الكعبي يحدّد مكامن المياه الجوفية بقطعتَي حديد
بقطعتي حديد فقط يتمكن المواطن خلفان سالم الكعبي من تحديد مكامن المياه الجوفية في باطن الأرض بدقة عالية تصل إلى 98%، ويقدم هذه الخدمة إلى المزارعين من دون مقابل، لأنه يجد في ذلك سعادة بالغة، خصوصاً حين يحدد للمزارع مكان المياه، والعمق المطلوب للوصول إليها، الأمر الذي يجنّبهم دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل حفر آبار عدة بحثاً عن مياه الري، إذ إن كلفة حفر البئر الجوفية الواحدة قد تزيد على 120 ألف درهم.
وأبدى الكعبي، الذي يزاول هذه المهنة منذ أكثر من 15 عاماً، استعداده لتعليم «المهنة النادرة» للراغبين في تعلّمها لحفظها من الاندثار. وأوضح الكعبي، وهو أحد سكان مدينة العين، لـ«الإمارات اليوم» أنه تعلّم أسرار هذه المهنة وطريقة مزاولتها على يد أحد أصدقائه قبل أكثر من 15 عاماً، ليضمن للمزارعين الحصول على كميات وفيرة من مياه الري، لافتاً إلى أنه تمكّن من العمل بدقة عالية في تحديد مواقع الطبقات الجوفية من الأرض التي تحوي المياه.
وشرح الكعبي، الذي يعد المواطن الوحيد في مدينة العين الذي يتقن أسرار هذه المهنة، أنه يستخدم قطعتَي حديد يُمسك بهما بكلتا يديه ثم يرفعهما إلى مستوى كتفيه، ويمشي بهما في المزرعة أو المكان المراد تحديد مكامن المياه الجوفية فيه، وعند تحرّك قطعتَي الحديد باتجاه محدد يتمكن من الاستدلال على مسار جريان المياه في الطبقات الجوفية من الأرض، وتالياً يحدد الموقع الذي يجب أن يحفر فيه البئر، والعمق التقريبي المطلوب للوصول إلى المياه.
وتابع «أحدد للمزارعين أماكن وجود المياه الجوفية على أعماق من 100 إلى 1000 قدم في باطن الأرض».
وقال إن خدماته لا تقتصر على مدينة العين، إنما يستعين به مزارعو المنطقة الوسطى في الشارقة، ومزارعون في سلطنة عمان.
وأشار الكعبي إلى أنه تعلّم هذه المهنة وزاولها ليجنّب المزارعين دفع مبالغ مالية كبيرة جرّاء حفر آبار جوفية لأعماق بعيدة في باطن الأرض، قد تصل إلى آلاف الأقدام، من دون الحصول على كميات كافية من المياه، بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية في السنوات الـ15 الأخيرة، الناتج عن ندرة مياه الأمطار، ونوّه بأن بعضهم يضطر إلى تكرار عملية الحفر في أكثر من مكان في المزرعة الواحدة لتعذّر الوصول إلى كميات المياه الجوفية المطلوبة في المرة الأولى.
وأضاف «يتكبد بعض المزارعين مبالغ مالية تزيد على 3000 درهم لأشخاص يستخدمون أجهزة حديثة لتحديد أماكن توافر المياه الجوفية في باطن الأرض، ونسبة الملوحة فيها، لكنها أجهزة غير دقيقة وأتحداها بالدقة».
وأبدى الكعبي استعداده لتعليم المهنة للراغبين في الاستفادة منها في ظل ارتفاع أسعار حفر الآبار الجوفية، وحفاظاً على هذه المهنة من الاندثار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news