تعرّض لحادث مروري قبل 17 عاماً

فَقْد البصر يدفع الأخضر إلى تعليم المكفوفين لغة «برايل»

تحدّى المُعلّم الكفيف أحمد شكري الأخضر (39 عاماً ـ فلسطيني)، مشكلة فقده حاسة البصر بالإصرار على دمج الطلبة المكفوفين في المجتمع، رغبة منه في مساعدتهم على تفادي الظروف الاجتماعية التي مرّ بها، بعد تعرّضه لحادث مروري أدى إلى فقدانه البصر قبل 17 عاماً.

والأخضر هو أول مدرس كفيف في مجال التربية الخاصة في منطقة رأس الخيمة التعليمية، إذ يعمل على تدريب وتأهيل الطلبة المكفوفين في المدارس الحكومية على استخدام الكتابة بنظام «برايل»، والأجهزة الإلكترونية القارئة، لمساعدتهم على استكمال دراستهم، والاندماج في المجتمع. وتعرّض الأخضر لحادث دهس أثناء دراسته في جامعة الشارقة سنة 1994 تخصص التربية الخاصة، ما أدى إلى فقدانه بصره بشكل كامل، لكن ذلك جعله أكثر إصراراً على مواصلة دراسته في تخصص التربية الخاصة، لأن حالته الصحية باتت جزءاً من دراسته.

وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه «بعد تخرجه في الجامعة تعلم الكتابة على آلة (برايل) في معهد للمكفوفين في مدينة القدس، ثم عاد إلى الإمارات، وعمل في مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين فترة خمس سنوات متواصلة».

وتابع: «بعد صدور قرار دمج الطلبة المعاقين في المدارس الحكومية، عُيّنت معلم تربية خاصة في منطقة رأس الخيمة التعليمية، كأول معلم تربية خاصة كفيف في الإمارة».

وأضاف أنه «حاول أن يولّد لدى الطلبة المكفوفين القدرة على الاندماج في المجتمع، وبين أقرانهم من الطلبة الأصحاء في المدرسة، من خلال التعامل مع الأجهزة الإلكترونية من دون مواجهة أي معوقات، وحثهم على تعلّم الكتابة على آلة (برايل) لمتابعة المناهج الدراسية بشكل منتظم كبقية طلبة الفصول الدراسية».

وأشار إلى وجود أربعة طلاب مواطنين مكفوفين يدرسون في أربع مدارس مختلفة في الإمارة، يتنقل يومياً بينها لتدريبهم على استخدام آلة (برايل) عن طريق حاسة اللمس.

وأوضح الأخضر أن «التدريب على آلة (برايل) يستمر ست سنوات تقريباً»، وقال إنه «ليس سهلاً على الطالب تعلّم الكتابة والقراءة عن طريق اللمس بسهولة، إذ يحتاج إلى فترات طويلة حتى يصبح الطالب متمكناً من قراءة ورقة (برايل) بشكل صحيح، ويستطيع الكتابة من دون أخطاء».

وأوضح: «يتعلم المكفوفون طريقة استخدام البرامج الإلكترونية الذكية، والبرامج الناطقة، وقارئ الشاشة الذي يقرأ للطالب كل ما يظهر على الشاشة إلكترونياً»، وأضاف أن «تعلّم الطلبة المكفوفين على الأجهزة الإلكترونية عن طريق اللمس، ساعدهم على الانخراط في المجتمع، والتفاعل مع القضايا الاجتماعية».

تويتر