خلال كلمة في مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة

علي بن تميم: إساءة القرضاوي للإمارات تمثل أسوأ صور «الإفتاء»

بن تميم والمزروعي مثلا الدولة في المؤتمر. وام

قال أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور علي بن تميم، خلال كلمته في مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي انطلق أمس في القاهرة «إننا ابتلينا في زماننا هذا بفقهاء ليسوا من الفقه بشيء، وبدعاة ليسوا من الدعوة بشيء، جعلوا من الفتوى منصة لنشر الكراهية والتحريض على القتل»، مؤكداً أن «إساءة يوسف القرضاوي للإمارات تمثل أسوأ صور الإفتاء».

وأضاف بن تميم الذي يمثل الدولة بجانب المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف محمد عبيد المزروعي، أن أحدث فصول مثل هذه الدعاوى التحريضية التي يتنكبها صناع الفتن في العالم العربي والإسلامي ما أطلقه شيخ الفتنة يوسف القرضاوي من على منبر مسجد دولة يفترض أنها شقيقة وجارة ضد بلدي الإمارات، إذ لم يجد حرجاً في الادعاء بأن «الإمارات تحارب الإسلام»، متسائلاً أمام عدد كبير من المشاركين في المؤتمر «ألا يمثل مثل هذا الكلام أسوأ صور الإفتاء ولو غير المباشر حين يقرر متحزب متأدلج مثل القرضاوي أن يصم بلداً بأكمله بالكفر، فاتحاً الباب بذلك أمام كل قاتل ودموي وكاره ومتعصب ومحتكر للصواب في العالم لكي يعتبر الإمارات هدفاً شرعياً ومشروعاً له؟».

وقال بن تميم في كلمته بالمؤتمر الذي يتناول «خطورة الفكر التكفيري والفتوى من دون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية»، إن «أعمال المؤتمر تجيء في الوقت المناسب تماماً، وتعبر عن روح مصر العظيمة التي ظلت على امتداد تاريخها تستشعر أهمية اللحظة المناسبة وتعي أهمية الزمن، فمصر تمثل عبقرية المكان الذي لا يتجلى ولا يبرز للعيان إلا من خلال الوعي بالزمان».

وانتقل بعد ذلك إلى موضوع الندوة، وهي «المضار الاجتماعية والأمنية لظاهرة التكفير»، معتبراً أن للسلم الأهلي والأمن الاجتماعي دلالة واحدة تعني الرفض لكل أشكال الاحتراب أو التحريض عليه أو الترويج له، أو تبريره أو نشر ثقافة الكراهية التي تعد التصادم بين العقائد بمثابة الحتمية التاريخية، نظراً لوجود التباينات في العقائد أو وجهات النظر، والعمل على تحويل مفهوم الحق في الاختلاف إلى أيديولوجيا الاختلاف والتنظير لها ونشرها. وأضاف أن «من يتأمل ظاهرة التكفير بعمق يرى أنها كانت وبالاً على المجتمعات العربية المعاصرة، فقد أدت إلى نشوء صراعات بين أبناء الوطن الواحد مثلما أدت إلى انفلات أمني تمثل في أعمال العنف المسلحة التي صارت ترتكب بحق المواطنين أو الزائرين المسالمين الذين يتمتعون بحماية المجتمع، ويحظون برعاية مؤسساته وأجهزته الأمنية».

ورأى أن «الناظر إلى التكفير يرى أنه يستغل تطور وسائل الإعلام استغلالاً سلبياً، فإذا كانت وسائل التواصل الإعلامي والمجتمعي تسعى إلى بناء رأي عام موحد فإن التكفير يسعى إلى بذر الشقاق وبث أسباب الفرقة، وأسلحته تكمن في التكفير والتخوين والتشكيك وبث الشائعات، واغتيال الرموز من أجل تفكيك أواصر المجتمع».

وحول شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، قال الدكتور علي بن تميم «لقد ساء القرضاوي وأمثاله من دعاة الفتن الذين ابتليت بهم أمتنا تلك التجربة المنيرة التي تجسدها الإمارات، وهي تجربة تقوم تماماً على النقيض من التعصب والانغلاق والفهم الضيق لديننا الإسلامي، وساءه أكثر أن هذه الدولة المحافظة على إسلامها الحافظة لعروبتها والناجحة في تحقيق الإنجازات التنموية تلو الإنجازات وتقديم نموذج للحكم الصالح والرشيد.. فعمدوا إلى محاولة تشويه تلك الصورة الناصعة والتجربة البهية».

تويتر