خلال مشاركتهن في جلسة «المؤهلات: وجه جميل»
إعلاميات يرفضن تهمة «استعمال الشكل» للوصول إلى الشاشة
أثارت جلسة «المؤهلات: وجه جميل» نقاشاً حاداً بين المشاركين في الحوار على المنصة الرئيسة، وبينهم وبين الحضور، إذ ثار سؤال حول الجانب المسؤول، الذي يُلقى عليه اللوم لإتاحته الفرص أمام «الجميلات غير المؤهلات»، للعمل مذيعات، أو مقدمات برامج في قنوات التلفزيون، على حساب أخريات أوفر منهن خبرة ومهارة، وأكثر استحقاقاً، لكنهن أقل حظاً في الجمال.
واستهل الإعلامي اللبناني، نيشان هاروتيونيان، الذي أدار الجلسة، بمقدمة لم تخل من الإيحاءات والألفاظ المجازية، التي عرضت موضوع الحوار بمفردات ومعانٍ جريئة.
ووافقت المشاركات في الجلسة، وهن: الإعلامية مريم الكعبي، والإعلامية في قناة الحياة المصرية هبة الأباصري، والممثلة والإعلامية الكويتية أمل العوضي، والممثلة والإعلامية ميساء المغربي، وملكة جمال لبنان ندين نجيم، على أن «الجمال قيمة ثمينة، لكنها لا يمكن أن تكون مؤهلاً للنجاح، أو ضامناً للانتشار والاستمرار، وإن كانت جواز سفر للبعض للدخول إلى الحقل الإعلامي».
الجمال والتخصص عقب الإعلامي اللبناني، زافين قيومجيان، الذي كان حاضراً مع الجمهور، بمداخلة، قال فيها إن «العمل التلفزيوني لا يمكن أن يغض الطرف عن الشكل، لأنه مؤثر بصري، وإن الوجه يجب أن يكون مميزاً، ومؤثراً»، معتبراً أن «التخصصية والمعرفة والخبرة أساس في تحديد أهلية الإعلامي، ونجاحه». واستطرد: «ليس نقيصة إذا لم يتمكن مختص في تقديم البرامج السياسية، على سبيل المثال، من النجاح في تقديم برنامج فني، والعكس صحيح»، مشيراً إلى أن «ذلك لا ينفي وجود استثناءات أو أمثلة لإعلاميين خاضوا مجالات متنوعة في العمل الإعلامي، وأثبتوا جدارتهم فيها جميعها». |
واعتبرت المشاركات أن «المشكلة الأساسية ليست أن تكون الإعلامية جميلة، بل أن يُستخدم جمالها في التغطية على هشاشة مهاراتها، وقدراتها المهنية الضئيلة».
وجزمت الكعبي، على خلاف المحاورات، بأن هناك تسويقاً للمرأة كسلعة، وأن ثقافة الشعوب العربية توظف الجميلات، بسبب مقومات ومعايير تتعلق بالشكل، ولا تكترث بالمضمون، وبأن النساء غير الجميلات لا يجدن فرصتهن، وإن كن يمتلكن أهم المهارات والخبرات والدرجات العلمية، مقارنة بغيرهن من الجميلات، سواء الكفؤات منهن أم غير الكفؤات.
وذهبت الكعبي في رأيها لتؤكد أن هناك عقداً غير مكتوب بين المؤسسات الإعلامية والجميلات، يفتح لهن الباب إلى الشاشة مباشرة.
وقالت إن مشكلة تسليع المرأة جزء من مشكلة أكبر وأعمق، تتعلق بعطب أخلاقي وفكري أصيبت به المجتمعات العربية، مضيفة أنه لا وجود في الوطن العربي لوسيلة إعلامية واحدة تحمل رسالة وقضية فكرية أو إنسانية أو أخلاقية.
أما الأباصيري فاعتبرت أن موضوع الجلسة بحد ذاته ليس في محله، مؤكدة أن «توظيف المرأة في الإعلام على أساس الجمال ليس ظاهرة».
وطالبت مدير الجلسة بأن يذكر أمامها اسماً واحداً فقط لإعلامية تظهر على الشاشة لأنها جميلة، وليس لأنها تقدم مستوى جيداً من العمل، مع تباين المستويات، وأنواع البرامج المقدمة.
واعتبرت نجيم أنه ليس من حق أي أحد اتهام المرأة الجميلة باستعمال شكلها للوصول إلى الشاشة، ما دامت قد تمكنت بثقافتها ومستواها العلمي والفكري من أن تحترم عقل المتلقي، وأن تقدم له مادة إعلامية جديرة بالمتابعة.
وقالت العوضي إن معايير التقييم والمنافسة في الحقل الإعلامي يجب ألا تعتمد على الجمال، وأنه لا يخضع للقواعد التي تحتكم إليها لجان التحكيم في مسابقات الجمال، التي تنضوي تحت مضمار لا علاقة له بالعمل الإعلامي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news