«الشؤون» تمنع 99 أسرة من التفكك في 2013

كشفت مدير إدارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية فوزية طارش ربيع، أن خلافات يومية بين الأبوين قد تكون سبباً في اتخاذ قرارات مصيرية تصل إلى الطلاق، لافتة الى وجود حالات طلاق نتجت عن اختلاف في طريقة تربية الأبناء.

المسار الخاطئ

ذكرت مدير إدارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية فوزية طارش ربيع، أن الطلاق من العوامل التي تؤثر سلباً في الأطفال وتحول دون بناء شخصيات مستقلة لهم، إذ إن الآباء يلجأون في بعض الحالات إلى استخدامهم في نزاعهم، ويحاول أحد الأبوين تشويش أفكارهم عن الآخر، ما يسهم في انجراف الابن، خصوصاً المراهق، ويتسبب في تدني مستواه الدراسي وضياع موهبته، ومن ثم انجرافه إلى أصدقاء السوء.

وشرحت أن بيئة الأصدقاء التي ينشأ فيها الابن تؤثر كذلك في طبيعة الأنشطة التي يتجه لها، إذ يمكن أن يوجهوه إلى الاهتمام بهذه الموهبة وصقلها، أو الانحراف وأخذ مسلك خاطئ يبعده عن تطوير شخصه، مؤكدة أن للآباء دوراً في اختيار أصدقاء الابن، واختيار مجالات مناسبة له ليبدع ويصقل مهاراته.

وأضافت أن اتجاه الأبناء إلى المسار الخاطئ قد يكون بسبب أن الآباء لم يصلوا إلى لغة حوار مشتركة في ما بينهم، إذ إنهم يتعاملون بأسلوب من الصراخ، والعصبية ما يؤثر سلباً في كيفية تقبل الأبناء للنصح، أو الاستهانة بالمواهب التي يملكها الطفل والإفراط في التدخل في نشاطاتهم اليومية، والصراع في ما بينهم، لأن الأب يحاول تقرير مصير ابنه دون الرجوع إلى رأي الابن في مثل هذه القضايا.

وأكدت أن الوزارة ملتزمة بمبادرات مجتمعية عدة للوصول إلى هذه المشكلات الأسرية ومحاولة إصلاح الخلافات بين الأسر، وتقليل مسبباتها وما قد ينتج عنها.

مبادرات

قالت مدير إدارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية، فوزية طارش ربيع، إن الوزارة اتجهت إلى مبادرات مثل «سند» لالتقاء الآباء مع أبنائهم وتفعيل دورهم في تربيتهم ومشاركتهم في الأنشطة اليومية، إضافة إلى مبادرة «لقاء الفرجان» بحيث تنظم المراكز الأسرية لقاءات ومجالس للاجتماع بالأهالي ومعرفة ما هي القضايا التي يواجهونها وكيفية حلها لهم.

وأوضحت أن مراكز التنمية الأسرية تمكنت أخيراً من حل مشكلة عائلة إماراتية لم تستطع إصلاح مسار ابنها المراهق، بعدما تعرف إلى أصدقاء سوء، ما تسبب في تدني مستواه الدراسي، مضيفة أن والديه وصل بهما الأمر إلى استشارة محام للبدء في معاملة الطلاق والانفصال نهائياً، في حين أنه كان بإمكانهما حل المشكلة بمتابعة ابنهما بشكل مستمر، موضحة أن دور مراكز التنمية الأسرية المنتشرة حول الدولة يقضي بحل مثل هذه الخلافات، ومتابعة الأسر، مضيفة أن مراكز التنمية الأسرية تمكنت خلال 2013 من الإصلاح بين 99 أسرة، وتقديم استشارات أسرية لها أسهمت في تجنب خلافات عدة، كان يمكن أن تقود للطلاق.

وقالت ربيع لـ «الإمارات اليوم» إن أسباباً عدة يمكن أن تتسبب في خلافات بين الوالدين، إضافة إلى تقليل التواصل بين الأبناء أو التأثير سلباً في مهاراتهم الحياتية، موضحة أن التنشئة الأولى للطفل مهمة في صقل شخصيته وبناء علاقات متماسكة بين أفراد الأسرة. وأضافت أن تعليم الآباء من أهم عوامل الارتباط الاجتماعي بين الأسرة، إذ إن بعض الآباء غير المتعلمين يجهلون الطرق المناسبة لتصويب مسارات أبنائهم الحياتية، عندما يلاحظون انحرافاً فيها.

وتابعت أن الاهتمام بالتعليم في العائلة غير المتعلمة قد يكون أقل مما هو لدى العوائل التي يكون الوالدان فيها من حملة الشهادات، موضحة أنهم قد لا يتابعون أبناءهم دراسياً، أو يبدون حرصاً على معرفة المهارات التي يتميز بها الطفل، ما يتسبب في ضياع مواهبة.

