إعلاميون: الإعلام العربي يعاني الاستقطاب وسيطرة رأس المال
أكد إعلاميون مشاركون في جلسة «المشهد الإعلامي العربي بعد الخريف»، أن الإعلام العربي يعاني الاستقطاب، وسيطرة رأس المال، والبعد عن الواقع، وفقدانه الصدقية، نتيجة حالة عدم الاستقرار التي نتجت عن الثورات العربية، وطالبوا بضرورة التأكيد على المهنية، والأخلاقية في العمل الإعلامي. وأشار رئيس معهد الدراسات العالمية الإعلامي، مأمون فندي، إلى وجود فجوة بين ما ينشر ويذاع في الفضائيات، وما يحدث على أرض الواقع في كثير من البلدان العربية، ونفى ما يتردد أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وراء الثورات العربية، مؤكداً أن الثورة حدثت على الأرض وليس الفضاء.
وقال إن «الإعلام العربي يعاني حالة تشوه في المحتوى»، عازياً ذلك إلى الفوضى التي تحياها المنطقة منذ سنوات، حيث باتت تعتمد وسائل الإعلام المختلفة على النميمة في نقل الأخبار.
إحصاءات استعرض مشاركون في الندوة نتائج بعض الإحصاءات والدراسات، التي أنجزت أخيراً، وكان أبرزها: • 88% من متابعي وسائل الإعلام يعتبرونها غير حيادية. • 12% فقط يثقون بمحتوى المادة الإعلامية. • 73% من العرب يتابعون الأخبار تلفزيونياً، و63% عبر الصحف. • 84% من المصريين يعتمدون على الفضائيات في متابعة الأخبار. |
وأضاف فندي أن فكرة التغطية للحدث الصحافي في الإعلام العربي تحولت إلى تغطية على الحدث، وليس كشفه، الأمر الذي يجعله يعيش حالة من التضليل والبعد عن الصدقية.
من جهتها، قالت الكاتبة الصحافية عائشة سلطان، إن «حال الإعلام العربي تعكس ما تعانيه بلاده من أزمات»، مشيرة إلى «معاناته مشكلات أساسية، على رأسها التمويل والإدارة وغياب المهنية، إضافة إلى الاستقطابات الكثيرة التي تشهدها الساحة الإعلامية في العالم العربي اليوم، التي أثارتها التوترات التي تحدث بالمنطقة». وأكدت سلطان أن «إعلام الرأي والرأي الآخر ظهر في وقت كان فيه المشاهد العربي متعطشاً لمساحة من الحرية في مناقشة القضايا والموضوعات، إلا أنه بعد ثورات الربيع العربي تبين أن لهذه الفضائيات أجندات خاصة تسعى إلى تحقيقها، وظهر جلياً الانحياز الإعلامي للقضايا العربية والبعد عن الموضوعية والحيادية في تناول القضايا والأخبار».
بدوره، قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت، الدكتور عبدالله الشايجي، إن «الإعلام العربي يجب أن يحاكم عن مضمونه ومهنيته، خلال السنوات الأخيرة»، موضحاً أنه «بعد أن كانت الصورة تعبر عن 1000 كلمة سابقاً أصبحت اليوم كاذبة، والمواقف متلونة، وأصبح الإعلام خادم من يموله»، واصفاً إياه بالقوى الناعمة ذات التأثير الكبير.
وقال إن «أبرز أسباب عدم استقرار المشهد الإعلامي في دول الربيع العربي، هو عدم إتمام ثوراته بعد، وسعي الحرس القديم للأنظمة السابقة إلى استرداد سيطرتهم، وقوتهم مرة أخرى»، ولفت إلى أن «حالة التأخر في حسم الأمور هذه تحول دون إصدار تشريعات تنظم وتحكم العمل الإعلامي، ومن ثم غياب الحيادية والموضوعية».
وأكد الصحافي والكاتب السياسي جورج سمعان أن «حالة الإعلام العربي تعتبر تعبيراً فجاً عن الانقسامات التي تشهدها البلدان والمجتمعات العربية»، مشيراً إلى أنه يعيش مرحلة ضبابية تغيب فيها الحقائق، وتكثر الخرافات.
وأضاف أن «غياب مفاهيم التعددية، والديمقراطية، وغياب الثقاقة الإعلامية، أسهما في تعميق حدة الخلاف والانقسامات في وسائل الإعلام والمجتمع، خصوصاً انتماء وسائل إعلامية لأحزاب وعشائر وممولين ذوي توجهات سياسية مختلفة».