الملا يكافح البطالة بتنميـة قدرات الشباب
تخصص المدير التنفيذي في برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية التابع لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عيسى الملا، في مكافحة بطالة المواطنين، وبات شغله الشاغل استقطاب الشباب الباحثين عن عمل وتأهيلهم للعمل في القطاع الخاص، ويكرس طاقته في تنمية قدرات الشباب الباحثين عن عمل بهدف تطوير أدائهم الوظيفي، وإرساء دعائم التوطين وترسيخه في شتى الميادين.
ويرى أن برنامج تطوير وتدريب المواطنين للعمل في القطاع الخاص يوفر جو عمل مناسباً للمواطنين وتهيئة البيئة الخصبة لترقيهم، وحثهم على العمل بجد وإخلاص، خصوصاً في بداية مشوارهم العملي.
وقال الملا، لـ«الإمارات اليوم» إنه ولد في منطقة سوق الكبير في دبي، وهي قريبة من البحر، وعاش وترعرع فيها، وتعلم من والده العمل والاجتهاد وعدم اليأس، معتبراً أن الاستسلام لليأس يحول الطاقة الايجابية إلى سلبية.
السباحة والخيل والكرة قال المدير التنفيذي في برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية التابع لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عيسى الملا، إن الهوايات التي يحرص على ممارستها هي السباحة وركوب الخيل، إضافة إلى كرة القدم التي يحرص على ممارستها من حين إلى آخر، إذ إنه لعب في نادي الوصل في طفولته، لكن أسرته حرمته الذهاب إلى النادي للتفرغ والاهتمام بالدراسة، لافتاً إلى أنه يمارس التجارة كهواية شخصية. |
وتابع أن والده توفي وهو في سن الـ19، ما جعله يسعى إلى طلب العلم لمساعدة أهله وتوفير الحياة الكريمة لهم، وحصل على شهادة البكالوريوس في تخصّص أنظمة المعلومات التجارية من جامعة لينكولنشاير وهامبرسايد لينكولن البريطانيّة، والتحق بعد التخرج بجهاز حرس الرئاسة التابع للقوات المسلحة، وكان يطلق عليه الحرس الأميري، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في شركة إيبكو للنفط والغاز، كما عمل أيضاً مدير الحساب في «مايكروسوفت»، ليكون ضمن خمسة مواطنين ينضمون إلى هذه الشركة العالمية، ثم انتقل إلى العمل في المكتب التنفيذي لحكومة دبي في إدارة مشروعات تطوير القوى العاملة، إذ قدم عدداً من البرامج المحلية المهمة، في مقدمتها «برنامج القادة والكوادر الوطنية»، ثم انضم إلى هيئة المعرفة والتنمية البشرية.
انطلق الملا نحو هدفه مؤمناً بضرورة العمل والاجتهاد في ظل النهضة التي تحققها الدولة، وكان يسعى ليكون له دور في عملية البناء والتطوير، محققاً بذلك إنجازاً مهماً من خلال تطوير قطاع بيع التجزئة في محطات البترول، من خلال رفع نسب الكفاءة والبيع وفق أفضل المعايير العالمية، وتمّ ذلك بالشراكة مع مؤسسة كالتكس، الشريك الاستراتيجي لـ«إيبكو وإينوك».
وأكد الملا، «أهمية توفير كل سبل الراحة للموظفين من أجل أداء مهامهم الوظيفية على أكمل وجه، خصوصاً أن دولة الإمارات تنافس الدول العالمية في شتى المجالات، ما يلقي على عاتقنا مسؤولية تأهيل المواطن للانخراط في القطاع الخاص والتأقلم مع بيئة العمل»، لافتاً إلى أن الحرص على اداء العمل بروح مرحة يسهم في تحقيق طموحات وتطلعات قيادة الدولة في تحقيق الاستقرار الوظيفي للمواطنين.
وأضاف أن برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية جعل الموظفين مسؤولين عن أنفسهم، وعدم تقيدهم بنظام البصمة، وزرع فيهم حب العمل لتحقيق الانتاجية والأهداف المرادة من البرنامج، وجعل الوقت مفتوحاً أمام الموظفين للعمل، بهدف توفير جو ملائم للعمل والتنقل فيه بكل حرية.
وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تنبه منذ عام 2005 لمشكلة البطالة بين المواطنين وحرص على إطلاق برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية، وكان آنذاك تابعاً للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ومن ثم انتقل ليكون تابعاً لهيئة المعرفة والتنمية البشرية، ومن خلال البرنامج حرص سموه على وضع أهداف لدعم وتسهيل عملية توظيف الشباب من أبناء دولة الإمارات في مختلف مجالات القطاع الخاص، وذلك باعتماد أحدث وسائل تنمية الموارد البشرية في تزويد الشباب المواطنين بالمعرفة والخبرة الضرورية، وتعزيز فرصهم للانخراط في مختلف قطاعات العمل.
وأكمل «بدأت في مكافحة البطالة بين المواطنين في إمارة دبي منذ عام 2005، واستطعنا التقليل من أعداد المواطنين العاطلين عن العمل من 10.7% إلى 2.6% بحلول عام 2013، وهو إنجاز يعتبر الأبرز على مستوى المنطقة، واستطعنا دمج المواطنين في سوق العمل خصوصاً في القطاع الخاص»، مشيراً إلى أن طموح البرنامج أن تصل نسبة البطالة في الدولة إلى الأقل عالمياً، والوصول إلى الرقم «صفر» بحلول عام 2021، لافتاً إلى أن جودة التعليم لها دور كبير في مكافحة البطالة.
وذكر الملا أن قدوته في الحياة نبينا وحبيبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومن بعده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يعلم الناس ببساطة كلامه وكبر معانيه وأخلاقه مع جميع الناس، لافتاً إلى أن شعب الإمارات لا يمكنه نسيان هذا الإنسان الذي جعلهم يعيشون في دولة واحدة تحت قيادة حكام يسعون إلى توفير كل سبل الحياة الرغدة للمواطنين، متابعاً أن القيادة الرشيدة المتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحذو حذو الشيخ زايد في جعل الإمارات في المراكز الأولى دائماً، مؤكداً أن المواطن في مقدمة أولويات الحكومة بتوفير الحياة الكريمة له ولأبنائه.
وأضاف أنه لا يمكنه نسيان كلمات الشيخ زايد عندما قال «الرجال هي التي تصنع المصانع، الرجال هي التي تصنع سعادتها، والرجال هي التي تصنع حياتها وحاضرها ومستقبلها»، مشيراً إلى أن هذه الكلمات جعلته يمضي قدماً لصنع حياته، ومستقبل أجيال الوطن من حيث العمل على توفير أهم عامل من عوامل الحياة، وتوفير الوظيفة للمواطنين، وتالياً اعتماد المواطن على نفسه وكسب رزقه بعرقه وجهده.
وأشار إلى أنه يحرص على السفر مع عائلته إلى مدينة برلين في ألمانيا، حيث تتميز بخلوها من الازدحام وبساطة الحياة، كما يحرص على ارتياد المناطق الجبلية في الدولة للاستمتاع بالمناطق الطبيعية التي تشعره بالراحة النفسية، وتمتاز بالابتعاد عن الضوضاء.