المرشد الأسري
تسأل القارئة (أم مهند):
أعاني كثرة الخلافات الزوجية، وكلما حاولت أن أحلل دوافعها وأسبابها وجدتها تافهة، فكيف أتجنب هذه الخلافات التي تعكر صفو المحبة، وما الحل؟
يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري بالقول:
لا أحد يحب الخلافات أو المشكلات لما لها من جوانب تعكر صفو المحبة وروح العلاقات الودية، والخلافات على الرغم من سلبيتها إلا أن لها إيجابياتها في صقل الذات، ومعرفة الفروق النفسية، وتحليل الشخصية بتحديد جوانبها، القوية منها والضعيفة، والخلافات الزوجية، كما جاء في بعض الدراسات، تكثر في السنوات الأولى من الزواج، يعود ذلك إلى قلة التجارب والمهارات، وكأن الخلافات مدرسة مفتوحة للتعليم، ومركز متخصص للتدريب، فليست المشكلة مشكلة في ذاتها وإنما في سوء التعامل معها بالانفعال والشتائم والصراخ، فالمشكلة فرصة في اكتساب مهارات جديدة منها التأني والتبصر والتفهم والتفاهم وحسن الإنصات والحوار، وغيرها من مهارات تضاف في سجل الخبرات، فالمشكلة في بعض المجتمعات تسمى « التحدي»، والمشكلة، على حسب نظرتنا، ابتلاء للارتقاء، فعلينا بالصبر، ومغفرة للذنوب فعلينا بالاستغفار، وفرصة مانحة فعلينا أن نعتبر، واختيار للاصطفاء فعلينا أن نشكر، وتجارب نكتبها فعلينا أن نستبصر.
وأكثر ما يعينك على تجنب الخلافات مهارات نلخصها في هذه النقاط: حسن الحوار والتفاهم، تحليل المشكلة قبل التسرع في حلها، الاستعانة بالخبراء، الاستعاذة بالله من مكائد الشيطان ووسوسته، تقديم الأعذار والاعتذار، التعامل مع المشكلة بالصبر والبصيرة والعفو والتسامح، وأفضل الحلول الدعاء.