%68 من الأحداث الجانحين يعيشون في أسر مستقرة
كشف المجلس الرمضاني لجائزة خليفة التربوية أن معدل المواليد ذوي الإعاقة، ارتفع من مولود من كل 10 آلاف حالة ولادة في السبعينات إلى مولود من كل 50 ولادة في الوقت الجاري، فيما أشار المجلس الذي جاء تحت عنوان «التعليم وخدمة المجتمع» إلى أن 68% من الأحداث الجانحين يعودون إلى أسر مستقرة وسبب جنوحهم هو غياب الإدارة والإشراف الأبوي.
فلسفة رعاية الأحداث تطرق مدير مركز رعاية الأحداث بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، العقيد الدكتور عبدالله بوهندي، إلى فلسفة رعاية الأحداث التي تنفذها وزارة الداخلية وتركيزها على رعاية وتأهيل الأحداث الجانحين وإصلاحهم وتقويم سلوكهم، مؤكداً أن هذه الفلسفة تستند إلى ضرورة دعم الحدث وتهيئة بيئة تعزز من قدرته على نبذ السلوكيات السلبية وترسخ قيماً إيجابية في شخصيته. وأوضح أن مركز رعاية الأحداث بالمفرق يهدف إلى غرس القيم الوطنية والمبادئ الدينية والقيم والعادات والتقاليد الأصيلة في نفوس الأحداث بما يمكنهم من الاندماج في المجتمع، مع التركز على الرعاية اللاحقة للحدث بعد مغادرته المركز. مبادرات شارك في المجلس الرمضاني لجائزة «خليفة التربوية» كل من المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية مجلس أبوظبي للتعليم، محمد سالم الظاهري، والأمين العام لجائزة خليفة التربوية، أمل عبدالقادر العفيفي، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعيّة بجامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، ومدير إدارة الاعتماد المدرسي بوزارة التربية والتعليم، نوال خالد، ومدير الوعاظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، طالب الشحي، ومدير مركز رعاية اﻷحداث بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، العقيد الدكتور عبدالله محمد بوهندي، ومدير مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، هيا عبدالله بن حماد، فيما أدار الأمسية عضو اللجنة التنفيذية بالجائزة، الدكتور خالد العبري. |
وتفصيلاً، أكد المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، محمد سالم الظاهري، أن قطاع التعليم ومحور خدمة المجتمع يتصدر استراتيجية تطوير التعليم في إمارة أبوظبي التي ينفذها مجلس أبوظبي للتعليم، مشيراً إلى أننا عندما نتحدث عن التعليم، فإننا نتحدّث عن نهضة المجتمع من خلال بناء الشخصية الطلابية المعتزة بقيمها وهويتها العربية الإسلامية، هذه الشخصية المنفتحة على العصر بكل ما يحمله من متغيرات تقنية وعلمية وثقافية، وقال الظاهري إن هناك مجموعة من المبادرات في مجلس أبوظبي للتعليم تصب في خدمة المجتمع، منها مبادرة دمج ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية والخاصة، فقد نجح المجلس في دمج أكثر من 4000 طالب وطالبة على مستوى الإمارة، ويقدم المجلس لهؤلاء جميعاً الأجهزة المساعدة والدعم الفني والتطبيقي الذي يمكنهم من مواصلة التعليم، ومبادرة مشروع رعاية الفائقين لطلبة الـ12، ويمثل هذا المشروع مبادرة استشرافية فعّالة تستهدف تعزيز مستويات الطلبة الفائقين وتمكينهم من تصدر قائمة الأوائل على مستوى الدولة، ومشروع تحسين المستوى، وهو من مشروعات مجلس أبوظبي للتعليم لخدمة المجتمع، ويستقطب هذا المشروع أعداداً كبيرة من الطلبة في أبوظبي والعين والغربية، ويعكف على العمل به فرق من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية في مختلف المواد، وسجل هذا المشروع أيضاً تميزاً على الصعيد المجتمعي وله نتائج إيجابية كبيرة في تحسين مستويات الطلبة ورفع معدلاتهم في مختلف المراحل الدراسية.
