمل ورقيه، وأعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قدوة في العمل والجد والاجتهاد، والإخلاص في أداء العمل الهادف لرفعة الوطن والمواطن، كما هو قدوتي في الرياضة من حيث ممارسته ودعمه لها».
وأكد الشيخ مروان، أنه يسعى لتسخير كل الإمكانات لتطوير دائرة الأراضي والأملاك، ومجاراة التقدم الذي تشهده الدولة، التي أصبحت مثالاً يحتذى في الريادة والتميز والتقدم ورقي الخدمات المقدمة للجمهور، مشيراً إلى أن الدائرة تقدمت بشكل كبير ولافت في السنوات الأخيرة، بدعم صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وحكام الإمارات.
وتابع: «السرّ في ولعي برياضة سباق السيارات، أنني أعشق كل الرياضات التي تتعاطى مع السباقات بكل أنواعها، لدرجة أنني كنت أعطيها كل وقتي في أيام الطفولة، إلى جانب هوايات أخرى مثل الصيد والقنص والزوارق السريعة، وطائرات التحكم عن بُعد (الريموت كونترول)، وقد شاركت في سباقات عدة بدرجة محترف، وقد أسست مدرسة لتعليم القيادة الخاصة للراليات، بإشراف مختصين معتمدين، وقد نال اتحاد السيارات والدراجات دعماً سخياً من القيادات العليا في الدولة، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، وقد أخذ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على عاتقه، أن يجعل تلك الرياضة إحدى الواجهات المشرقة والمشرفة للدولة».
30 سيارة رياضية وكلاسيكية
اطلعت «الإمارات اليوم»، خلال جولة مع الشيخ مروان، على أبرز مقتنياته، وهي عبارة عن أكثر من 30 سيارة رياضية وكلاسيكية، موزعة في ثلاثة كراجات كبيرة، تضم سيارات رياضية من طراز خاص جداً، مصنوعة باليد، إضافة إلى عدد كبير من الدراجات والزوارق. مخاطر السباقات أكد الشيخ مروان بن راشد المعلا، رئيس دائرة الأراضي والأملاك رئيس اتحاد الإمارات للسيارات والدراجات، حرص الاتحاد على إبعاد الشباب عن مخاطر السباقات العشوائية، وجذبهم نحو الحلبات، لممارسة هواياتهم وفقاً للوائح والقوانين الدولية والمحلية. وشدد الشيخ المعلا على أهمية زيادة التوعية المرورية، من أجل القيادة الآمنة على الطرقات الخارجية والشوارع الداخلية، مشيراً إلى حملة «كالتكس نجم الطريق»، التي يطلقها اتحاد السيارات، بهدف المساهمة في زيادة الوعي العام، وجعل القيادة الآمنة حديثاً متداولاً بين الناس. |
وأكمل الشيخ مروان: «لدينا قناعة بأن الاعتماد على الدعم الحكومي لن يتكفل أبداً بتحقيق الطموحات المرجوة، وحسب ما نرى، فعلى المدى البعيد لابد من توفير موارد أخرى، وإلا سنواجه الفشل، وفي الوقت الراهن لا مفر من المواءمة والتكيف، مع وضع خطط وبرامج عملية، لتوفير مصادر أخرى، من خلال استثمارات يخصص ريعها لدعم هذه الرياضات».
ويضيف: «عدد مشجعي سباقات السيارات والدراجات النارية في تزايد، ويبلغ حالياً نحو 3000 شخص، وهو ما شجعنا على التوسع في الرياضة، فأصبح لدينا حالياً خمس حلبات للاستعراض، والموتوكروس، والأوف رود، ودراج ريس (الدراجات والسيارات)، وحلبة الرالي الممتدة لمسافة 2.5 كيلومتر، كما دفعنا إقبال الجمهور أيضاً إلى بناء المدرجات، بعد أن شاهدنا الآلاف خلف أسوار الحماية، ما يعني أن الجمهور جاء أولاً فتكيفنا مع وجوده».
ويقول الشيخ مروان: «جاءت فكرة تأسيس نادي الموتور بلكس مع المعاناة التي كنت أحسها وأصدقائي عندما كنا نمارس هواية قيادة الدراجات النارية، فعددنا كان يزيد على 15 متسابقاً، وكنا نضطر إلى وضع كل الدراجات على شاحنة كبيرة، ثم نقطرها إلى المكان الذي نختاره للتسابق، والمفارقة التي تستوجب الوقوف عندها الآن، أن المكان الذي استقررنا عليه كان هو نفسه الذي أقمنا عليه النادي في ما بعد، وطبعاً كانت البداية صعبة جداً، لعدم توافر الإمكانات الموجودة حالياً».
وواصل: «لا أخفي أن البعض يلجأ إلى الطرق العامة لممارسة تلك الهواية، ما يعرض حياته للخطر، فضلاً عما يسببه من إزعاج وتهديد لأمن وسلامة الآخرين، ولذلك وضعنا لائحة داخلية بموجبها يتم إبعاد أي متسابق يشذّ عن المجموع بالنسبة لقيادة الدراجة في الطرقات العامة، وهذه كانت بداية التنظيم الرسمي بالنسبة للوائح المنظمة لسباقاتنا».
ودعا وسائل الإعلام إلى أن يعطوا سباقات السيارات والدراجات المحلية، خصوصاً الدراج ريس، مزيداً من الاهتمام، عبر التغطيات والمتابعات، لأنها تعدّ رياضة جماهيرية مثل الكرة، ولم تعد لنخبة أو فئة محدودة.
أسهم الشيخ المعلا بشكل كبير في تقليل الحوادث المرورية في أم القيوين، خصوصاً بعد أن وجد عدد كبير من الشباب المولع بسباقات السيارات ضالته في نادي الإمارات موتوربلكس، فترك السباقات العشوائية التي تجرى في الطرقات العامة، وتتسبب في بعض الحوادث الخطرة. ولفت إلى أنه يقضي إجازة نهاية الأسبوع في ارتياد البحر، حيث إنه يملك مركبة برمائية، يذهب بها إلى جزر الإمارة، كما يخرج في رحلات برية.
وللشيخ المعلا طفلان، (حصة)، تبلغ من العمر سنتين، و(راشد، تسعة أشهر)، وهو يشغل حالياً مناصب عدة، منها رئيس دائرة الأراضي والأملاك، ورئيس مجلس إدارة جمعية أم القيوين الخيرية، ورئيس نادي الإمارات موتوربلكس، ورئيس اتحاد الإمارات لرياضة السيارات والدراجات النارية.