الخوري: «التربية» ترفض توسعنا في مدارس جديدة لأسباب لا نعرفها
«خليفة للأعمال الإنسانية»: «مشــروع المقاصف» يوفر للطلبة وجبة غذائية بـ 5 دراهـــم
أفاد المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، محمد حاجي الخوري، بأن أكثر من 30 ألف طالب وطالبة، في 40 مدرسة حكومية، في إمارات دبي ورأس الخيمة وعجمان وأم القيوين والفجيرة، استفادوا من مشروع الوجبات الصحية المدعمة الذي نفذته المؤسسة خلال العام الدراسي الجاري، بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
وقال الخوري إن المشروع مكّن آلاف الطلبة والطالبات من شراء وجبة غذائية متكاملة من المقصف المدرسي بسعر لا يتجاوز خمسة دراهم بدلاً من دفع ما يزيد على 15 درهماً، مع مراعاة تنوع الوجبات الصحية المقدمة، وترك الحرية للطالب لاختيار ما يراه مناسباً من المعروض، مشيراً إلى أن المؤسسة استطاعت أن تدعم مقاصف هذه المدارس بمنتجات غذائية متنوعة بأسعار مخفضة لا تزيد قيمة المنتج الواحد على الدرهم.
ولفت الخوري إلى أنه كان يفترض أن تمثل الـ40 مدرسة، مرحلة أولى للمبادرة لتشمل كل مدارس الإمارات الشمالية، لكن وزارة التربية والتعليم ترفض فكرة التوسع في تنفيذ مشروع الوجبات الصحية للطلبة وتغطية المقاصف المدرسية الأخرى.
لمشاهدة مخطط أسعار المواد الغذائية وتوزيع المدارس، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
وفي حين تعذر الحصول على رد من وزارة التربية والتعليم عن سبب ممانعتها لتوسيع مظلة المشروع على مدارس أخرى، أكد الخوري استعداد مؤسسة خليفة بن زايد لدعم الوجبات الغذائية الصحية للطلبة بأسعار مخفضة، في كل مدارس الإمارات الشمالية التي تصل إلى نحو 200 مدرسة حكومية، بما يخدم أكبر شريحة ممكنة من الطلبة.
وشرح الخوري أن هذا المشروع الإنساني يأتي تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والتزاماً من المؤسسة بمساعدة الطلاب على تذليل بعض العوائق المادية، التي تحول أحياناً دون تمكن البعض من متابعة التحصيل العلمي في بيئة مريحة نفسياً لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة، التي تتزايد صعوبتها عاماً بعد عام.
الأسر المواطنة
وأوضح أنه تم دعم المقاصف المدرسية بالسلع الأساسية بأسعار تقل أكثر من 50% عن سعرها الأصلي، وذلك بالتعاون مع مزارع العين وجمعية الإمارات التعاونية لتوريد العصائر والألبان والحليب، وساندويتشات الزعتر والجبن.
وذكر أن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، حرصت من خلال مشروع الوجبات المدرسية على أن تدعم الأسر المواطنة، فتم التعاقد مع 80 أسرة مواطنة لتنفيذ هذه المبادرة، حيث تتولى تزويد المقاصف بالوجبات الصحية والإشراف على بيع الوجبات وتوزيعها على الطلبة، وفقاً للمواصفات والاشتراطات الصحية المقررة.
ويتم اختيار الأسر المواطنة بعد استخراج شهادة اللياقة الصحية والخلو من الأمراض من وزارة الصحة، على أن تضم كل مدرسة اثنتين من الأسر المواطنة، والعدد قابل للزيادة حسب الحاجة.
وقال الخوري إن هذا المشروع يأتي استكمالاً لمشروع دعم الطلبة ورعاية الأسر المواطنة للارتقاء بها اقتصادياً واجتماعياً، مشيراً إلى أن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تتبنى منذ سنوات عدة مشروع تقديم المساعدات للطلبة المحتاجين، إذ يستفيد منه أكثر من 30 ألف طالب وطالبة في 600 مدرسة حكومية بكل إمارات ومدن الدولة، ويحصلون على كل المستلزمات الدراسية من القرطاسية والملابس والأحذية، فضلاً عن تقديم مصروف يومي للطالب، عبارة عن خمسة دراهم عن كل يوم دراسي.
