أسواق السمك تشهد قلة في المعروض والأسعار غير ثابتة. تصوير: أحمد عرديتي

%100 ارتفاعاً في أسعار أسماك بالشارقة والفجيرة

شهدت أسواق الأسماك في إمارتي الشارقة والفجيرة، خلال شهر رمضان، ارتفاعاً في الأسعار بشكل لافت، ووصلت نسبة الزيادة في بعض الأنواع إلى 100%، فيما طالب مستهلكون الجهات المختصة بالتدخل للحد من ارتفاع الأسعار.

من جهتها، عزت جمعية الصيادين في الشارقة، الزيادة في أسعار الأسماك إلى انخفاض المعروض، نتيجة ارتفاع درجات حرارة الجو، وهروب الأسماك إلى المياه الباردة في قاع البحر.

وأقر مصدر في وزارة الاقتصاد، طلب عدم نشر اسمه، بالارتفاع الكبير في أسعار الأسماك خلال شهر رمضان، مؤكداً عدم وجود رقابة من جهة الوزارة على الأسعار، لأن توافر الأسماك في الأسواق مرتبط بعوامل عدة، أهمها تقلبات الأحوال الجوية، متوقعاً أن يستمر هذا الارتفاع إلى ما بعد شهر رمضان.

وتفصيلاً، قالت ربة منزل، شريفة علي، من الفجيرة، إن أسعار الأسماك ارتفعت بشكل كبير، أخيراً، إذ وصل سعر كيلوغرام السمك الشعري إلى 35 درهماً، بعد أن كان بـ20 درهماً قبل شهر رمضان، ووصل سعر كيلوغرام سمك الحمرا إلى 75 درهماً بزيادة 35 درهماً على سعره قبل بداية رمضان.

وأبدى المستهلك (أبوعبدالله)، من الشارقة، استياءه من ارتفاع الأسعار، معتبراً أن هذا لم تشهده أسواق الأسماك منذ أشهر عدة.

وأضاف أن سعر سمكة الهامور الكبيرة الحجمة وصل إلى 600 درهم، مشيراً إلى أن الأسعار غير ثابتة، إذ إنها تنخفض قليلاً ثم ترتفع سريعاً مرة أخرى.

من جانبه، قال الصياد محمد عبدالله مبارك، من الفجيرة، إن ندرة الأسماك في الأسواق أدت إلى ارتفاع الأسعار، وذلك لعوامل عدة، أهمها عدم إبحار الصيادين بسبب الصيام، وقلة الربح المادي مقارنة بالمصروفات التي يتكبدها أصحاب المراكب.

وأشار إلى أن الأنواع المتوافرة حالياً من الأسماك في الأسواق المحلية، هي «الباشخيل»، و«الجش»، و«الشعري»، و«الهامور» الذي وصل سعره في شهر رمضان إلى 300 درهم للسمكة المتوسطة الحجم، بعد أن كان 150 درهماً، أي بزيادة تصل إلى 100%، متوقعاً توافر أنواع أخرى من الأسماك، خلال الفترة المقبلة، مثل «الكنعد»، و«الخباط».

وعزا الصياد عبدالله حميد، من الشارقة، أسباب ارتفاع اسعار الأسماك الى سيطرة وتحكّم الآسيويين في أسواق البيع، خصوصاً في الشارقة، مبيناً أنهم يشترون حصيلة صيد أصحاب المراكب بسعر الجملة، ثم يبيعونها لجهات أخرى كالفنادق أو المطاعم بأرباح كبيرة، ما يقلل الكميات المتوافرة في السوق، ويرفع سعرها في ظل زيادة الطلب عليها وقلة المعروض منها، ومثال على ذلك فهم يشترون 20 كيلوغراماً من الشعري بـ1300 درهم ويبيعونها خارج السوق بسعر يزيد على 3000 درهم، لافتاً إلى أن صاحب المركب المواطن يضطر إلى أن يبيع للآسيويين بسعر الجملة تجنباً للخسارة.

وزاد «ترجع ندرة الأسماك في الفترة بداية من شهر مايو وحتى أكتوبر، في بحر الشارقة، إلى هجرتها إلى الأعماق الباردة في قاع البحر، هرباً من الأعماق الضحلة القريبة من السطح ذات درجات الحرارة المرتفعة».

وأشار إلى أن الأمر مختلف تماماً في الفجيرة، إذ إن البحر فيها عميق جداً، ما يعتبره صيادون غير مجدٍ للصيد بواسطة (القراقير)، فيضطرون إلى استخدام الخيط أو الشباك، وهو أمر مكلف مالياً، إذ يتطلب منهم توفير كميات كبيرة من خيوط الصيد، ما يضطرهم إلى رفع أسعار الأسماك لسد كلفة صيدها.

وذكر رئيس جمعية الصيادين في الشارقة، عمران الشامسي، أن كميات الأسماك المعروضة في الأسواق قليلة جداً، وتراجعت بصورة ملحوظة مع بداية الشهر الفضيل، عازياً ذلك إلى هروب أعداد كبيرة من الأسماك إلى المياه الباردة في قاع البحر. وتابع: «رحلات الصيد اليومية تكاد تكون متوقفة، خلال شهر رمضان، بسبب صيام الصيادين، وعدم قدرتهم على ارتياد البحر في ظل الارتفاع الشديد في درجات حرارة»، مضيفاً أن «زيادة الطلب على الأسماك من المستهلكين، وقلة أعدادها في أسواق البيع المحلية، فسح المجال أمام الموردين لاستيراد أسماك من دول مجاورة، ويحدد الباعة الآسيويون الأسعار وفق رغباتهم».

وذكر مصدر مسؤول في وزارة الاقتصاد، أن «هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الأسماك، خلال شهر رمضان»، مؤكداً عدم وجود رقابة من جهة الوزارة على الأسعار التي تعد غير ثابتة، ومرتبطة بنسبة المعروض في الأسواق.

وأشار إلى أن الصيادين الذين يغامرون بدخول البحر، خلال فترة تقلبات الطقس، يرفعون أسعار الأسماك التي يصطادونها بشكل مبالغ فيه.

وأضاف: «يصدّر بعض الصيادين أنواعاً محددة من الأسماك إلى دول أخرى بأسعار مرتفعة، رغبة في الربح المادي، ما يؤدي إلى قلة أعداد المعروض منها في الأسواق المحلية، في وقت تزايد فيه الطلب عليها من المستهلكين، ما يدفع البائعين الآسيويين إلى احتكار السوق ورفع أسعار الأسماك».

وأشار إلى قلة نشاط مراكب الصيد، والإقبال الكثيف من المواطنين على شراء الأسماك خلال شهر رمضان، باعتبارها الأطباق المفضلة على الإفطار، أكثر من اللحوم الحمراء.

الأكثر مشاركة