ميثاء: الإمارات تسير نحو المستقبل بمنطق رقمي
نجحت المواطنة الشابة ميثاء عبدالله الحوسني (22 عاماً) في تسخير مجموعة من التطبيقات العلمية في مجال تخصصها «تكنولوجيا هندسة النظم الإلكترونية»، لتنفيذ مشروعات عملية تخدم مسيرتها التعليمية في جامعة «تكساس إيه آند إم» بالولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي منحها ثقةً عالية بقدراتها وأهّلها للفوز بالمركز الثالث بأحدها، في منافسة على مستوى الجامعة.
حازت الحوسني، الطالبة في السنة الرابعة، المركز الثالث بـ«روبوت مزود بعجلات يستطيع اتباع مسار غير مستقيم، ويصل إلى نقطة النهاية في أسرع وقت ممكن»، وتمثلت صعوبة تنفيذه، على حد قولها، في «الاستغناء عن استخدام أي برمجة، والاعتماد على أجهزة المنطق الرقمي»، وهي ترى أن الإمارات باتت من أكثر دول العالم حداثةً واعتماداً على المنطق الرقمي، ولذلك هي تسير نحو الحداثة والمستقبل بقوة ووضوح.
وإضافة إلى الروبوت نفذت الحوسني مشروعات عملية أخرى، وفقاً لها، ومنها «جهاز للتحكم في مستوى الماء ينذر المستخدم في حالات زيادة استهلاكه أو هدره، في محاولة لترشيد استهلاكه وضمان استدامته».
ولا يقتصر تسخير الحوسني لتطبيقات «تكنولوجيا هندسة النظم الإلكترونية»، على المشروعات العلمية فقط، بل يشمل الحرص على المشاركة السنوية مع ما يزيد على 1000 طالب في الفعالية التطوعية «الحدث الأكبر» التي تنظمها الجامعة لـ«توفير خدمات مختلفة للآلاف من سكان المدينة من المعوزين من دون أي مقابل، كإصلاح أجهزتهم الإلكترونية العاطلة، وتنظيف حدائق منازلهم أو طلائها»، فضلاً عن «مساعدة مرضى السرطان عن طريق المشاركة في فعالية (إعادة الحياة)، وهو سباق للمشي مسافته خمسة كيلومترات يعود ريعه لمصلحة المرضى».
دفع شغف الحوسني، المبتعثة إلى الولايات المتحدة عن طريق مكتب تنسيق البعثات «بعثة رئيس الدولة»، بمجال الكهرباء والإلكترونيات، وإدمانها على عالم التكنولوجيا، إلى التخصص في «تكنولوجيا هندسة النظم الإلكترونية» «الذي يعد من التخصصات الهندسية الفريدة على مستوى الولايات المتحدة، ويعد مجالاً واسعاً يتيح الفرصة لكسب الخبرات في مجالات متعددة، من أهمها شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، الدوائر الكهربائية، الأنظمة الإلكترونية، والبرمجة، وغيرها من مجالات الهندسة الإلكترونية في آن واحد»، وفقاً للحوسني.
تقيّم الحوسني تجربتها في الغربة، التي تستمر حتى مايو 2015، بالـ«فريدة» على الصعيدين الشخصي والاجتماعي، إذ عززت من «ثقتي بنفسي وعلّمتني كيفية الاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية، واتخاذ القرارات بشكلٍ فردي. ومن جانبٍ آخر تعلمت الكثير عن الثقافات الأخرى وتعرفت عن كثب إلى نظرتهم إلى مجتمعاتنا، وعليه عملت على تصحيح بعض المفاهيم المتعلقة بها والأفكار الخاطئة التي يحملونها عنها».