وأضاف أن المؤسسة حرصت، خلال تقديم المساعدات للطلبة المحتاجين، على صورتهم أمام زملائهم، والحفاظ على كرامتهم، بأن يتم توزيع تلك المساعدات في سرية تامة، وكذا عند توزيع «كوبونات» شراء المستلزمات الدراسية من قبل الأسر المواطنة.
ولفت إلى أن المؤسسة اكتشفت أن مبلغ خمسة دراهم لا يكفي الطالب لشراء وجبة غذائية من المقصف المدرسي، فارتأت أن تعمل على تزويد المقاصف المدرسية بمنتجات غذائية بأسعار مدعمة لجميع الطلبة، بحيث يتمكن الطالب بمبلغ خمسة دراهم من أن يشتري وجبة غذائية متكاملة من المقصف المدرسي، وهو ما تم من خلال المرحلة الأولى خلال العام الدراسي الجاري.
وأشار إلى أن المؤسسة حرصت على توفير فرص عمل للمواطنين من خلال هذه المبادرة، حيث تم الاتفاق على تشغيل نحو 50 من المواطنين في كل المقاصف المدرسية التي تخضع للمبادرة، مقابل مكافأة مالية شهرية.
مبادرات اجتماعية
ولفت الخوري إلى أن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تسعى إلى إطلاق مبادرات اجتماعية تتناسب مع رؤيتها ورسالتها الإنسانية داخل الدولة وخارجها، وتابع «من هنا وانطلاقاً من مساعيها الرامية إلى ضمان توفير الجو النفسي المريح وتلبية متطلبات المرحلة العمرية لأبنائنا الطلبة، التي تتميز بالنشاطين البدني والذهني لمتابعة تحصيلهم العلمي، سعت المؤسسة إلى تعزيز الشراكات المجتمعية بإطلاق مبادرات اجتماعية هادفة، ومنها مبادرة دعم المقاصف المدرسية، بتوفير وجبة غذائية صحية للطلبة، بالإضافة إلى مبادرة دعم الأسر المواطنة، بإيجاد فرص عمل للمواطنين والمواطنات في القطاعين الحكومي والخاص، توافقاً مع استراتيجية حكومتنا الرشيدة عن طريق إدارة المقاصف المدرسية بأيدٍ إماراتية لتكون المؤسسة الرائدة في هذه التجربة».
بائعات مواطنات
قالت منسقة مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، مسؤولة المقاصف في المؤسسة، رقية جاني، لـ«الإمارات اليوم»، إن عمليات البيع في المقاصف المدرسية يقوم عليها بائعات مواطنات، بحيث يوجد في كل مقصف بائعتان على الأقل، وفي بعض المقاصف هناك ثلاث بائعات.
وأوضحت أن الوجبة التي تقدمها المؤسسة من خلال مقاصفها وجبة صحية وغذائية مفيدة، تخضع لكل اشتراطات وزارتي التربية والتعليم والصحة، وبأسعار رمزية جداً، وتتنوع الوجبة لتشمل عصائر طازجة وحليباً ولبناً وساندويتشاً وفاكهة، وماء، بحيث لا تتجاوز قيمة كل مادة درهماً واحداً، وبعض المواد كالماء والعصير والحليب واللبن نصف درهم، وللطالب أو الطالبة أن يشتري ما يريد من هذه العناصر، من دون شراء الوجبة كاملة، حسب حاجته وظرفه، فمن يريد ماء أو عصيراً أو حليباً أو ساندويتشاً فقط له ذلك، ومن يريد كل تلك الحاجات له ذلك، وأكدت أن «الوجبة والمواد الغذائية التي نقدمها تخضع لمعايير واشتراطات وفحوص الوزارة»، مشيرة إلى أن «لدينا تشكيلة متنوعة جداً، تتضمن زجاجة مياه صغيرة بنصف درهم، وعلبة عصير من مختلف الأنواع بنصف درهم، وكذلك الحليب واللبن، بينما الساندويتشات بأنواعها من الجبن واللبنة والزعتر والسبانخ والفلافل بدرهم، وكذلك الفواكه، وهي أسعار معقولة ومقبولة جداً، ولاقت ترحيباً كبيراً من الطلبة ومن الأهالي الذين كنا نلتقي بهم، ومن الإدارات المدرسية أيضاً».
