مشاركون في جلسة سؤال الصدقية.

مشاركون في «سؤال الصدقية»: الإعلام العربي منحاز ومضلل ومشوّه

أكد المشاركون في جلسة «سؤال الصدقية»، التي عقدت ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي، انحدار وسائل الإعلام العربية الى مستوى غير مسبوق من الانحياز، والتشويه، والتضليل، بعد أن تحولت بشكل صارخ الى أداة في الصراعات السياسية، والمواجهات التي تشهدها المنطقة في نطاق ما عرف بـ«الربيع العربي».

واعتبر المحاورون أن «الإعلامي العربي انجر وراء القطيع، بدل أن يقوم بدوره التنويري والتثقيفي، فأصبح يكتب طمعاً في شعبية وشهرة، خارجاً عن أصول مهنته التي تحتم عليه نقل الحقيقة»، فيما جاءت بعض الآراء المشاركة في الجلسة لتجزم بأن «الجمهور غير قابل للتثقيف، لأنه يسعى للإشباع وليس لمعرفة الحقيقة، بدليل اعتماده الكامل على وسائل الإعلام مصدراً وحيداً لتكوين الرأي».

وخلصت الجلسة التي أدراتها الإعلامية في محطة «بي بي سي العربية» فدى باسيل، وشارك فيها كل من نجوى كامل، من قسم الصحافة في كلية الاعلام بجامعة القاهرة، وسعود الكاتب، من صحيفة المدينة السعودية، وناديا البلبيسي من قناة العربية، وباسم الطويسي، من معهد الاعلام الاردني، الى أن «صدقية وسائل الاعلام العربية مستحيلة ما دامت موجودة في مجتمعات ترزخ تحت أنظمة تفتقد الشروط الأساسية للنظام الديمقراطي، وإن كان بعضها يلجأ الى الصناديق الانتخابية لاختيار ممثلي البرلمان أو المنصب الرئاسي».

وأكدت البلبيسي، التي تعمل في الولايات المتحدة الأميركية، أنه «لا يمكن المقارنة بين العمل الاعلامي في مجتمعات تنعم بنظام ديمقراطي حقيقي، وبين مجتمعاتنا التي تفتقر للصدقية والوضوح، ليس في الاعلام فحسب، بل على كل المستويات، لأن الديمقراطية ثقافة وتربية وفكر وممارسة في البيت والمدرسة ووسائل المواصلات، وليست نظاماً انتخابياً يقترع بالتصويت».

وقالت البلبيسي ان «وسائل الإعلام في الولايات المتحدة تعلن عن توجهاتها السياسية والفكرية، حيث تصنف المحطات بين اليمين واليسار والوسط بشكل واضح».

وأكدت نجوى كامل أن «أحد الحلول الأساسية التي ستسهم في حماية الجمهور من الانسياق وراء حلقات الجهل والعنصرية التي تبثها وسائل اعلام منحازة، يتركز في التربية الإعلامية التي تبدأ منذ الطفولة».

وتحدثت كامل عن ظاهرة «المذيع الزعيم» و«الخطيب السياسي» الذي يتحدث الى جمهوره كأنه يلقنهم أفكاره وآراءه، معتبرة ان «الوسائل الاعلامية التي تمارس الاختراق والتحريض والتشويه يجب ألا يطلق عليها وسائل إعلام».

وأكدت أن استطلاعات الرأي التي أجريت حديثاً في عدد من الدول العربية أظهرت تراجع هذه القنوات بعدما انغمست في تضليل الرأي العام، بسبب انحيازها لطرف من أطراف الصراع على حساب الآخر.

وقالت إن الإعلامي لا يضيره أن ينتمي إلى فكر سياسي معين، حيث لا يمكن أن يكون أي إنسان حيادياً، لكن المهنية تحتم ألا يتدخل ذلك في طريقة نقله للمعلومات والحقائق.

واعتبرالطويسي أن محطات الأخبار العربية مرت بمرحلة ازدهار، في العقدين الأخيرين، وإن كان شكلياً، ولا تقاليد مهنية له. لكنها تعرضت لانتكاسة كبيرة خلال فترة الأزمات والحروب التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.

أما الكاتب، فأكد أن تدريب الصحافيين وإعدادهم وتطويرهم مهنياً، ضروري، لكنه لا يحل مشكلة انعدام الصدقية، لأن التحريض والتضليل الذي تعرض له الجمهور العربي مارسته مؤسسات إعلامية كبرى.

الأكثر مشاركة