«خديجة» تدرس الطب للعناية بذوي الإعاقة
لم يقتصر تعلق واهتمام المواطنة خديجة محمد الجاسم (20 عاماً) بفئة ذوي الإعاقة على مشاركتها الدائمة في الأعمال التطوعية الخاصة بهم، بل خططت لمسارها الأكاديمي في تخصص الطب والجراحة العامة «لتسخيره لاحقاً في خدمتهم والاعتناء بهم، والتأكيد في الوقت نفسه على حقهم في الاندماج والتفاعل مع أفراد المجتمع أسوةً بأقرانهم من الأسوياء»، وفقاً لها.
نشأت عناية «خديجة» بذوي الإعاقة منذ طفولتها، من خلال رعايتها مبكراً لشقيقتها الصغرى «فاطمة» المصابة بشلل دماغي، التي ارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً جعلها تدرك مدى أهمية الاعتناء بهذه الفئة، وأثره في عطائها لاحقاً، خصوصاً عندما تفوقت في دراستها.
التحقت «خديجة» بالكلية الملكية للجراحين في إيرلندا من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وواصلت فيها أعمالها التطوعية الخاصة بخدمة ذوي الإعاقة، من بينها ساعات تطوعية تخدم فيها ذوي الإعاقة كبار السن، وشملت برامج خدمية وترفيهية، منها إعداد وجبات طعام، والغناء، وممارسة ألعاب منوعة، مثل كرة اليد والرسم والجري.
تقول «خديجة» إنها «درست الطب من أجل أن تكون أكثر قرباً من ذوي الإعاقة، وتخفف عنهم الآثار النفسية لإعاقاتهم التي عرفتها في طفولتها، عندما كانت تعتني بشقيقتها المصابة بالشلل الدماغي، ما أدى إلى تفوقها أكاديمياً».
وجدت الجاسم، طالبة السنة الأولى في تخصص الطب، غربتها، التي تقضي عامها الثالث فيها، مليئة بالتحدي والمتعة «ففي كل يوم تواجه تحدياً مختلفاً، خلق منها شخصية قوية ترفض الفشل وتصر على تحدي العقبات مهما كانت، ما أسهم مع مرور الوقت في نجاحها في التأقلم مع المجتمع الإيرلندي».
نجحت «خديجة» في الغربة في اكتساب مهارات التواصل والتفاعل للتأقلم والاندماج، وذلك من خلال الاحتكاك المباشر مع طلاب من مختلف الجنسيات في السنة التحضيرية، فضلاً عن تكوين صداقات أسهمت في التخفيف من وحشة الغربة، وشكلت دعماً قوياً لها.
تواظب «خديجة» على المشاركة في الفعاليات الترفيهية التي تنظم في الكلية الملكية للجراحين، كما هي الحال بالنسبة للفعاليات التطوعية، منها فن الطبخ، فقد طهت لزملائها «المجبوس» الإماراتي.
وإلى جانب فعاليات الكلية المنوعة، تشارك خديجة في الفعاليات التي تنظمها سفارة الدولة في العاصمة دبلن، منها فعالية اليوم الوطني، وتلك المتعلقة بالمناسبات الدينية كشهر رمضان الكريم وعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك.
ومن أبرز الفعاليات التي شاركت فيها الجاسم هذا العام، وتصفها بالأقرب إلى قلبها «اللقاء المثمر الذي نظمته السفارة مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، الذي وصف الطلبة المبتعثين بالسفراء، وحثهم على إظهار الصورة المشرفة للدولة».
وتستثمر الجاسم أوقات فراغها الدراسية في ممارسة هواياتها، التي تتوزع بين قراءة الكتب باللغة العربية التي تفتقد ممارستها في الغربة، وكتابة الخواطر، وتربية الحيوانات الأليفة والعناية بها.