وأضاف الظاهري أنه «يوجد ايضاً مشروع صيفنا مميَّز الذي يدخل عامه الـ 14، وهو من مشروعات الأنشطة الرائدة على مستوى الدولة والوطن العربي، وقد استقطب هذا المشروع أكثر من 260 ألف طالب وطالبة منذ انطلاقه، ويشمل هذا المشروع قائمة واسعة من البرامج والمبادرات التربوية التي تستهدف الارتقاء بشخصية الطالب وترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة لدى الطالب، واكتشاف المواهب ورعايتها وصقلها بصورة علمية»
من جانبه، أكد مدير الوعاظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، طالب الشحي، أن التعليم من أهم مقاصد الدين الإسلامي ولذا رغب فيه الشرع في نصوص كثيرة ووفق آليات كثيرة ليكفل تحقيق نهضة الإنسان في نفسه ومجتمعه، لذلك كانت أول آيات أنزلت على رسولنا صلى الله عليه وسلم، هي قوله تعالى «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ».
فيما أشارت مدير مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، هيا بن حماد، إلى أن مؤسسات الرعاية تواجه تحديات تتضمن «زيادة نسبة الإعاقة بين المواليد التي تمثل 10% من سكان العالم ومن سكان أي دولة، ما يضعنا في تحدٍ كبير في ايجاد برامج وآليات خاصة لرفع هذه النسبة، لافتة إلى أن التحدي الثاني هو وجود 16 نوعاً رئيساً من الإعاقات، ما يستلزم اختلاف برامج الرعاية والتأهيل، إذ كشفت دراسة لوزارة الصحة عن زيادة حالات المواليد المصابة بإعاقات من حالة بين كل 10 آلاف مولود في السبعينات، إلى حالة بين كل 50 مولوداً في عام 2011 – 2012».
وقالت إن «التحدي الثالث هو الأسرة وما يصاحبها من تدمير نفسي عقب اكتشاف أن أحد أفرادها معاق، فيما يكمن التحدي الرابع في شح الفرص للأشخاص من ذوي الإعاقة في المجتمع سواء في التعليم أو العمل»، مشيرة إلى أن الخدمة المجتمعية في الإمارات شهدت حركة نشطة ومراجعة شاملة للتوجهات الاجتماعية الأساسية في النظرية والممارسة، وذلك في ضوء المتغيرات السريعة والمتلاحقة التي يمر بها المجتمع الانساني المعاصر وانعكاساته على النسيج والعلاقات الاجتماعية، وركزت حركة الدولة على الاهتمام بدراسة الإعاقة وتوفير الخدمات المتخصصة في رعايتها وتأهيلها كإحدى مشكلات المجتمع.
فيما قال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعيّة بجامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش «أجريت دراسة على 186 حدثاً جانحاً، كشفت أن 68% منهم يعودون إلى اسر مستقرة وسبب الجنوح هو غياب الإدارة والإشراف الأبوي والتنشئة الاجتماعية الناقصة، واهتمام الأب بالجانب المادي فقط دون اعطاء الجانب المعنوي أو العاطفي أي اهمية، وأن جنوح الأبناء لم يعد سببه الأول الطلاق كما كان في الماضي، حيث إن نسبة الجانحين من ابناء المطلقين لم تتعدَ 7%، مشيراً إلى أن 50% من التهم الموجهة إلى الأحداث تتعلق بالسرقة، و68% من الجانحين يعودون إلى مسارهم الطبيعي إذا ما تم الاعتناء بهم».
فيما شددت مديرة إدارة الاعتماد المدرسي بوزارة التربية والتعليم، نوال خالد، على ضرورة أن تكون المؤسسة التعليمية واعية بدورها في تحسين البيئة وتطويرها وتنميتها لتكون أكثر تقدماً، وتدفع امكاناتها للمساهمة الفعالة في تحقيق أهداف المجتمع الذي تفانا في دعمه من أجل تأهيل وبناء وإعداد كوادر علمية لديها القدرة على المشاركة الفاعلة في التنمية والتطور في كل المجالات، والتي تنطلق بالمجتمع نحو مستقبل واعد بطاقات انتمائية تلتف حول قائدها بما له من فضل التوجيه والإرشاد لتطوير العملية التعليمية.