وأكدت أن العلاقة الزوجية بين الآباء تلعب دوراً رئيساً في صقل أو تقليل مهارات الأبناء، مضيفة أن النزاعات والخلافات الأسرية اليومية بينهم تتسبب في تقليل كفاءة الطفل، لأن اهتمامه يكون منصباً بشكل كبير على المشاحنات، ما يخلف آثاراً سلبية في نفسيته، وقد يتسبب في خلق جو أسري مشوش.

وقالت إن بعض مشكلات الأبناء ربما تؤدي إلى تفاقم الخلاف بين الأبوين لدرجة تصل إلى الطلاق، مثل مشكلة تعاملت معها مراكز التنمية الأسرية، واستطاعت حلها، لأسرة عانت تمرد ابنها المراهق، وتدني مستواه الدراسي، ولجوءه إلى أصدقاء السوء، وبدلاً من احتواء القضية ومحاولة حلها، لجأ الوالدان إلى الطلاق كحلّ نهائي.

وأفادت بأن مراكز التنمية الأسرية تمكنت أخيراً من حل إحدى القضايا التي وصلت بالأبوين إلى مرحلة الطلاق، بسبب أنهما اختلفا على تربية ابنهما المراهق الذي يبلغ 17 عاماً، مضيفة أن الابن عانى في فترة سابقة تدني مستواه الدراسي، واتجاهه إلى تمضية معظم أوقات فراغه مع أصدقائه، ورفضه الاستماع إلى نصائح والديه.

وتابعت أن الأب هدد زوجته في تلك الفترة قائلاً إن عليها أن تجد وسيلة لإصلاح وضع ابنه، الذي تأثر بشكل ملحوظ بأصدقائه، أو الانفصال.

وأضافت أن الأسرة مكونة من خمسة أشخاص، والطلاق يتسبب في ضياع الأبناء جميعهم، بما فيهم الابن المراهق، كما لن يحل المشكلة الأساسية، موضحة أن الزوجة حاولت إصلاح ابنها في بادئ الأمر، فنصحته بقضاء وقته في المنزل والاهتمام بدراسته التي أهملها لفترة طويلة، إلا أنه رفض، ما زاد من المشكلات الأسرية، وتسلط الأب على ابنهما، وانتهى ذلك بخروجها من المنزل، وطلب المشورة من أحد المحامين للبدء في إجراءات الطلاق، دون محاولة تصحيح الخطأ.

وأكملت ربيع أن الزوج لم يبادر كذلك بحل المشكلة بل تركها لتتفاقم، «وما زاد من الأمر أنهما طلبا النصح من أصدقائهما الذين لم يقدموا لهما الحلول المناسبة»، موضحة أن مراكز التنمية الأسرية تمكنت من معرفة قصة العائلة من خلال المجالس التي أقامتها بداية العام الجاري، وحاولت التواصل مع أهالي الزوجين لمعرفة أسباب الخلاف الرئيسة، فأوضحوا أن الأبوين كانا يعانيان منذ فترة طويلة مشكلات في ما بينهما، وخلطا بين مشكلاتهما ومشكلة ابنهما المراهق، ما أوصلهما للطلاق.

وأكدت أن الوالدين في هذه القضية لم يحاولا فهم نفسية المراهق التي تحتاج إلى النصح والاحتضان، بل حاولا حلها بالصراخ والعصبية، ما جعل الابن يلجأ إلى أصدقائه، في حين أن المشكلة يمكن أن تحل بالمتابعة الدقيقة له.

وأضافت أن مراكز التنمية الأسرية نصحت الأم بالتراجع عن الطلاق لمعرفة الأسباب التي أوصلتهم لهذه المشكلة، ومن ثم حلها ودياً، وبعد أن جمعوا الأبوين تمكن الاستشاريون من حل مشكلتهما، ومن ثم حل مشكلة الابن، الذي أوضح أن النقص الوحيد كان في التفاهم في ما بين الأبوين والاهتمام به، مضيفة أن الحوار المشترك ساعد على فهم القضية وتحسن حالة الابن الذي وافق على قضاء وقت أطول في المنزل، والانتباه إلى دراسته، ومحاولة إيصال مشكلاته الى أبويه والعمل على حلها في ما بينهم، قبل اللجوء للأطراف الخارجية.

وأكدت متابعة حالة الابن مع أسرته، ومعرفة أين وصل مستواه الدراسي، والاتصال بمدرسته للتأكد من أنه لا يعاني أي مشكلات نفسية أو سلوكية يمكن أن تؤثر سلباً فيه.

الأكثر مشاركة