إعلاميون يبحثون تطوير المنتج الإعلامي في «المنتدى العربي»
أعلنت اللجنة التنظيمية لـ«منتدى الإعلام العربي»، تفاصيل أجندة الحدث السنوي، الذي يُعدُّ الأهم من نوعه على الساحة الإعلامية العربية، ويحظى بحضور نخبة من أهم الرموز المحلية والعربية والعالمية، من صنّاع القرار والقيادات الإعلامية والخبراء والمتخصصين في مختلف فنون العمل الإعلامي، يجتمعون في دبي لمناقشة واقع الإعلام، وما يعتريه من تحديات، وبحث أفضل السبل لتطوير وتحسين المنتج الإعلامي العربي، شكلاً ومضموناً، بما يواكب التطور العالمي السريع في هذا المجال.
جلسات جديدة كشفت اللجنة التنظيمية عن تفاصيل الجلسات التي ستعقد ضمن فعاليات الدورة الحالية، ومن ضمنها جلسة تحت عنوان «الإعلام العربي.. سؤال المصداقية»، وتبحث في مستقبل المصداقية بعد أن اهتزت صورتها في الإعلام العربي، حيث تعتبر المصداقية هاجساً دائماً لوسائل الإعلام، باعتبارها المؤشر الرئيس إلى التزام قواعد وأخلاق المهنة. ولاسيما بعد رياح ما عرف باسم «الربيع العربي»، التي حملت مزيداً من الوعود بالتحسن، ولكن حدث العكس. ومن المتوقع أن تثير هذه الجلسة تساؤلات حول مدى اهتزاز صدقية بعض وسائل الإعلام، بسبب انحيازها المعلن لأحد أطراف الصراع على السلطة في دول «الربيع العربي»، ثم: هل بمقدور أي وسيلة إعلامية التزام قواعد المهنة وأخلاقياتها في دول تعيش مخاض تحولات ضخمة وصراعات مريرة على السلطة؟ ويدير هذه الجلسة الإعلامية فدى باسيل، من قناة بي بي سي العربية، ويشارك فيها كل من: أستاذة الصحافة في كلية الإعلام في جامعة القاهرة الدكتورة نجوى كامل، وعميد معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي، ومراسلة قناة العربية في واشنطن ناديا البلبيسي، والكاتب في صحيفة المدينة السعودية الدكتور سعود كاتب. ومع تفاقم التحريض في المشهد الإعلامي العربي على نحو غير مسبوق، وامتلاء الفضاء الإلكتروني برسائل التنابذ والشتم وتفريغ الأحقاد ونشر الشائعات وتزوير الوقائع، تتناول جلسة «تحريض إعلامي.. فتن بلا حدود»، التلوث الفضائي، وتسلط الضوء على الفرص المستقبلية لتطوير المشهد الإعلامي الراهن، من وجهة نظر القائمين عليه والخبراء المتابعين، إضافة إلى العواقب المستقبلية له على استقرار الدول وتماسك مجتمعاتها، وعلى قيم التسامح وقبول الآخر والتعايش معه. إلى جانب ذلك، خصص المنتدى جلسة لمناقشة «ثورة الهوامش»، حول تغير أجندات الإعلام. وتثير هذه الجلسة مجموعة من التساؤلات حول الخطاب الهامشي، الذي أصبح خطاباً رئيساً للمتلقي، وآثار هذا التطور في المشهد الإعلامي العربي مستقبلاً، والأسباب التي تدفع نحو الاتجاه إلى الخطاب الهامشي، على الرغم من التشكيك في صدقيته. يذكر أنه قد تم تخصيص المنتدى الذي ينطلق هذا العام تحت شعار «مستقبل الإعلام يبدأ اليوم»، للانتقال الى استشراف الملامح الأساسية لمستقبل العمل الإعلامي وظواهره الجديدة في المنطقة، وذلك بهدف تخطي الواقع والتركيز على أبرز المستجدات في عالم الإعلام، واستحقاقات التطوير خلال المرحلة المقبلة، في ضوء التطور السريع الحاصل في أروقة صناعة الإعلام عالمياً، ولاسيما مع ظهور أنماط جديدة من وسائل الاتصال التي ساهمت في تغيير المفاهيم والأسس الإعلامية التقليدية. |
وقالت رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية للمنتدى، منى غانم المرّي: «إن الدورة الـ13 للمنتدى تتطرق إلى موضوعات حيوية تمسّ صلب الواقع الإعلامي، وتهدف إلى الوقوف على أهم المؤثرات، التي تركت بصمات واضحة على المشهد الإعلامي في المنطقة، لاسيما خلال السنوات القليلة الماضية، وشهد خلالها الإعلام العربي تطورات لافتة، جراء المتغيرات التي صاحبت تلك الفترة، في حين سيكون أغلب التركيز في هذه الدورة على تخطي الواقع إلى آفاق المستقبل، في محاولة للتعرف إلى فرص التطوير التي يمكن أن تصبح من نصيب إعلامنا العربي».
