جنوب إفريقيا تتجه نحو «أزمة مياه» ذروتها في 2020
تؤكد المؤشرات أن جنوب إفريقيا تسير نحو أزمة نقص في المياه، من المتوقع أن تصل إلى ذروتها بحلول 2020، فيما تعكف حكومتها على وضع الخطط اللازمة لمواجهتها، حسب مجلس اتحاد الحكومات المحلية والإقليمية في جنوب إفريقيا (سلغا).
وقالت مسؤولة في الاتحاد تدعى بينكي مولوي: «نحن مقبلون على بناء سدود جديدة، لمواجهة النقص المحتمل في المياه، خصوصاً أننا ندرك جيداً أننا سنصل إلى تلك النقطة في وقت ما».
وأضافت مولوي، في شرحها للتقرير السنوي للاتحاد حول المياه وكيفية توزيعها: «من الضروري توعية الناس بنقص المياه من خلال المناقشات والندوات»، مشيرة إلى أنه «رغم التكنولوجيا المتقدمة في العالم، فإن المياه الملوثة مازالت تسبب الوفيات في صفوف البشر».
وتابعت: «الأمن المائي مازال يشكل واحداً من أبرز التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه المجتمعات والشعوب كلها في كوكبنا»، لافتة إلى مبادرة «إم بي آي»، للتعاون بين البلديات والسلطات المحلية لتأمين القدر اللازم من المياه وتوزيعه وتوصيله إلى مستحقيه في جنوب إفريقيا.
إلى ذلك، قال مدير مشروع الحفاظ على المياه ومجموعة التركيز الإداري في دائرة يونيسا للجغرافيا، أنجا دو بليسيس «بسبب النمو السكاني والتوسع الاقتصادي، فإن الموارد المائية في جنوب إفريقيا تتعرض لضغط هائل من الاستهلاك، ما يزيد من تناقصها بما في ذلك الأنهار ومياه السدود والموارد المائية الموجودة في باطن الأرض، ومع الزيادة المتوقعة في الطلب على المياه تتزايد التنبؤات بأن جنوب إفريقيا ستعاني نقصاً كبيراً في المياه بحلول 2020».
وتوقع أن «الاحتياجات المائية للتنمية الصناعية والحضرية، إما أن تكون غير كافية أومعدومة، وليس لها وجود أساساً».
وأوضح دو بليسيس، أن جنوب إفريقيا تعاني نقصاً في المياه في الأقاليم الشمالية الغربية، خصوصاً أقاليم مبومالانغا، كما تعاني خدمات المياه من الانقطاع في أقاليم كمبرلي، وكروغرزدورب، وروستنبيرغ، وبوتشيفستروم، فيما تتزايد التوقعات بجفاف إقليم بلومفونتين بحلول سبتمبر المقبل، بعد أن كان مصدراً للمياه».
ويعد تحمض المياه والترسيب والملوحة والتلوث الميكروبي، من التحديات الرئيسة لنوعية المياه وجودتها في جنوب إفريقيا، حسب دو بليسيس.
وأكد دو بليسيس، الذي نال شهادة الدكتوراه حول نوعية المياه ووفرتها من ثقافة المجتمع، أن «مستقبل البيئة والمصادر المائية سيبقى بيد الناس، ما يقتضي تطبيق سياسات واستراتيجيات أفضل، وتعديل الأهداف الاقتصادية والتنموية بما يساعدنا على تفادي التناقص المتسارع في الموارد المائية في المستقبل القريب على الأقل».
ويبقى توفير المياه الصالحة للشرب مشكلة بالنسبة لعشرات الملايين من البشر في القارة السمراء، لكن بادرة أمل أطلقتها دراسة جديدة توصل خلالها باحثون من سلطة المسح الجيولوجي البريطاني وكلية لندن الجامعية، إلى رسم خريطة بكميات المياه الموجودة تحت سطح الأرض عبر القارة السمراء، حيث قدروا تلك الكمية بـ0,66 مليون كيلومتر مكعب، ما يعني أن القارة لديها من الماء في باطن الأرض ما يزيد 100 مرة على ما هو موجود على سطحها، وتعني هذه الكمية الكبيرة من المياه توفير الراحة لنحو 300 مليون إفريقي لا يمكنهم الوصول إلى مياه الشرب.
وقال الناطق باسم برنامج الأمم المتحدة لبرنامج البيئة في العاصمة الكينية نيروبي، إن «اكتشاف كميات احتياطية من المياه في باطن الأرض، قد يكون خبراً ساراً وطيباً بالنسبة للقارة الإفريقية بشكل عام، لكن لاحقاً مدى صعوبة الوصول إلى هذه الكميات».