العاصي: الفرص تكمن وراء الصعوبات
فاز المواطن الشاب، عبدالله بن علي العاصي، الطالب في السنة الأولى بتخصص الهندسة الميكانيكية في جامعة شيفيلد البريطانية، بمشروع تصميم «فلتر» مياه في مسابقة «التحدي العالمي للهندسة»، الأمر الذي أتاح له فرصة الترشح للمسابقة الوطنية للمشروعات الهندسية على مستوى المملكة المتحدة، وهو يرى أن الفرص تكمن دائماً وراء الصعوبات التي تذللها الإرادة والصبر.
عبدالله العاصي: «العقبات والأحداث التي أتعلم منها بشكل يومي في الغربة كثيرة ومتنوعة، وأكتسب من خلالها دروساً مفيدة، أبرزها السعي للاندماج مع الآخر مهما كان اختلافه». |
خاض العاصي (19 عاماً) غمار المنافسة في المسابقة التي ضمت ما لا يقل عن 250 طالباً، ونجح في أحد مشروعاتها بتصميم «فلتر» للمياه لقرية فقيرة في دولة «ايست مور» المنفصلة عن الفلبين، وذلك وفق معايير تسهم في تحقيق هدفه المتمثل في الحماية من التلوث والتنقية من الشوائب الضارة، وتتوزع ما بين «الكفاءة العالية التي تمكّنه من العمل على مدى طويل يصلح للاستخدام اليومي، سهولة التركيب واعتماد حجم معقول في تصميمه يسهل من عملية نقله وتركيبه، وكل ذلك شريطة عدم ارتفاع سعره»، وفقاً له.
شكّل فوز العاصي المبتعث للدراسة في الخارج من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، مصدر فخر كبيراً، لاسيما أنه أكد صواب قراره باختيار «الهندسة الميكانيكية» تخصصاً أكاديمياً له، «فلطالما كانت المفتاح الأساسي لكثير من المجالات الهندسية وغيرها من المجالات منذ مئات السنين، إضافةً إلى أنها تمثل القاعدة الأساسية للكثير من الأجهزة المستخدمة، فهي تهتم بتصميم وتصنيع وتشغيل وتطوير هذه الأجهزة والآلات. كما تعد من أهم مجالات الهندسة لاعتماد الصناعة عليها بصورة أساسية».
تطلب حصول العاصي على مقعد في «شيفيلد»، التي تعد من أولى الجامعات في تخصص الهندسة الميكانيكية في المملكة المتحدة «بذل جهود كبيرة في الدراسة لتحقيق معدل عالٍ يضمن الظفر بالمقعد».
استعد العاصي للغربة بدعم عائلي، لم يُغنِه عن مواجهة صعوباتها وعراقيلها التي تقدمتها «إمكانية التكيف في ظل مجتمع مغاير عن ذلك الذي ترعرعت فيه وتأقلمت مع أفراده، خصوصاً في ما يتعلق بالثقافة والتقاليد والأعراف التي تمثل في أغلبها نقيضاً للمألوف لدينا»، ويضيف أن «العقبات والأحداث التي أتعلم منها بشكل يومي في الغربة كثيرة ومتنوعة، وأكتسب من خلالها دروساً مفيدة، أبرزها السعي للاندماج مع الآخر مهما كان اختلافه، والاعتماد على النفس والإيمان بقدراتها، من خلال تحمّل المسؤولية بإرادة وعزم، إلى جانب تقدير قيمة الوقت وإدراك مدى أهمية استغلاله في تحقيق الواجبات والفروض المنوعة وكل ما هو مفيد».
يحرص العاصي، الذي يقطن مدينة شيفيلد البريطانية، على تخصيص أوقات للدراسة لتحقيق التميز الذي يطمح إليه، ويؤهله للدراسات العليا، التي ينوي متابعتها في جامعة «إم أي تي» في الولايات المتحدة في تخصص هندسة الطاقة النووية، لتتويج تخصصه الأكاديمي الأول.