وأضافت المرّي أن المنتدى حرص في دورته الحالية على تحقيق الاختلاف والتنوع في كل ما يتعلق بفعالياته، سواء من خلال الشكل أو المضمون، من خلال الاهتمام باختيار الدقيق للمواضيع المطروحة، والمتحدثين، مشيرة إلى أن النقاش سيعنى بإثارة تساؤلات تدور في رؤوس كثير من المعنيين بالإعلام، بهدف الوصول إلى توضيحات وإجابات عن أبرز القضايا الإعلامية الراهنة على الساحتين العربية والدولية.
وأعربت عن سعادتها بالحضور القوي، الذي يميز المنتدى عاماً تلو آخر، بمشاركة كوكبة من أبرز الأسماء من خبراء ومتخصصين، يسهمون بأفكارهم ورؤاهم وإنتاجهم الثري والمتميز في تشكيل ملامح الأفق الإعلامي في المنطقة، حيث يمنح هذا الحضور زخماً قوياً للمنتدى، ويؤكد قدرته على المشاركة بدور فاعل ومؤثر في تطوير المشهد الإعلامي، عبر نقاش مستنير وواعٍ، يخضع معطيات الواقع للبحث والتحليل، ويدعم قدرة القائمين على الإعلام على وضع تصورات واضحة لما يلزم تبنيه من خطط التطوير خلال المرحلة المقبلة، وعلى المستويات المهنية والتقنية كافة».
ومن أبرز الأسماء المشاركة في الدورة الجديدة، المقررة إقامتها خلال الفترة 20-21 مايو الجاري، في مدينة جميرا بدبي، تحت شعار «مستقبل الإعلام يبدأ اليوم»، رئيس مجلس الوزراء في مصر، المهندس إبراهيم محلب، الذي سيلقي الكلمة الرئيسة للمنتدى، ورئيس مجلس إدارة مجموعة MBC، الشيخ وليد إبراهيم آل إبراهيم، الذي أفرد له المنتدى جلسة خاصة، سيقدم من خلالها قراءة شاملة في واقع الإعلام العربي.
وأوضحت اللجنة أن المنتدى سيضم نحو 2000 من كبار الشخصيات وصنّاع القرار في الوسط الإعلامي، من أرجاء الوطن العربي ومناطق من العالم. ومن أبرز الأسماء المشاركة هذا العام الإعلامي حمدي قنديل، الذي سيقوم خلال المنتدى أيضاً وعلى هامش جلساته بتوقيع كتابه الأخير «عشت مرتين»، والإعلامي داود الشريان من قناة «إم بي سي»، علاوة على كوكبة من أبرز رموز العمل الإعلامي في المنطقة، وأهم الكتّاب والمحللين، مثل الكاتب جهاد الخازن، ورئيس تحرير صحيفة الحياة غسان شربل، والكاتب جورج سمعان، والكاتب في صحيفة الحياة سمير عطالله، والكاتب الدكتور خالد الدخيل، والكاتبة عائشة سلطان، من صحيفة الاتحاد الإماراتية، ورئيس تحرير صحيفة إيلاف الإلكترونية عثمان العمير، والكاتب في صحيفة سعودي جازيت الدكتور خالد المعينا، والكاتب والباحث الدكتور رشيد الخيون.
ومن المجتمع الصحافي أيضاً، يحظى المنتدى بمشاركة لفيف من أهم القامات والقيادات الصحافية في المنطقة، منهم رئيس اتحاد الصحافيين العرب أحمد البهبهاني، ورئيس جمعية الصحافيين الإماراتيين، محمد يوسف، والمدير العام لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، رئيس تحرير صحيفة البيان، ظاعن شاهين، والرئيس التنفيذي لصحيفة الخليج الإماراتية، رائد برقاوي، ونقيب الصحافيين المصريين، ضياء رشوان، ورئيس تحرير صحيفة «الأهرام»، محمد علام، ومديرة تحرير مجلة لها، هالة كوثراني.
وأكدت مديرة منتدى الإعلام العربي، ونادي دبي للصحافة، منى بوسمرة، حرص اللجنة التنظيمية للمنتدى على تقديم دورة جديدة، حيث القالب والمحتوى، وأيضاً المكان، تماشياً مع روح الشعار «مستقبل الإعلام يبدأ اليوم»، ويلاحظ زوار المنتدى التغيير الشامل في حلة المنتدى شكلاً ومضموناً.
وتابعت أن الدورة الحالية ستشهد إطلاق باقة متنوعة من الفعاليات المصاحبة، سيتم تضمينها في المنتدى لأول مرة، حيث ستكون إضافة مبهرة لحضور وضيوف المنتدى، مشيرة إلى أنه سيتم الكشف عن تفاصيل هذه الفعاليات تباعاً خلال الأيام المقبلة.
وأشارت بوسمرة إلى أن المنتدى سينفرد بتقديم محتوى جديد من الحوارات المعمقة، حول أبرز القضايا المستقبلية والمستجدات الإعلامية على الساحتين العربية والدولية، لنواكب أحدث الظواهر التي تؤثر في قطاع الصحافة والإعلام بمقوماته كافة، حيث سيتم في هذه الدورة تناول التطور التكنولوجي الحاصل في الإعلام، وأثره الواضح في بناء صورة جديدة للمشهد الإعلامي.