الجابر: محمد بن زايد طلب الوصول إلى الفقراء في القرى البعيدة وتلبية حاجاتهم ورفـع معدلات التنمية في مناطقهم

الإمارات تؤمِّن لقـــاحات لمليوني طفل مــصري مجاناً

صورة

أكد وزير الدولة الدكتور سلطان الجابر أن دعم الإمارات لجمهورية مصر العربية وتنفيذ المشروعات التنموية في القرى والمناطق المصرية سيستمر، بغض النظر عمن يفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتاً إلى أن الإمارات داعمة لإرادة الشعب المصري ومصر، وهذا الدعم غير مرتبط بنتائج الانتخابات الرئاسية. فيما زار الجابر والوفد المرافق الذي يزور مصر حالياً مصنع «البيوتكنولوجي (خط خلط وتعبئة الانسولين واللقاحات المندمجة)»، وهو أحد مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) الذي يقدم اللقاحات الأساسية لمليوني طفل مصري سنوياً مجاناً.

وتفصيلاً، قال الجابر في مؤتمر صحافي، عقده في القاهرة، أمس، إن علاقات الإمارات بجمهورية مصر تاريخية، غرس جذورها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووقوفها إلى جانب مصر غير مرتبط بظروف وقتية أو فترة زمنية، بل هي قناعة استراتيجية عند قيادة الإمارات، فأمن واستقرار المنطقة لن يتحققا من دون أمن واستقرار مصر، مؤكداً أن المشروعات التنموية الإماراتية في مصر لم تكن يوماً مشروطة، كما أنها لم تتوقف في عهد حكم «الإخوان»، بل كانت مستمرة، ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ.

سلطان الجابر:

■ الوقوف إلى جانب مصر قناعة استراتيجية عند قيادة الدولة غير مرتبط بظروف وقتية.

■ أمن واستقرار المنطقة لن يتحققا من دون أمن واستقرار مصر.

■ العلاقات بين الدولتين تاريخية، غرس جذورها الشيخ زايد.

■ المشروعات الإماراتية في مصر لم تكن يوماً مشروطة، ولم تتوقف في عهد «الإخوان».

وأضاف أنه بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبمتابعة حثيثة بشكل يومي من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خصصت الإمارات مشروعاتها التنموية للوصول إلى المواطن المصري البسيط، لافتاً إلى أن سمو الشيخ محمد بن زايد طلب الوصول إلى الفقراء في القرى البعيدة، وتلبية احتياجاتهم، ورفع معدلات التنمية في مناطقهم.

وأوضح الجابر أن المشروعات الإماراتية ركزت على تحفيز وتنشيط الاقتصاد المصري، الذي تأثر كثيراً بالظروف السياسية والأمنية التي مرت على البلاد، لكن مصر كدولة محورية مهمة، وكأي دولة تسعى لبناء مكانة متميزة لها، لا يمكنها أن تعتمد دائماً على هذه المساعدات، وتالياً فإن التركيز خلال المرحلة المقبلة سينصب على جذب المستثمرين، وتعديل القوانين والتشريعات الجاذبة لهم، وخلق مناخ ملائم للقطاعات الاقتصادية المختلفة، والبحث عن طرق وآليات لديمومة النمو الاقتصادي على أسس وركائز اقتصادية داعمة للاستثمارات في مصر. وأشار إلى أن الإمارات أوجدت آلية جديدة في تنفيذ المشروعات من خلال مكتب إماراتي مقيم، يتابع تنفيذ المشروعات، ويشرف عليها، ويطرح المناقصات، ويرفع التقارير، بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية والوزارات المعنية، وهي تسعى أيضاً لإيجاد آلية جديدة لضمان استمرارية وديمومة هذه المشروعات من خلال مجالس أمناء تتكون من مختصين في الصحة والتعليم، يشرفون على التشغيل والصيانة الدورية، وتوفير الاحتياجات ومتابعة الأعمال اليومية.

إلى ذلك، أكد وزير الدولة سلطان الجابر، أن الارتقاء بالرعاية الصحية من أهم عوامل النمو، لأنه يستهدف حماية وتحصين وخدمة رأس المال البشري، الذي يعد الركيزة الأساسية لجهود التنمية فى مصر.

جاء ذلك خلال زيارته إلى مصنع «البيوتكنولوجي (خط خلط وتعبئة الانسولين واللقاحات المندمجة)»، وهو أحد مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) الكائن في منطقة العجوزة بمحافظة الجيزة، للاطلاع على تقدم العمل في مشروع صيانة وإعادة تأهيل الخطوط الحالية لإنتاج الأمصال واللقاحات بالشركة، وذلك ضمن حزمة المشروعات التنموية الممولة من خلال منحة دولة الإمارات لجمهورية مصر العربية، طبقاً للاتفاق الإطاري بين البلدين الموقع في 26/10/2013.

وأوضح الجابر أن توجيهات القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة تقضي بأن يكون تركيز معايير اختيار المشروعات التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة المصرية بالدرجة الأولى على كل ما يحقق التنمية للمجتمع المصري في مختلف القطاعات، خصوصاً ما يحقق الفائدة المباشرة للمواطن المصري.

