المزروعي يسعى إلى الإسهام في الاقتصاد الأخضر

تجاوباً مع النهضة العمرانية التي تشهدها الدولة، والتي تحتاج إلى تطوير نظم بيئية متقدمة، قرر الطالب، عمران خالد المزروعي، دراسة الهندسة البيئية التي تتأسس على استعمال التطبيقات الهندسية والعلمية لخدمة البيئة وحمايتها، من أجل بيئة متوازنة سليمة تشكل منطلقاً رئيساً للتنمية.

يسعى المزروعي، المبتعث لـ«جامعة ولاية أوريغون» الأميركية، من بعثة صاحب السموّ رئيس الدولة للطلبة المتميزين لدراسة البكالوريوس، إلى الإسهام في الجهود البيئية الحثيثة التي تبذلها الدولة في هذا الصدد، «لاسيما ما يتعلق بالاقتصاد الأخضر الذي اتبعته بديلاً للاقتصاد التقليدي ونهجاً لتصحيح الخلل ما بين التنمية والبيئة، والمتمثل بوضوح في آثار سلبية أفرزتها مكاسب النمو الاقتصادي الهائل على البيئة»، وفقاً له.

ويرى المزروعي (20 عاماً) أن «توجيه الدراسة الأكاديمية نحو الاقتصاد الأخضر يعكس وعي الإمارات بتحديات البيئة، وضرورة التكيّف معها، والاستجابة السريعة لمشكلاتها، ودراستي في هذا المجال توفر عقولاً إماراتية قادرة على إدارة المستقبل بقوة وفاعلية».

يؤمن المزروعي، الطالب في السنة الثالثة، بأن «الاقتصاد الأخضر» أصبح كما أكد صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أخيراً، في كلمته بمناسبة يوم البيئة الوطني الـ17 «نموذجاً جديداً من نماذج التنمية الاقتصادية، الذي تطمح إليه الدول والشعوب، لكونه ينشأ مع تحسين الوجود الإنساني والعدالة الاجتماعية واستخدام الموارد بكفاءة»، ولذلك يشعر المزروعي بفخرٍ كبير كونه اختار تخصصاً يتمحور حول هذا الاقتصاد الثري الذي ستجني الدولة ثماره المفيدة في المستقبل القريب.

يحمل عمران عزماً وحماسةً كبيرين للدراسة والتميز، ويقول إن «والده الدكتور خالد المزروعي، الذي يتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لبناء السفن، شجعه على دراسته الأكاديمية، مثل أخويه اللذين خاضا تجربة الدراسة معه في الخارج وفي الجامعة ذاتها، الأمر الذي ساعده على تجاوز الصعوبات، والاستفادة من تجربة الغربة التي لا يقدر أهميتها ولا يدرك فوائدها إلا من خاضها وعاش تفاصيلها المنوعة والمعقدة»، ويضيف أنه «جنى من الغربة الكثير، ومنه الاعتماد على الذات بالابتعاد عن الاتكالية، والإحساس بالمسؤولية، واتخاذ القرارات، والحرص على التواصل والتفاعل مع الآخرين، والعمل على تقبّلهم باختلافاتهم الدينية والفكرية».

يرى المزروعي، الذي يقطن ولاية أوريغون الأميركية، أن الحرص على الاندماج والتعايش مع أفراد المجتمع، ضرورة أساسية لابد منها في الغربة، تفادياً لوحدتها المؤلمة ووحشتها القاسية، وعليه عمل على الانخراط في المجتمع الأميركي بالتأقلم مع أفراده وتمضية أوقات الفراغ معهم في ما هو مفيد «كمشاركتهم في تنظيم حفل خيري لدعم المتضررين بالإعصار الذي عرف باسم (إعصار هايتي) في عام 2011».

يؤمن المزروعي أن المغترب لابد أن يكون خير سفير لبلده، يعكس ثقافته وقيمه وعاداته وتقاليده، الأمر الذي جعله يستعد لـ«إنشاء نادٍ إماراتي ثقافي واجتماعي في الجامعة، ينهض بمهمة تجسيد ثقافة الدولة ونشر مفرداتها الحضارية الأصيلة».

يشارك المزروعي في الاحتفالات والفعاليات الخاصة بالدولة التي تنظمها السفارة، خصوصاً احتفال اليوم الوطني، وهو يتطلع إلى تخرّجه العام المقبل بشهادة البكالوريوس في الهندسة البيئية.

الأكثر مشاركة