المرشد الأسري

تشكو القارئة (ق.ع)، فتقول: ما إن تم عقد قراني حتى بدأت الخلافات المتتالية، المتعلقة بحفل الزواج، وتحديد تكاليفه وميزانيته، فما الحل؟

يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري على القارئة: «لا يمكن أن يمر حفل الزواج بلا خلافات أو سوء تفاهم، وأكثر الخلافات سببها الذوقيات والرغبات من قبل أهل الزوج أو الزوجة، فمعرفة الواجبات والحقوق بين الطرفين هي السبيل إلى الحل، والتفاهم المسبق بين جميع الأطراف بداية التيسير، والتقارب والتآلف في الآراء والأفكار قطرات من عسل، وأجمل ما يزين حفلات الزواج هو ما تم الاتفاق عليه بكل وضوح وتضحية وشفافية.

ويُعدّ التكاتف زيادة في الخير والبركة، فالقليل بالتعاون يبدو كثيراً، والمكان البسيط بالحب يبدو واسعاً، وأكثر النساء بركة أقلهن مهراً، وكلما كان الزواج ميسراً فاض الخير، ودام الود، وزاد الرزق، وكثر المال، وأصلح الله الولد، ولا نغفل عما في العرف والعادات من ضوابط تسهم في تيسير الزواج، وفوق أهوائنا وشهواتنا الوقوف على ما يوافق الشرع، بعيداً عن البذخ المذموم، والهدر المحرم، والإسراف الممقوت، والتبذير المكروه، والتفاخر الزائف، فالدخول في الحياة الزوجية بالديون أو القروض إرهاق لميزانية الأسرة، فزوجٌ على سبيل المثال بقي بعد خمس سنوات من زواجه يدفع أقساط القروض، ومطالباً الديون، وهذا بحد ذاته يؤثر سلباً في الاستقرار الأسري، فالفوائد البنكية في تراكم وتزايد.

والمثل اللبناني يقول: «عندما يدخل الفقر من الباب يخرج الحب من الشباك»، لذا فالتخطيط الناجح قبل الزواج هو سلم نحو التوافق والتناغم، والشفافية والوضوح أفضل ألف مرة من الغموض والخداع، والحزم في تحديد موعد الزفاف وميزانية الحفلة يَحُدّ من الخلافات والنزاعات، وكلما كانت الحفلة في حدود الإمكانات كانت الحياة هادئة مستقرة، فالزواج سكن دافئ، والحفلة جسر عابر، والاستقرار الدائم خير من فرحة عابرة، فالتيسير أفضل من التعسير، والتبسيط أفضل من التعقيد، ومن حق كل فتاة أن تكون حفلة زفافها مميزة، لكن ليس على سبيل المظاهر الخداعة، والديون المرهقة، والكماليات المفرطة.

الأكثر مشاركة