أسعار حجوزات عمرة رمضان تختلف حسب مستوى الإقامة والبعد والقرب من الحرم. أرشيفية

إلزام معتمرين بحجز 10 أيام مسبقاً لأداء العمرة

شكا مواطنون ومقيمون يعتزمون أداء فريضة العمرة، خلال شهر رمضان المقبل، إلزامهم بحجز 10 أيام كاملة للتمكن من الحصول على مقعد لهم في حملات العمرة، ما يزيد من إجمالي الكلفة المالية، في ظل ارتفاع أسعار فنادق مكة إلى نحو 5000 درهم لليلة الواحدة في الأيام العشرة الأخيرة، مشيرين إلى أن كثيراً من مكاتب الحج والعمرة في الدولة ترفض حجز أيام معدودة لأداء مناسك عمرة رمضان.

وأكد مسؤولون في مكاتب حجز وعمرة في الدولة أن وكلاء الفنادق في المملكة السعودية يرفضون حجز أيام متقطعة خلال الشهر الفضيل، ويشترطون على الشركات حجز 10 أيام كاملة، إذ يقسمون الشهر الفضيل إلى ثلاث مجموعات، هي الأيام العشرة الأولى والوسطى، والأخيرة، الأمر الذي تضطر معه الشركات المحلية إلى تسويق عمرة رمضان، وفقاً لهذا التقسيم.

وتفصيلاً، قال المواطن أحمد علي إنه يتطلع إلى أداء فريضة العمرة خلال الأيام الخمسة الأخيرة من شهر رمضان، لكنه لم يتمكن من إنهاء إجراءات الحجز، إذ يشترط مسؤولو الحملات حجز 10 أيام كاملة، الأمر الذي زاد الكلفة المالية عليه، خصوصاً أنه سيصطحب معه أسرته، مشيراً إلى أن كلفة الليلة الواحدة في فنادق مكة خلال العشر الأواخر من رمضان تتجاوز 5000 درهم.

توسعة الحرم ترفع أسعار الحجوزات

أفاد مسؤولون في مكاتب حج وعمرة في أبوظبي بأن أعمال التوسعة والتطوير، القائمة حالياً في منطقة الحرم المكي في السعودية، أدت إلى رفع كلفة رحلة العمرة بنسبة وصلت إلى 30٪، مشيرين إلى أن هدم بعض الفنادق والمباني السكنية حول الكعبة، أدى إلى نقص الطاقة الاستيعابية الفندقية، ما دفع الوكلاء السعوديين إلى رفع أسعار سكن المعتمرين.

وتعمل الجهات المعنية في السعودية على قدم وساق لتوسعة صحن الطواف في المسجد الحرام في مكة المكرمة، ورفع طاقته الاستيعابية من 48 ألف طائف في الساعة إلى 105 آلاف طائف، والانتهاء من مراحل المشروع الثلاث قبل نهاية حج 2015.

وبدأ العمل على مشروع توسعة المطاف في نوفمبر 2012، وأدى ذلك إلى خفض حجم الطاقة الاستيعابية للمطاف من 48 ألف طائف إلى 22 ألفاً في الساعة.

وقررت المملكة، في وقت سابق، خفض عدد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي، ودعت إلى عدم تكرار الحج والعمرة، في هذه الفترة، حفاظاً على أرواح وسلامة الحجاج والمعتمرين.

وأكد المواطن (أبوحميد) أن بعض مكاتب السفريات تطرح أسعاراً تراوح ما بين 30 و40 ألف درهم للعشر الأواخر من رمضان، ما يدفع كثيراً من المعتمرين إلى حجز عدد أيام قليلة للرحلة للأراضي المقدسة، بهدف تخفيض النفقات، أو أن يكون البديل حجز فنادق ذات مستويات خدمة أقل، وبعيدة عن الحرم المكي.

وقال إبراهيم محمد إنه لم يحالفه الحظ في السفر لأداء مناسك الحج العام الماضي، فقرر أن يؤدي العمرة بصحبة أسرته خلال شهر رمضان المقبل، لكنه فوجئ بأنه ملزم بحجز 10 أيام كاملة، للتمكن من السفر، مشيراً إلى أن إجمالي الكلفة الإجمالية للفرد ستكون نحو 20 ألف درهم.

من جانبهم، نفى مسؤولون بمكاتب حج وعمرة في الدولة، مسؤوليتهم عن تنظيم حجوزات عمرة رمضان بهذه الطريقة، وأكدوا أن وكلاء الفنادق المجاورة للحرم، اعتادوا تسويق أيام الشهر الفضيل، مقسمة على ثلاث مجموعات كاملة، وهي الأيام العشرة الأولى، والوسطى، والأخيرة، ومن ثم فإن مكاتب الحملات المحلية لا تتمكن من حجز عدد أيام تقلّ عن 10 أيام خلال الشهر الفضيل.

وقال مدير مكتب حج وعمرة في أبوظبي، جمال لطايفة، إن اشتراط حجز 10 أيام كاملة على المعتمر لأداء مناسك عمرة رمضان، لم تفرضه المكاتب العاملة في الدولة وإنما مسؤولو الفنادق السعودية، إذ يرفضون حجز أيام متقطعة، في ضوء الإقبال الشديد على أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان.

وأكد أن بعض مكاتب العمرة المحلية، في مسعى منها لتلبية رغبات المعتمرين بحجز عدد محدود من الأيام، ستقوم في وقت لاحق بتقسيم حجزها الفندقي في مكة بواقع خمسة أيام، بحيث تمكن زبائنها من أداء العمرة، مضيفاً أن الكلفة سترتفع كلما اقترب الحجز من الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

وبين أن أسعار حجوزات عمرة رمضان لم تختلف تقريباً عن الأعوام الماضية، إلا أنها تختلف حسب مستوى الإقامة، والبعد والقرب من الحرم، مشيراً إلى أن سعر الليلة الواحدة خلال الأيام العشرة الأواخر من رمضان، يصل إلى 4000 درهم في فنادق الخمس نجوم، بينما تصل إلى 1400 في فنادق أخرى.

من جانبه، قال مستشار حجوزات في مكتب حج وعمرة، أحمد عبدالفتاح، إن أسعار الفنادق والشقق المفروشة في مكة ترتفع في شهر رمضان، بسبب الإقبال الشديد من المعتمرين حول العالم، وتختلف أسعار الفنادق حسب موقعها من الحرم، وكذلك فئتها، مشيراً إلى أن الأسعار تصل إلى ذروتها في الأيام العشرة الأواخر، إذ تصل كلفة الإقامة في غرفة في فندق من فئة الخمس نجوم إلى 25 ألف درهم، وتراوح كلفتها بوجه عام بين 6000 و15 ألف درهم، حسب مستوى الفندق والمسافة التي تفصله عن الحرم.

وذكر أن مكاتب الحج والعمرة في الدولة ليست طرفاً في المشكلة التي تواجه بعض المعتمرين في حجز أيام تقل عن 10، لافتاً إلى أنها تضطر إلى الإذعان إلى سياسة الحجوزات التي تتبعها الفنادق المجاورة للحرم.

الأكثر مشاركة