وأشارت إلى أن البائعات المواطنات خضعن لكل الفحوص الصحية اللازمة، وكل اشتراطات ومعايير وزارة الصحة ووزارة التربية، حيث يجب أن تكون البائعة لائقة للعمل في المقصف، بدءاً من النظافة وبقية التفاصيل الأخرى، بما فيها حسن التصرف والتعامل مع الطلبة والإدارات المدرسية.
وتابعت: «لدينا فريق عمل يشرف ويتابع البائعات والمواد الغذائية، حيث يقوم بزيارات ميدانية مفاجئة للتأكد من سير العمل على أكمل وجه وفق المعايير السليمة»، وقالت «نسعى إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المدارس الحكومية».
ترحيب الأهالي
من جانبها، قالت فاطمة محمد سعيد، عضو فريق العمل «إن مهامنا كفريق متنوعة، حيث نقوم بالمرور على المدارس وفق جدول محدد، ونشرف على كل المقاصف التابعة للمؤسسة، ونستمع لكل الملاحظات من الإدارات المدرسية ومن الطلبة ومن الأهالي، ونعمل على الأخذ بها كلما وجدنا أنها تسهم في رقي عملنا وأدائنا».
وقالت بدرية أحمد، وهي عضو فريق العمل: «نهدف إلى توفير وجبات غذائية صحية بأسعار معقولة ومقبولة من الجميع، ونحرص تماماً على أن نلعب دوراً مهماً في مكافحة السمنة من خلال تلك الوجبات الصحية المفيدة، حيث نسهم من خلال تلك الوجبات الصحية في تحسين مستوى التغذية الذي يسهم في تحسين مستوى التفكير لدى الطلبة».
وأكدت إحدى مديرات المدارس التي يوجد في مدرستها مقصف للمؤسسة، أن «المشروع مهم جداً وناجح 100%، وجاء بمردود إيجابي على الطلبة والأهالي، حيث رحب أولياء الأمور به، لأنه يقدم لأبنائهم وجبة غذائية صحية كاملة وبأسعار معقولة جداً».
بدورها، قالت إحدى البائعات في أحد المقاصف التابعة للمؤسسة، المواطنة حصة خلف علي الحمادي «هناك إقبال كبير من الطالبات على منتجات مقصف المؤسسة، وفي أغلبية الأيام تنفد المواد من الفسحة الأولى، الأمر الذي يضطرنا إلى التواصل مع إداراتنا من أجل تزويدنا بالمواد الغذائية من أجل الفسحة الثانية»، مشيرة إلى أن المواد صحية ورخيصة الثمن.
وتابعت: «نحن بدورنا استفدنا من هذا المشروع، فقد وفر لنا فرصة عمل نحتاج إليها ونتمسك بها، ولا نريد أن نخسرها تحت أي ظرف، كما وفر لنا فرصة للتواصل مع الآخرين، وأسهم في تنظيم أوقاتنا، ونعتبره أيضاً عملاً إنسانياً وإسهاماً في خدمة الوطن».
جدير بالذكر أن قائمة الوجبات المقترحة لتقديمها للمدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2013 – 2014 تنوعت بين الحلقة الأولى بقيمة ثلاثة دراهم تتضمن مثلاً مناقيش زعتر وزجاجة مياه (نصف لتر) وعلبة عصير (180 غراماً)، أو كرواسون جبن وماء وعصيراً، وغير ذلك، وهناك وجبة أكبر قليلاً بقيمة خمسة دراهم تتضمن مثلاً فطائر لبنة وفاكهة وماء وعصيراً، وهناك وجبة أخرى بقيمة سبعة دراهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news