وأضاف الجابر أن تأهيل خطوط إنتاج الأمصال واللقاحات والمستحضرات الحيوية سيسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتج «الأنسولين» بتركيزاته المختلفة، واللازم لمرضى السكري غير القادرين، من خلال توفير المنتج المحلي لوزارة الصحة والقطاع الخاص. وسيكون لهذا المشروع مردود اجتماعي مهم، إذ سيسهم في تأمين اللقاحات الأساسية بالمجان لنحو مليوني طفل سنوياً من خلال برنامج التطعيمات بوزارة الصحة المصرية، فضلاً عن المردود الاقتصادي، المتمثل في توفير منتج محلي عالي الجودة، يقلل الحاجة للاستيراد بالنقد الأجنبي، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للتصدير. كما يحقق المشروع توجهات الحفاظ على الصناعة الوطنية، وزيادة نسبة المنتج المحلي، ومنع احتكار هذه المنتجات المهمة، والنهوض بصحة المواطن المصري، كما سيوفر المشروع الأمصال المضادة للدغ الثعابين والعقارب والحيات المحلية، التي تمثل خطراً على حياة الإنسان بسبب سميتها الشديدة.

وبالتوازي مع مشروع تطوير مصنع «البيوتكنولوجي (خط خلط وتعبئة الانسولين واللقاحات المندمجة)»، تم الانتهاء من 55% من مشروع إنشاء مصنع إنتاج الأمصال الجديد ومنطقة التعبئة المركزية، والمخطط أن يتم الانتهاء منه في نهاية نوفمبر من العام الجاري. وهو المشروع الذي سيتيح 15 منتجاً مختلفاً، منها: الأمصال المضادة للدغ الثعابين والعقارب والحيات، والأمصال المضادة لسموم بعض البكتيريا، مثل التيتانوس والدفتيريا.

من جانبه، أفاد وزير الصحة والسكان المصري،عادل العدوي، بأن تقديم الدعم للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) يهدف إلى تطوير صناعة الأمصال واللقاحات محلياً من خلال رفع مستوى كفاءة العمليات الإنتاجية كماً وكيفاً، وتحديث الصناعة بشكل عام لتتوافق مع المتطلبات القياسية العالمية، وتلبية الحاجة الوطنية الملحة لتوفير اللقاحات الأساسية لملايين الأطفال سنوياً، ما يؤثر بشكل مباشر في الأمن القومي المصري.

وأضاف العدوي أن «تطوير خطوط إنتاج الأمصال واللقاحات، يصل بنسبة الاكتفاء الذاتي إلى نحو 80% من إجمالي احتياجات البرنامج الموسع للتطعيمات خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ إن الإنتاج المحلي الحالي لا يغطي سوى 15% فقط. وأوضح أن الطاقة الإنتاجية للإنسولين قبل التطوير كانت 540 ألف زجاجة سنوياً، وسترتفع إلى مليونين سنوياً بعد التطوير، أما لقاح الإلتهاب السحائي الثنائي، فإن الإنتاج متوقف حالياً وسيصل إلى خمسة ملايين جرعة سنوياً بعد إنجاز المشروع».

ووفقاً لأحد مديري المشروع، الدكتور نبيل الببلاوي، فإن المنحة الإماراتية ستطور المصنع ليصبح الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا، باستثناء المعهد الذي يمتلكه الحرس الوطني السعودي، وانه خلال ثمانية أشهر هي فترة الانتهاء من التطوير ستصبح مصر قلعة تصدير عالمية في هذا المجال.


7 ملايين مريض بالسكري

قال مدير الإنتاج في مصنع «فاكسيرا» الدكتور أشرف غامري لـ«الإمارات اليوم» إن المشروع الإماراتي يمثل نقلة هائلة في مجال مكافحة مرض السكري في مصر، إذ يبلغ عدد المرضى نحو سبعة ملايين شخص، يزداد سنوياً بنسبة 15% ويلتهمون 15% من ميزانية وزارة الصحة، ويتسبب المرض في وفاة 60 ألف شخص سنوياً، طبقاً لأرقام معهد السكري بمصر والاتحاد الدولي.

الجابر: لا ننسى إسهامات المصريين

أكد وزير الدولة سلطان الجابر أن الإماراتيين يكنون كل تقدير واحترام لكل المصريين، حكومة وشعبا، وقال خلال حوار مع وفد إعلامي إماراتي يزور مصر منذ أيام للاطلاع على المشروعات التي تدعمها الإمارات لمصلحة الشعب المصري، إن «العلاقة بين مصر والإمارات ما هي إلا دليل آخر على العلاقات السليمة التي بناها الشيخ زايد بكل محبة واحترام وصدق». وأضاف: «نحن في الإمارات لا ننسى أبداً المواقف التي عشناها مع الجانب المصري خلال الأربعة عقود الماضية، ومساهمة المهندسين والأطباء وكل الفئات في نمو دولة الإمارات والنهوض بها».

وتحدث الجابر عن الأوضاع الحالية في مصر، قائلاً: «كلنا ندرك بأن المرحلة الحالية أو الانتقالية التي مرت بها مصر خلال العامين الماضيين كانت صعبة ومليئة بالتحديات، لذا وجدنا في الإمارات أن مصر وشعبها بحاجة إلى دعم استثنائي من أشقائها وأصدقائها، وهذا ما قامت به الدولة».

وأشاد الجابر بالدور الإماراتي في آلية التنفيذ، وكون الإمارات أول دولة تقول للمصريين: «ماذا تريدون؟ علينا التنفيذ غداً».

تطوير خطوط الأمصال

أكد وزير الصحة والسكان المصري، عادل العدوي، أن مشروع تطوير خطوط إنتاج الأمصال واللقاحات، المدعوم إماراتياً، سيسهم في تأمين احتياجات وزارة الصحة لتنفيذ برنامج التطعيمات الإجبارية الذي يغطى نحو مليوني طفل سنوياً، ما ينعكس إيجابياً على الصحة العامة للمجتمع، فضلاً عن توفير فرص عمل للشباب، وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة، والحفاظ على الصناعة الوطنية، وزيادة نسبة المنتج المحلي. ويعد خط إنتاج الأمصال المضادة للدغات الأفاعي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.

تويتر